"حواء" تكشف عنها..
خطط الإيقاع بالقلوب!
إيمان عبد الرحمن
- سلمى شلاش: ما بني على باطل فهو باطل
مجدي صابر: التغاضي مطلوب أحياناً!
حتى وقت قريب كنت أظن أنني وجدت ضالتي فيمن أحب فلم أتصور أن قصة الحب التي عشتها ما هي إلا خطة مدبرة منها لتوقعني في حبائلها وأتزوجها، موعد فلقاء، فيرانا والدها ذات المنصب الكبير ليهددني، وتبكي بكاء التماسيح خوفا، فأسارع إلي الزواج منها، نعم هذا ما حدث لأفاجأ بأنها خطة شارك فيها والدها وبعد أن عرفت الحقيقة أفكر في هدم المعبد علي رءوسنا جميعا لكن خوفي على مستقبل أبنائي يدفعني للتراجع!.. بعدها أعود متأملاً ما حدث فأشعر بالغدر وأعاود التفكير في الانفصال فما بني علي باطل فهو باطل ، فهل أنا محق؟ وكيف ستكون الحياة بيننا بعدما تكشفت الحقائق والأساليب غير المشروعة التي استخدمت؟.
ليست هذه القصة الوحيدة التي يلجأ فيها أحد الطرفين لأساليب غير مشروعة للحصول على لقب يضاف للحالة الاجتماعية ، ومع اختلاف الخطط وتباين الأهداف تكثر التساؤلات ومنها.. هذان الزوجان التي وصلت علاقتهما إلي نار على فوهة البركان وعندما يحاول الزوج أن يأخذ خطوة بالانفصال تتمارض هي حتى لا يتركها، ويحدث ما تريد وتستمر العلاقة المشوهة بينهما ليس حبًا فيه - لا سمح الله - بل حفاظاً علي المستوي المرتفع التي تعيش فيه .
خطة رجالية
أما هذا الرجل فقد عشق حبيبة صديقه الذي يعمل بالخارج فراودته فكرة جنونية للإيقاع بها!.. فأقنعها أن حبيبها وقع في حب غيرها وزيف صور تؤكد كلامه، وعندما حدثه صديقه عن توقف من ينبض بها قلبه عن الرد على مكالماته أخبره بخطبتها لآخر أغنى منها.. هكذا فرق بينهما ليأخذ هو محله بل وتقدم لزواجها وطبعاً وافقت رغبة منها في الانتقام لكرامتها المنكسرة!.. وبعد أن تم المراد اكتشفت الحقيقة فما كان منها إلا أن رفعت قضية خلع حيث يرفض طلاقها!.
الصلح خير
وإذا كانت الحكايات السابقة تكشف عن بعض الأساليب الملتوية في العلاقة الزوجية فماذا عن مستقبل هذا الارتباط؟
يقول الكاتب مجدي صابر: شيء جميل أن يكون أحد الزوجين لديه القدرة علي التغاضي عن هذه الأفعال والتصدعات التي حدثت، فيتنازل من أجل مصلحة البيت والأولاد، وهو شيء مطلوب في الحياة الزوجية، حتي لو وصل الأمر إلي طلاق ومحاكم، فنجد محاكم الأسرة في قضايا الخلع تحاول أن تصلح الأمور وتعطي فرصة للزوجين في التفكير والصلح، لذلك أري أن التغاضي عن الأخطاء من أجل أن تستمر الحياة الزوجية شيء محبب وخاصة في وجود عشرة وأولاد.
وعلي النقيض تماما كان الرأي الكاتبة سلمي شلاش فتؤكد أن هذه النوعية من العلاقات مجرد كذبة لأنها تفتقر إلي الحب أو أية عاطفة، أو حتى الصدق، وعندما يستمر الزوجان يكون ذلك من أجل الحفاظ علي المظهر العام أو بسبب ضغوط من الأهل، لذلك فهي علاقة فاشلة والأصح أن يكون الطرفان صادقان مع أنفسهما ومع ذاتهما ويبحثا عن الحب والأمان في مكان بعيد عوضا عن عدم الثقة والافتقار إلي الحب .
