في العمل..

        المصالح تتصالح!

                                فاطمة الحسيني

 

- عبد الرحمن خير: المحسوبية أخطر أنواع الفساد

- د. أسامة قناوي: القيادة العادلة هي الحل

 

 

لم أتخيل يوماً أن يصل الظلم والاضطهاد إلي حرماني من حقوقي الوظيفية وهو ما حدث بالفعل..  السبب ببساطة فشلي الذريع في استخدام الأساليب الملتوية التي يتقنها البعض في الوصول على أشلاء سمعة زملائهم دون بذل حد أدنى من الجهد، فعناؤهم  ينصب على التلون وانتهاز الفرص حتى ثورتي يناير ويونيو لم تسلما من استغلالهما فتارة يتهمون الأكفاء بالتحالف مع الفلول وتارة أخرى بالتعاطف مع الإخوان.. هكذا يصلون لقمة الهرم الوظيفي بينما أظل وغيري من الشرفاء محلك سر!.. فهل من سبيل للتصدي لهؤلاء؟!

 يبدو أن هذه الموظفة ليست الوحيدة التي تعاني الظلم بسبب المتلونين فغيرها الكثيرين منهم "س.ن" أحد العاملين بشركة كبرى يقول:  تعرضت لخصم 3أيام من مرتبي وحرمت من الحوافز لمدة شهرين بتهمة مضحكة وهى تحدثي عن زميل جديد بالعمل بدأ فى التودد لمديره وتقديم الهدايا واتباع سياسة التوقيع بين المدير والموظفين بنقل أخبار كاذبة من أجل أن يحصل على ترقية، على الرغم من أنه لا يحمل أية كفاءات.

 للظلم حدود

 أما "علا توفيق" تقول كنت أعمل مديرة علاقات عامة بفندق مشهور وأشغل هذا المنصب منذ عام1999 وجميع التقارير الخاصة بتقييم أدائى فى العمل جاءت مشرفة ومؤكدة كفاءتى ومنذ ثورة 30يونيو قام المدير باضطهادى وعين مديرا غيرى بمرتب ومزايا كبيرة وعندما اعترضت وتساءلت عن السبب أبلغونى بإنهاء عقدي والسبب شائعة روجها زميل حاقد بانتمائي إلى فصيل سياسي معارضا له.

 بينما يحدثنا  "أ.ك" 45 سنة  يعمل فى أحد القطاعات الخاصة عن معاناته قائلاً: رأيت الظلم بعينى عندما رفض صاحب الشركة عمل اشتراك تأمينى لى رغم أنى أعمل منذ7 سنوات بل وأدخل أسماء أفراد فى التأمينات بتوصية بسيطة منه مع العلم أنهم لا يعملون بالشركة بل مجرد أقارب له وتقدمت بشكوى لمكتب العمل لأخذ مستحقاتى وعندما علم المدير هددنى بالفصل فقررت أن أظل صامتاً حتى لا أخسر قوت يومى.

 

لجان تحكيم                                                   

 

هذا عن شكوى بعض الموظفين الذين تعرضوا للظلم جراء استخدام الأساليب الملتوية فى العمل سواء من رؤسائهم أو بعض زملائهم، فماذا عن دور النقابات العمالية فى  استعادة حقوقهم؟!..

  يقول "عبد الرحمن خير" يتعرض الآلاف من عمال مصر لأنواع مختلفة من الاضطهاد من أصحاب العمل، وتتجلى أنواع الفساد فى المحسوبية، والاختلاس، وتزوير الأوراق الرسمية، ونقل الأخبار، واستغلال النفوذ.. وهنا يأتى دور النقابات العمالية ومكاتب العمل التى  تختص ببحث الشكاوى التى تقدم من العاملين والعمل على حلها بالطرق الودية وتسوية النزاع سواء وديا أو تحيله إلى اللجنة لتحكم فيه عن طريق توكيل محامى للعامل المظلوم وتجهيز تظلم لهم والدفاع عن حقوق العمال والرقابة على صاحب العمل للقضاء على الفساد الإدارى بقطاعات العمل.

