كتبت: إيمان العمري

الحب وما يحمله من معان وثيقة الصلة به لم يستحوز بمفرده على عالم الأزهار بل كان له منافس قوي، وهو السياسة.. فكيف دخلت الورود هذا العالم الجاد الذي كثيراً ما يلجأ للعنف، إنها قصة طويلة تعود لآلآف السنوات..

                           اللوتس يجدد الحياة

وما دمنا نتحدث عن الماضي السحيق،

 فالكلام هنا بالتأكيد عن الفراعنة الذين كانوا أول من أدخل الأزهار عالم السياسة، وبالتحديد زهرة اللوتس تلك الزهرة المقدسة لدي المصري القديم والتي ظهرت على جدران المعابد كما أن الأعمدة المنتشرة في الكثير من المعابد المصرية كان يعلوها شكل زهرة اللوتس.. كما ظهر الملوك وهم يحملونها تقديرا منهم لتلك الزهرة المقدسة..

وكانت عنوان الخلق عند المصري القديم، فوفقا لأسطورة الخلق عند المصري القديم كانت بداية الكون ظهور زهرة اللوتس.. لذا ليس بغريب أن يتخذها الجيش المصري في أيام الفراعنة شعارا له..

ولم يقتصر إعجاب المصريين بتلك الزهرة الشهيرة على العصر القديم ففي العصر الحديث عندما فكر المصري في بناء برج القاهرة جعله يتخذ شكل زهرة اللوتس كما كان يفعل أجداده العظماء..  

وقد امتد الإعجاب بتلك الزهرة وتقديرها في العديد من الدول، فهي الزهرة الوطنية للهند "الرمز الوطني".. وهناك العديد من أزهار اللوتس لكن أشهرها اللوتس المصري المعروف بزنبق الماء المصري..

وزهرة اللوتس نبات مائي تنتشر على طول نهر النيل، وهي ذات ألوان بيضاء أو وردية.. وشكل الزهرة دائري وتنظر دائما لأعلى

                              الورد في الحرب

أيمكن أن تدخل الورود الحرب؟! ليس هذا بالأمر الغريب علي الانجليز، فأشهر حرب أهلية شهدتها انجلترا عرفت باسم حرب الوردتين، وكانت بين أسرتي يورك، ولانكاستر اللتين تصارعا على عرش البلاد وانتهت هذه الحرب بانتصار هنري تيودور من أسرة لانكاستر بعد معارك دامت ثلاثة عقود من القرن الخامس عشر، وعرفت هذه الحرب باسم حرب الوردتين لأن كل أسرة اتخذت من الورود شعارا لها، فاتخذت أسرة لانكاستر الوردة الحمراء شعارا لها أما الوردة البيضاء فكانت شعار أسرة يورك..

وكان الشاعر الانجليزي ويليام شكسبير هو أول من أطلق على تلك الحرب حرب الوردتين، وذلك في مسرحيته هنري السادس..