وتضيف.. في أعمالي التي أتناول فيها مثل هذه الحالات أنهي القصة بالفراق وعدم العودة لأن الحب هو أساس أية علاقة حتي لو كان الهدف هو الأولاد، فأري أن وجودهما في جو أسري يخلو من الحب أكثر ضررا من انفصال الأبوين وسيعيشون في جو مسموم وحياة غير مستقرة .
علاقة مشوهة
أما الكاتبة وفية خيري فتحكي أنها رأت بنفسها نماذج مشوهة لعلاقات استخدمت فيها أساليب غير مشروعة ومع ذلك استمرت الحياة لأجل المصلحة، فالزوجة تتغاضي عن هذه الأفعال في سبيل المستوي المرفه التي تعيشه بدلا من الطلاق، فيستمر الزواج قائماً علي مصلحة وليس علي حب أو أية عاطفة وتطلب أن يعوضها الزوج بالمال وتطلب طلبات مبالغ فيها، وأن مثل هذه العلاقات غير سوية علي الإطلاق، إلا في حالة واحدة أن تستمر العلاقة من أجل الحفاظ علي الحياة من أجل الأولاد.
هذا عن رأي الأدباء، فماذا عن وجهة نظر أساتذة علم النفس والاجتماع؟ّ!
يقول أ.د عادل مخيمر أستاذ ورئيس قسم علم النفس بآداب الزقازيق: العلاقة السوية بين أي رجل وامرأة تبني علي أساس من المحبة والإخلاص والشفافية عدا ذلك ينم عن الخلل، وقد رأيت نماذج كثيرة كان تلاعب أحد الطرفين للوصول للآخر نابعاً من الحب الشديد مما يدفع الفتاة لتخطط مثل هذه الأمور لتفوز بقلب من تريد، وذلك عكس التلاعب الذي يتم بهدف الابتزاز و للأسف هو الأكثر انتشاراً هذه الأيام، وبعد المشكلة يكون أمام الطرفين إما تجاوز ما حدث و البدء من جديد، أو الاستمرار شكلاً بينما يظل الأثر موجودا فيعكر صفو الحياة بعد ذلك، وجدير بالذكر أن تلك الشخصيات تتسم بالسيكوباتية فتضر المجتمع .
طلاق سيكولوجي
بينما تعلق أ.د حنان سالم أستاذ علم الاجتماع بآداب عين شمس علي هذه النوعية من العلاقات قائلة: "المشاكل الزوجية موجودة في مجتمعنا لكن هذا النوع من العلاقات نحمد الله أنه لا يمثل ظاهرة مجتمعية لكنه يكون حالات فردية في أغلب الأحيان، وأري بعيني نماذج للمشكلات منها.. زوجان عانا في بداية حياتهما وساعدته الزوجة بجزء من مالها الخاص ولكن كان لديها الحدس لتكتب إيصالات أمانة وتمر السنين وتتحسن أحوال الزوج وبدلا من رد الجميل يتزوج عليها فما كان من الزوجة إلا أن هددته بالإيصالات وبالفعل يتراجع عن الفكرة وتستمر حياتهما، ولكن حياة جافة جدا تخلو من الحب والمودة، وأري أن هذه النوعية من المشكلات أصعب من الانفصال الجسدي أي الطلاق لأنه يكون انفصال سيكولوجي، الزوجان موجودان مع بعضهما ولكن بعيدان عن بعضهما مما يسبب مشاكل وأمراض وانحرافات، ويتحول الأمر إلي جحيم نفسي بل وربما يعرضهما إلي أمراض عضوية مثل الضغط والسكر.
وعن استمرار هذه العلاقات توضح د. حنان أنه للأسف هذه العلاقات ليست فطرية مثل علاقة الأم بأبنائها لذلك لا تكون قوية بل هشة وصعب أن تستمر.
ساحة النقاش