ويكمل الحديث "إبراهيم الأزهرى" رئيس اتحاد شباب العمل قائلاً: إن المشكلة لا تكمن فقط فى الأساليب غير المشروعة فى الوصول للعمل، ولكن الأزمة فى استيلاء رجال الأعمال على العمل والعاملين وتحكمهم بشكل تعسفى دون مراعاة للإنسانية، لذلك لابد من تحويل كل العمالة المؤقتة إلى دائمة وإعطاء العلاوات طبقاً للقانون، وأن تقوم النقابة العمالية التى تخدم جميع موظفى الدولة بتفعيل دور القانون، ويضيف.. أن قانون العمل الجديد قد ضمن للعامل حقوقه بداية من عدد ساعات العمل حتى تحديد الأجر المناسب وساعات الراحة.

وقانونياً أكد د. "أسامة المليجى" أستاذ المرافعات بجامعة القاهرة أن الانحراف عن الالتزام بالقواعد والنظم القانونية يعتبر مدمرا لأحكام القانون، لذلك نجد أن العمال الذين يعانون من التعسف بكل أشكاله فى العمل سواء عن طريق حرمانهم من ترقية أو اضطهادهم لابد أن يتوجهوا برفع دعوى تعسف الطرف الآخر إلى القضاء الإدارى، وفى حالة عدم تنفيذ الحكم  عليهم رفع جنحة تعرف باسم "جنحة الامتناع عن تنفيذ الحكم".

الفساد الإدارى

وهذا عن الوسائل القانونية للحق المهنى، فهل من وسيلة اجتماعية للتصدى لهؤلاء..

تقول د. " سوسن فايد" أستاذ علم النفس والاجتماع- إن الفساد الإدارى فى العمل لا يخضع للوائح ثابتة فى الثواب والعقاب نتيجة غياب أساليب الإدارة السليمة، وتفشى الصفات إلا أخلاقية مما يؤدى إلى انتهاك قواعد السلوك الاجتماعي التي تتعلق بالمصلحة العامة وتفشى سلوك الانحراف المتمثل باللجوء للوسائل والطرق غير المشروعة اجتماعيا ودينيا للوصول للأهداف مما يلحق الأذى بالمجتمع ويسبب له الضرر.

وتضيف فايد أن هؤلاء الأشخاص الذين يقفزون على غيرهم فى الهرم الوظيفى يتصفون بالنفاق الوظيفى والكذب والتسويق الذاتى وهذا يؤدى إلى انتشار ظاهرة الرشاوى والعمل بلا أنظمة و يكون المتحكم الوحيد فى العمل هو المزاجية المتوافقة مع وجود المصلحة الشخصية وللأسف ينظر المجتمع إلى من يصل لمنصب بطرق ملتوية على أنهم أذكياء فوق العادة كما ينظر إلى النصاب.

سوء استخدام المناصب

 ويضيف د. " أسامة علي قناوي" خبير التنمية البشرية- أن القيمة الوحيدة للإنسان تتمثل فى العمل والتحلى بثلاثة أسلحة وهم الدراسة والمهارة باكتساب الخبرات، ثم الكفاءة، أما الإنسان الكسول الذى يعتمد على الدراسة فقط فهو يلجأ إلى تخريب منظومة العمل باستبدال المهارة والكفاءة بكارت توصية وهذا يجعلنا نجد أن بين كل 20 موظفا 10 فقط يعملون! مما يقتل طموح من لديه الكفاءة، كما أن المحسوبية فى العمل الإدارى التى تجمد المهارات على حساب مهارات شخصية، وتعطى الحق لغير أهله تؤدى بنا إلى نشر الفوضى والإضرابات العمالية وقطع الطرق مما يعطل عجلة الإنتاج.

وللقضاء على هذا الفساد لابد من حسن اختيار القيادات وإعادة النظر فى تقييم الأداء عن طريق وضع عدد سنوات الخبرة ووضع معايير اختيار الموظف المثالى حتى لا نقتل الإبداع، وتوفير الإمكانيات وإعادة النظر فى الكفاءات بأن تكون على تطوير قام به الموظف، وأن ننمى فى عقول أبنائنا أن ثمنه فى الحياة يعتمد على مخزون المهارات.

 


<!--

 

 

المصدر: فاطمة الحسيني _مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 487 مشاهدة
نشرت فى 9 مايو 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,816,480

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز