<!--

<!-- <!-- [if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

الجنة تحت أقدام أغلى الحبايب

وهل هناك تكريم وتقدير أرفع مكانة من هذا التقدير من خالق الخلق للأمهات فقد رفع مكانتها فى كل الرسالات السماوية وأوصى الأبناء بأنها أحق الناس بحسن رعايتهم كما جاء فى الحديث الشريف لنبينا المصطفى محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- وجعل يكرر "أمك ثم أمك ثم أمك الأم" التى أفنت العمر مضحية بكل مالديها من أجل أبنائها لتتحمل مسئولية أصعب تكليف إلهي ومهمة إنسانية فالأمومة ليست فقط أروع المشاعر الإنسانية التى وهبها الله الخالق للمرأة ولا فيضان حب وحنان لا ينضب ولا يضاهيها أى حب فى الدنيا للأبناء ولا تغذية طفل لكى يولد وينمو بل الأمومة هى المعنى الأشمل والأسمى وهى صناعة الإنسان..إنسان يعرف كيف يعيش ويتعامل مع الحياة مع اختلاف البشر ليصمد وينجح يعرف معنى العطاء والتعاون بعيدا عن الأنانية والأخذ فقط، ولهذا فالأمومة مسئولية مع كل هذا الحب والإيثار..فتحية حب وتقدير وعرفان منا جميعا من كل ابن وابنة من كل إنسان لكل أم على وجه الأرض لكل أم أنجبت أو لم تنجب ولكنها أحبت وضحت وتفانت من أجل أبنائها..

تحية اعتزاز وعرفان وتقدير لكل أم شهيد فى عيد الأم كل أم بل كل أب ضحى بأغلى مالديه "أبنائه" ليروى هذه الأرض الغالية ليحررها من الظلم والاحتلال ويعلى كرامة وطنه ومواطنيه.. لكل شهيد ضحى بروحه ليحمى أمن وأمان المصريين ويحافظ على أمان بلده من كل غادر أو معتدٍ.. لكل أم ربت ابنها وابنتها على حب الوطن والعزة والكرامة وأنه ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط وعزائهم جميعا كل أم وكل أب أنهم أحياء عند ربهم يرزقون كما جاء وعد الحق فى كتابه المبين "فرحين بما أتاهم الله من فوز عظيم"..

 تحية حب وتقدير للأم المصرية السيدة هاجر أم الأنبياء العرب وزوج خليل الله ونبينا إبراهيم وأم نبينا إسماعيل عليهم جميعا رضوان الله وسلامه، هذه الأم التى علمتنا جميعا معنى التضحية مهما كانت الصعاب وكيف امتثلت لأمر الله لأصعب محنتين تتعرض لها أم وزوجة بكل الإيمان والصبر والأولى عندما تركها نبينا إبراهيم -عليه السلام- مع وليدها فى أرض صحراء لا زرع فيها ولا ماء ولا بشر ورغم كل ذلك تركته يمضى بعد أن سألته إن كان أمر إلهى وقالت "اذهب فالله لن يضيعنا"..ولكنها فى تضرع إلى الله تجرى سعيا وبحثا عن ماء بين جبلى الصفا والمروة ليجيب دعوتها كأم فالخالق لا يرد دعوة صالحة ليفجر بين قدمى وليدها ماء زمزم المباركة تروى بها ظمأ وليدها وظمأها ليجيب الله دعوة نبينا إبراهيم " فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات " ليفد إليها الناس من كل جانب من أجل الماء وينمو الزرع وتصبح هذه الأرض المطهرة بيت الله ليحج إليها الناس أجمعين وتصبح قبلة للمسلمين، ولتحمى السيدة هاجر بأمومتها ليس فقط سيدنا إسماعيل بل أيضا من جاء من نسله ونسلها خاتم النبيين محمد- عليه أفضل الصلاة والسلام- ليحمل خاتم الرسالات السماوية ويدعو لنشر الدين والسلام والتسامح وأن الدين لله والوطن للجميع..

أما المحنة الثانية عندما جاء الأمر الإلهى بذبح نبينا إسماعيل فى رؤية خليل الله إبراهيم فامتثل الجميع لهذه المحنة العظيمة لأمر الله بما فيهم الأم الصابرة المؤمنة هاجر المصرية ولكن الله أيضا لم يضيعهم وأنزل الكبش وقال الخالق" وفديناه بذبح عظيم" فكان فداء لكل الأبناء عن كل المسلمين..أما أصعب تكليف إلهى آخر كان للأم البتول السيدة مريم العذراء -عليها أفضل الصلاة السلام- وكيف تحملت وحدها الصعاب وعبء تحمل أمانة السيد المسيح -عليه السلام- ليولد بمعجزة إلهية وتحملت بطش أهلها ولكن الله أكرمها بأن ينطق وليدها فى المهد يبلغهم أنه نبى الله وأن أمه طاهرة ولتحميه من جديد وتنقذه من بطش ملك اليهود هيردوسى ونبوءته خوفا على ملكه بقتله كل الأطفال الرضع وتهرب به إلى مصر وتحمى ابنها نبى الله عيسى لينشر الدين السماوى ورسالة الحب والسلام بين البشر.

مصر الأم التى قال عنها الله سبحانه وتعالى "ادخلوها آمنين" مصر التى تجلى الله على جبلها فى سيناء وكلم نبيه موسى وقد ضربت أمه أيضا أروع صور الحب والتضحية والإيمان بالله عندما أطاعت ربها "وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليوم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين"، فهل هناك تضحية وفداء ومسئولية لمعنى الأمومة أكثر من ذلك؟! لهذا كرمهن المولى فى آياته فى القرآن الكريم وكرم كل أم وجعل احترامها ورعايتها أولى وجعل عقوقها من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله..فليسرع كل منا إلى أمه الحبيبة ليعوضها عن انشغالاته بالحياة والعمل والأبناء.. ولتكن دعوة للحب ليست فقط فى الـ21 مارس فى عيد الأم ولكن فى كل أيام العام فى حياتها بل دعوتنا لها حتى لمن رحلن عنا أو صدقة جارية تفيدها فى محنتها وتفيد غيرها من الأحياء وكل عام وأنتم جميعا بخير.              

 

المصدر: ايمان حمزة _مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 462 مشاهدة
نشرت فى 4 إبريل 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,459,051

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز