<!-- [if !mso]> <style> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </style> <![endif]-->
<!-- <!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]--><!-- <!--
في محطة الشهداء
الحالة التي نعيشها هذه الأيام لايمكن وصفها بعبارات تقليدية لأنها تحتاج إلى قصائد من الرثاء على قيم تكاد تكون انقرضت من مجتمعنا وعادات كنا نفخر بها فإذا بنا نكاد نفقدها، ففى الماضى القريب كانت هيبة الرجل تقوى وإحترامه يزداد كلما كان حرصه وحفظه لمكانة المرأة واضحا، وما أسعد المرأة عندما تجد رجلا مثل حامي الحمى بالنسبة لها وما أتعسها إذا تحول هذا الرجل من حاميها إلى حراميها وبدلا من الحفاظ عليها ينتهز أي فرصة ليفترسها، وهذا ما نعيشه حاليا إنها ظاهرة "التحرش الجنسي " التي أصبحت قنبلة موقوته أنفجرت دون سابق إنذار لتصبح المرأة هي ضحيتها الأولى والأخيرة فامتدت أيادي هؤلاء الذئاب لتطال نساءنا وبناتنا في كل وقت ومكان.
شاهد عيان
عند ذهابي إلى العمل وأثناء ركوبي مترو الأنفاق سمعت صراخاً على رصيف محطة الشهداء فاتجهت إلى تجمع الناس وفوجئت بفتاة تمسك بشاب وتضربه وعندما سألتها ماذا فعل لك ؟ قالت تحرش بي وأنا واقفة ولم يكتف بل قام أيضا بسبي بكلمات بذيئة عندما أمسكت به فجاء الظابط وأمسك بالشاب وتوجهت معهم إلى النقطة الخاصة في محطة الشهداء لعمل محضر فوجئت بأن الفتاه ترفض عمل محضر للجاني فقلت لها لا تخافي قالت لي أن أهلي سوف يرفضون ذهابي إلى المحكمة وماذا أقول لهم تحرش بي! والكارثة أيضا عندما قال الضابط إن ظاهرة التحرش الجنسي في تزايد كل يوم حتى تصل إلى (16حالة يومياً) ويرجع ذلك إلى عدم تحقيق الردع الكافي للحدج منها، بسبب عدم تحرير محضر بالضبط بالجرائم الجنسين لعدم رفض الضحية عمل محضر بسبب وصفها القانوني (تحرش جنسي).
البكاء الهسيتري
أما نور أحمد السيد 20 سنة طالبة تقول: كنت ذاهبة إلى أختي وركبت مترو الأنفاق وعند نزولي من العربة وصعودي على السلالم الكهربائية في محطة الشهداء شهدت بشخص يقوم بلمس جسدي من الخلف، فقمت بمسك يده وضربته بالحذاء الخاص بي والغريب من هذا أن الشاب لم يحاول الدفاع عن نفسه بل اكتفى فقط بتغطية وجهه وقال لي: اضربيني وعند ذهابي أنا وهو إلى نقطة الشرطة الخاصة بالمترو لعمل محضر تحرش له لم يتكلم كلمة واحدة للدفاع عن نفسه بل اكتفى بالبكاء الهستيري..
وتقول ليلى عبد الحميد 55 سنة-ربة منزل-منتقبة كنت ذاهبة إلى ابنتي في الجيزة، فركبت مترو الأنفاق ولا أعلم أين عربة السيدات أو الرجال فقمت بركوب أول عربة جاءت أمامي ولم يقوم لي أحد لأجلس حتى عشان خاطر سني، فشعرت وأنا واقفة بيد شخص يقوم بملامسة جسدي وقلت لنفسي لا يقصد ربما كان هذا بسبب الازدحام، فقام مرة أخرى بشكل مقصود وعندما قمت بمواجهته قال لي إنك زي أمي هعمل كدة ليه ليك، إنت ست مجنونة فماذا أفعل فقمت بالصمت لأجل سني.
وتضيف رضا محمد 30 سنة-ربة منزل-عند ركوب مترو الأنفاق داخل العربية الخاصة بالسيدات رأيت بائعاً متجولاً داخل العربة يتجول بين النساء بطريقة مستفزة فاصطدم بي وقلت له إن هذه العربة خاصة بالسيدات، فقام بالرد علي بطريقة بزيئة جدا "مش عاجبك أنزلي"!
عقيدة التحرش
ويرى دكتور أحمد عامر -الطبيب بمصحة أمراض نفسية- وعصبية أن معظم الحالات المرضية في المصحة تترسخ لديهم عقيدة تسمى التحرش الجنسي أو اللفظي، وهذا لعدة أسباب سواء كان لعدم المقدرة على الزواج أو تناول المخدرات التي تؤدي إلى ترسيخ هذه العقيدة وعدم القدرة على معالجتها إلى باستعانة طبيب نفسي ومن أهم النماذج الحالات المرضية شاب يعاني من مرض السعار الجنسي واكتئاب شديد، بسبب المفهوم الخاطئ للمرأة نتيجة التجارب السلبية التي مر بها في حياته مع الجنس الآخر فبدأ ينظر إلى المرأة أنها فريسة يجب أن يفترسها فلجأ إلى مكان التجمعات سواء في وسائل النقل ليقوم بالتحرش لإشباع رغباته دون وعي، بما يفعل حتى وصل إلى مرحلة السعار الجنسي، ومازال تحت العلاج لتعديل السلوك وعمل تهيئة جديدة له في الوجدان والذكاء العاطفي والإدراك.
الثقة بالحياة
وتوجد حالة أخرى فتاة تبلغ من العمر 28سنة تعاني من الاكتئاب الشديد والعزلة التامة عن المجتمع ورفضها الخروج من المنزل أو حضور المناسبات الاجتماعية، بسبب تعرضها للتحرش الجنسي واللفظي المتكرر، لمجرد أنها جميلة الشكل والهيئة وإحساسها أنها فريسة يريد الرجل أن يفترسها ورفضها للزواج من أي رجل يتقدم لها وترسخ لديها نظرة بأن الرجل ذئب، ومازالت تحت العلاج لاكتساب الثقة بالنفس وثقة الآخرين وكيفية التعامل مع أي شخص أو موقف يواجهها في الحياة.
وأشارت د. سلوى عبد الباقي -رئيس قسم الصحة النفسية، جامعة حلوان- لم يعد هناك إلا قلة قليلة جدا لمن يحافظون على أصولنا العربية العريقة عندما كانت الأخلاق هي الهواء التي نتنفسه والاحترام المتبادل، مثل الماء الذي نشربه، فإذا كانت مكانة المرأة في أعلى الطبقات "الرقي" مثلها مثل الجوهرة المكنونة والزهرة الجميلة التي كان يتحدون جميعا ً للحفاظ عليها من أي شيء يؤذي كرامتها أو يخدش حياءها، والكارثة أنه يوجد 20% من الفتايات في المرحلة الثانوية يتهربن من التعليم بسبب التحرش الجنسي الذي يتعرضن له سواء في مواصلات النقل أو الشارع وتجنب المرأة الحياة العملية في كثير من الأحيان، خوفا من التحرش بها وترسخ عقيدة لديها بأنها فريسة يريد الرجل أن يفترسها ويجب تصليت الضوء على الازدواجية الموجودة في المجتمع، وهو حرمان البنت من حقها الطبيعي في ممارسة حياتها اليومية وإن البنت دائما في مجتمعنا ملامة وهذه النظرة خاطئة فإن التحرش لا زي له ولا سن..
ظاهرة فردية
ويقول د. إبراهيم عيد -أستاذ الصحة النفسية في جامعة عين شمس- أن ظاهرة التحرش هو سلوك إنساني غير مرغوب فيه وهذه الظاهرة فردية ولا يمكن التعميم فيها لأنها خارجة عن القيم والمعايير المألوفة في المجتمع المصري، وهذه انحرافات لإشباع الشهوة الجنسية وأطالب أي امرأة تعرضت لهذه الظاهرة عدم الاستسلام وعدم الصمت عن هذه الانحرافات، فيجب التصدي لها وتدعيم كيفية التعامل مع المتحرش وتحقيق الردع الكافي للحد من هذه الظاهرة، كما أعلن عن قيامة بمبادرة علاج بعض الحالات المرضية الذين يحتاجون إلى تأهيل نفسي دون مقابل مادي.
وأضافت رشا محمد حسن -ناشطة حقوقية، ومديرة وحدة البحث في مبادرة- "امسك متحرش" وقالت لو تحدثنا عن ظاهرة التحرش بالنساء لا توصف إلا بأنها عار على المجتمع المصري، وكيف نحيا في هذا العالم الملوث ونطمئن على أنفسنا ونحن كائنات ضعيفة بحاجة إلى حماية، أن نحبس أنفسنا في بيوتنا وننتظر الإحسان والشفقة من الغير، ونتخلى عن العلم والعمل وهذا لن ولم يحدث أبدا ستظل المرأة شامخة بكرامتها ومكانتها التي منحها الله إياها
برواز
· ومن أهم المبادرات التي تدعم مناهضة التحرش الجنسي في الشارع المصري :
1) شوفت تحرش . 2) أمسك متحرش .
وهي مبادرة حقوقية نسائية غير حكومية، تقوم على أفراد متطوعين في مختلف المحافظات وتعمل بشكل فعال في مواصلات النقل والشارع المصري، لرصد السلبيات الموجودة في المجتمع ومعالجتها بوضع آليات وتدابير لمناهضة ظاهرة (التحرش الجنسي) على المستوى القانوني والنفسي والمجتمعي، وقد قام فريق العمل بوضع خطة لتوعية المواطنين وعمل ندوات تدريب المرأة كيفية التعامل مع المتحرش، وأيضا توعية الشباب لحماية المرأة وليس انتهاك حقوقها الإنسانية في المجتمع المصري.
سماح طارق
ساحة النقاش