الرحلة الربانية.. و الصِّديق
الناظر فى واقعنا بعين البصيرة، يجد الأسرة المسلمة مستهدفة من أعداء الإسلام، حتى غدت حائرة بين هداية الإسلام وغواية الشيطان. من أجل هذا نجتهد فى طرح بعض الأحكام الفقهية، التي يكثر التساؤل حولها بضوابطها التأصيلية من الكتاب والسنة.
<!--ما هو المقصود بالإسراء والمعراج؟ وهل هو بالروح أم بالجسد؟ وما هو قصته؟
الإسراء هو توجه المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليلاً من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، وجاء ذكره فى قوله تعالى (سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) "الإسراء:1".. أما المراد بالمعراج فهو صعوده ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى العالم العلوى بسمواته السبع إلى سدرة المنتهى بجسده الشريف وروحه الأطهر، وكان ذلك على أصح الأقوال فى 27 رجب سنة عشرة من النبوة، وأما المعراج فذكر فى سورة النجم على أصح الأقوال من الآية السابعة إلى الثامنة عشر، أما عن قصته فبدأت عندما جاء جبريل ـ عليه السلام ـ وصحب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى بيت المقدس فصلى فيه ركعتين وأمّ فيهما الأنبياء، ثم عرج إلى السماوات العلا، فاستفتح له جبريل السماوات السبع، فسلم عليه الأنبياء فى كل سماء ورحبوا به وأقروا بنبوته، وفى السماء الأولى كان أبو البشر سيدنا آدم، وفى السماء الثانية كان سيدنا يحيى بن زكريا، وعيسى بن مريم، ثم فى الثالثة كان سيدنا يوسف، وفى الرابعة سيدنا إدريس، وفى الخامسة سيدنا هارون بن عمران، ثم فى السادسة كان سيدنا موسى بن عمران، وفى السابعة كان سيدنا إبراهيم - عليهم جميعاً الصلاه والسلام - ثم رفع إلى سدرة المنتهى، ثم فرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة، وفى رحلة العودة التقى المصطفى بسيدنا موسى فسأله بما أمرك ربك؟ فقال خمسين صلاة، فقال إن أمتك لا تطيق ذلك إرجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فرجع فوضع عنه وعن أمته عشراً، ثم مر بموسى فأشار إليه بالعودة للتخفيف، فلم يزل يتردد بين موسى والله - عز وجل - حتى جعلها خمس صلوات من أداها بخشوع كان له أجر خمسين صلاة. .
ثم رجع ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى ليلته إلى مكة المكرمة، وفى صبيحة تلك الليلة جاء جبريل وعلم المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كيفية الصلوات الخمس وأوقاتها، وكانت الصلاة قبل ذلك ركعتين فى الصباح وركعتين فى المساء، فلما أخبر أهل مكة بما رأى من آيات ربه الكبرى فمنهم من صدّق ومنهم من كذب واشتد إيذائه للمصطفى ـ صلى الله عليه وسلم - وكان أشد الناس تصديقاً أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ فلقب بالصديق منذ ذلك الوقت.
الداعية و الباحثة الإسلامية / هدى الكاشف
عضو المجمع العلمي لبحوث القرآن و السنة – محكم مسابقات القرآن الكريم
ساحة النقاش