زوجة بابا!
هل انتهى الحب, و راح زمن الإخلاص وولى؟ أسئلة كثيرة طرحتها و أحزان أكثر أعيشها ولا أعرف طريق يوصلني للراحة والأمان.. فأنا فتاة أبلغ من العمر 16 عاما.. كانت حياتي تسير على ما يراه حتى السنة قبل الماضية.. فقد نشأت في أسرة متماسكة يجمع الحب بين أفرادها حيث تزوج والداي بعد قصة حب عنيفة على حد قولهما لينجباني وشقيقي الذي يصغرني بثلاثة أعوام.. وقد تفرغت أمي لإسعادنا بينما انشغل والدي الموظف بأحد الوزارات صباحاً بعمله ومساءً بمشروع صغير شارك فيه عمي لتحسين دخله هكذا.. مضت حياتنا هادئة حتى جاء قضاء الله سبحانه وتعالى لتنقلب الأمور رأساً على عقب.. حدث ذلك حين نزلت والدتي لشراء متطلبات المنزل كعادتها فصدمتها سيارة مسرعة ولقيت مصرعها في الحال.. لأعرف المعني الحقيقي لليتم والذي ايقنت تبعاته بعد 6 شهور فقط من رحيل قرة عين والدي كما كان يناديها!.. تخيلي أنه تزوج مطلقة لا تنجب تصغره بخمسة عشر عاما وهو على مشارف العقد الخامس من العمر بحجة رعايتنا!.. وقد حاولت بشتى الوسائل مصادقتي لكنني أصدها دوماً.. فكيف أتعامل مع من احتلت قلب أبي وطردت والدتي من مكانه؟!.. وهل بتلك السهولة ينسي الرجال من شاركتهم سنوات العمر؟!
س م "الدقي"
- أدرك تماماً مقدار حزنك بعد رحيل والدتك, والذي قد لا يختلف كثيراً عن معاناة والدك إلا أن وسيلة تغلبه عليه اختلفت عما كنتِ تتوقعين.. و يرجع ذلك لحاجاته لمن تقف بجانبه و تعينه على تحمل مسئولياته.. و هو ما غاب عن تفكيرك نظراً لصغر سنك.. فزواجه من أخرى لا يعني نسيان قرة عينه كما كان يلقبها أو أن زوجته الجديدة أخذت مكانتها كما تظنين.. إنما يتعلق الأمر بطبيعته كرجل حيث يصعب على غالبية الرجال بعد رحيل زوجاتهم استئناف حياتهم دون امرأة ترتب أمورهم.. بل قد تكونين أنت وشقيقك من أسباب تسرعه في الزواج بدليل أنه أختار من لا تنجب أملاً أن تعوض بكما أمومتها.. لذا عليكِ الكف عن معاقبتها دون ذنب اقترفته تجاهك أو والدتك رحمها الله.. و ليتك تنتهزين فرصة الشهر الكريم للتصالح معها و منحها فرصة الاقتراب منك علك تفوزين بصديقة كبيرة عنك, تكون عونا وسندا في كافة أمورك الحياتية.. و تأكدي أن مشاعر والدك تجاهها تختلف كثيراً عن أحاسيسه نحوك وشقيقك أو مكانة والدتك في قلبه و من ثم لا مجال لعقد أي مقارنات.
ومضة حب
نفوس مطمئنة
لا تحزن, حتى لو حاصرتك المتاعب.. وواجهتك رياح عاصفة من الهموم.. فالحياة لا تستحق البكاء والألم.. و العمر طال أم قصر لا يزيد عن مرحلة انتقالية لدنيا أحلى ينعم فيها أصحاب النفوس المطمئنة من البشر.. فلا تضيعه هباء فيما لا يجدي ولا ينفع.. أجعل قضيتك إرضاء ربك.. اجتهد في عملك.. ابتسم في وجه الجميع.. تسامح مع من ظلمك.. حاول أن تكون سبباً في فرحة غيرك.. و تذكر أنك كلما تغاضيت عن سلبيات عالمك, تجاوزت عن أحزانك و نسيت معاناتك, فقط أرفع يديك إلى السماء و قل "اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي".
من أصلح أخرته أصلح الله له أمر الدنيا..
علي بن أبي طالب
ساحة النقاش