أعياد لكل المصريين

بالحب والفرحة توحدنا أعيادنا جميعا كمصريين فى هذه الأيام من كل عام حيث تتعدد المناسبات الدينية للمسيحيين من الأقباط المصريين انتهاء بعيد القيامة المجيد للسيد المسيح – عليه السلام – وأيضا عيد شم النسيم عيد كل المصريين الذى ابتدعه الإنسان المصرى منذ عهد الفراعنة احتفالا بالربيع بطقوسه الخاصة جدا والتى يجتمع حولها الأهل والأحباب من كل أبنائنا فى الحدائق والمنتزهات قبل البيوت.. هكذا نحن دائما توحدنا الأعياد نتشارك حلاوة الاحتفال بها فتوحد قلوب كل المصريين على الحب والتآخي والتسامح والتهانى مسلمين ومسيحيين كلنا مصريين نسيج الشعب الواحد عبر كل الأزمان ومكان.. فى الكنائس والشوارع والبيوت يجتمع الكل احتفالا بحلاوة الأعياد فى وقت أحوج ما نكون إلى استعادة الفرصة وتذوقها ونرتاح قليلا مما يحدث فى حياتنا ومن إشغالات الحياة ومن أجل لمت العائلة والأهل والأصدقاء والجيران والأحباب من أجل أن نعيش معا أجمل المشاعر الإنسانية التى تجمعنا أحباب وأنساب منذ وطأت أقدام العائلة المقدسة السيدة مريم العذراء ووليدها نبينا المسيح عيسى – عليهما أفضل السلام – أرض مصر لتحتمي بها وتعيش بين ربوعها لتجد بها الأمن والأمان ولتدعوا لها ولشعبها المحب الآمن بالبركة والسلام وليصبح الشعب المصرى أول من آمن بهذه الرسالة السماوية التى دعا إليها المسيح عليه السلام – أنساب وأصهار، ومنذ تزوج رسولنا الكريم من السيدة المصرية مارية القبطية التى أهداها له المقوقس ملك مصر فأحبها نبينا المصطفى – عليه أفضل الصلاة والسلام – ورزق منها بابنه إبراهيم الذى مات صغيرا وحزن حزنا كبيرا عليه.. كلنا نعتز بهذه السيدة الكريمة – رضى الله عنها – لمكانتها الكبيرة فى قلب رسولنا الكريم وقلوبنا جميعا.. كلنا أيضا نعتز بالسيدة مريم البتول التى كرمها الله فى الإسلام كما لم يكرم ويعلى من شأن امرأة قبلها فجعلها خير نساء العالمين واختصها بسورة كاملة فى القرآن الكريم هى سورة مريم لقدسيتها ومكانتها العالية فى قلوبنا جميعا.. هكذا نحن المصريون قوتنا دائما تنبع من وحدتنا الوطنية التى حاول ويحاول أعداؤنا دائما استهدافها من أجل إضعاف هذه القوة التى تمثل حائط الصد المنيع الأول أمام كل أعدائنا، ولهذا علينا دائما أن نكون أكثر وعيا لمن يحاول إضعاف قوتنا وزرع الفتنة والفرقة بيننا من أحداث دامية تستهدف الجميع ولكن عظمة الشعب المصرى التى تهب فى المحن تجدها تخرج لتحمى وترفض مايحدث من إرهاب يطول الكنائس كما يطول المتاحف الإسلامية.. شعبنا دائما كان ومازال يتميز بأنه شعب يحب الوسطية بالدين ولا يميزه التطرف بل هى أمور دخيلة علينا ونجد الرفض أمامها.. شعب يؤمن بكل الرسالات والديانات السماوية وبكل الرسل كما فى ديننا الإسلامى الحنيف "آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله" سورة البقرة.. هكذا أوصانا الدين الإسلامى الحنيف "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون" سورة المائدة.. ولأننا نعلم أن رسولنا الكريم محمد – عليه أفضل الصلاة والسلام – لم يجد أفضل من يأتمنه على المسلمين ودينهم وأرواحهم من بطش الكفار وعذابهم بمكة خير من "النجاشى" ملك الحبشة (أثيوبيا حاليا) ودينه المسيحى دين الله ووجدوا عنده كل الحماية والرعاية لهم ولدينهم، كما وجدتها السيدة مريم العذراء وولدها السيد المسيح من مصر والمصريين عندما لاذت من بطش ملك اليهود "هيروس" الذى كان يقتل كل رضيع فى فلسطين وبيت لحم خوفا على ملكه كما جاءت النبوة.. من أجل هذا التاريخ الطويل الذى يجمع بيننا على مر السنين الذى ولدنا وتربينا عليه ونتشارك معا الحياة بكل أفراحنا وأحزاننا وفى وقت الشدة تتوحد دموعنا بعضنا البعض.. نتقاسم الكلمة واللقمة الحلوة تتعالى زغاريط الفرح التى تتخذ من مناسباتنا الدينية موعدا لها لحياة جديدة تجمع بين الشباب وحولهم الكل يتذوق فرحة وحلاوة الأعياد لا فرق بيننا مسلم ومسيحى أعيادنا جميعا نحن المصريين.. فلتكن دعوة لإعلان الحب بالعمل وليس فقط الكلام من أجل كل مصرى طفل.. وشاب.. وشيخ كبير، من أجل كل بنت وشابة وزوجة وجدة كل منا يحتاج إلى الآخرين هكذا خلق الله الإنسان ليعيش وسط الآخرين، فالحياة أخذ وعطاء مهما تعددت السبل.. فلنشارك الحياة بالبر والعطف والحب والود لكل من حولنا ولنتذكر فى أعيادنا كل من يحتاج إلينا أيضا من الصغار الذين فقدوا الأهل، ولنتخذ من الأعياد فرحة ندخلها على قلوبهم ببعض من الملابس الجديدة واللعب، والسيدات ممن فقدن العائل ولنعين كل هؤلاء على الحياة، ولنشارك الفرحة مع الآباء والأمهات الذين يعانون من افتقاد الأبناء وهؤلاء المسنين الذين أفنوا حياتهم ولا يجدون من يمد لهم يد العون فى هذه السنوات.. فلنسارع إلى إدخال الفرحة على قلوب كل هؤلاء لتصبح حياتنا أعيادا حقيقية ولنتعاون ولنتكاتف جميعا على صعوبات الحياة بالكلمة الحلوة والبسمة الصادقة من القلب وكل عام وكل مصرى ومصرية وكل البشر بخير وحب وسلام. 

 

 

المصدر: ايمان حمزة _مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 530 مشاهدة
نشرت فى 9 مايو 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,812,438

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز