وجهة نظر..
مجزرة أسوان.. عظة ودروس..!
شيء ما يربط بين المجزرتين، مجزرة بورسعيد ومجزرة أسوان، الأحداث واحدة فيهما والدلائل جميعها تؤكد وجود أياد خفية كانت وراء أحداث الفتنة بين طرفي الصراع في كل حادثة، في بور سعيد بين مشجعي النادي الأهلي وبين مشجعي النادي المصري، وفي أسوان بين قبيلتي الهلايل والدابودية، السيناريو واحد في كلا المجزرتين، استغلال الاحتقان بين طرفي الواقعة وكتابة عبارات مسيئة من طرف ضد الطرف الآخر ثم تتوالي الأحداث الدامية، مع وجود فوارق طفيفة بين المجزرتين ومن أهمها طبيعة المكان وعنصر الزمن وقت وقوع الحادث وحجم القتلي والخسائر في كل واقعة.
السيناريو الشيطاني واحد، والمؤلف لكلتا الأحداث الحزينة الدامية هو المستفيد من جراء هذه الفتن، إذن فلنبحث عن المستفيد ولنفتش عن الأهداف الحقيقة الكامنة وراء وقوع تلك المجازر، في مجزرة بور سعيد كان الهدف وراؤها إظهار السلطة الحاكمة حين ذاك ـ المجلس العسكري ـ بالضعف والتخاذل وعدم القدرة علي فرض السيطرة علي البلاد، وفي مجزرة أسوان تظهر النية الحقيقة لمدبريها وهي أحداث فتنة متعمدة بين القبيلتين من أجل نشر العداوة والبغضاء وإراقة الدماء بين أبناء الشعب الواحد، وفي توقيت حرج يمر به الوطن، كل ذلك من أجل تعطيل خارطة الطريق وإحداث فوضي بالبلاد، ولكن.. هيهات.. هيهات.. فنحن ماضون إلي الأمام بإذن الله ولن يعطلنا عن المستقبل كل متآمر وخائن، وكل شيطان يلعب بمقادير هذا الشعب الآبي الصبور.
نعود لنتحدث عن فتنة أسوان لأنها هي الأقرب لنا الآن والحاضرة بالذاكرة بحكم وقوع أحداثها منذ أيام قليلة ماضية، فهذه الحادثة تؤكد لنا أننا كشعب وكحكومة لا نستفيد من أخطاء الماضي، ولا نتعلم الدروس والعبر مما مر علينا، ونصم آذاننا دائما لصوت العقل والمنطق، وكأننا "ودن من طين و ودن من عجين"، فلو أن عقلاء هذه القبائل حكموا عقولهم منذ اللحظات الأولي لاكتشفوا المؤامرة وتجنبوا وقوعها وأضاعوا علي مخططيها أهدافهم الدنيئة، ولكن لأن ساعة القدر يعمي البصر.. طمثت الشياطين علي عقولهم وقلوبهم، وأصابت عيونهم غشاوة جعلتهم لا يبصرون ولا يدركون أن كاتب العبارات المسيئة علي الجدران ضد كل قبيلة هو شخص واحد، شخص هدفه إحداث هذه الفتنة، ووقوع تلك المجزرة التي سقط فيها عشرات القتلى والجرحى وأحرقت فيها أيضا عشرات المنازل، أي فكر شيطاني هذا الذي استغل عكارة العلاقة بين القبيلتين، واستغل حداثة عمر المراهقين الصغار بالمدارس لكي يحقق مأربه وينجح في مخططه، أين كانت أجهزة الدولة حينها، ولماذا لم تتحرك منذ البداية لوأد الفتنة وإضاعة الفرصة علي مخططيها؟
تساؤلات كثيرة تبحث عن إجابة، ربما تكون في غير وقتها.. وربما لن تجدي بعد وقوع الكارثة.. ولكن طرحها في حد ذاته قد يكون عظة ودروساً لنا لعلنا نستفيد منها في المستقبل القريب!
ساحة النقاش