الرئيس السيسي: نعم الطبيب عندما يجري الجراحة
"أحيانا يلطش"
العنوان أعلاه نص ماورد علي لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما شبهته بالجراح.. استحسن الرئيس التشبيه وزاد عليه أحيانا الجراح "يلطش".. القرارات الاقتصادية الأخيرة برفع سعر البنزين، الكهرباء، الغاز والسجائر أشبه بعملية جراحية في قلب الاقتصاد المصري المنهك. القلب محمل بديون خمسين عاما مضت صار متضخماً يكاد يتوقف ومعه تنهار مقاومة مصر بما يهدد بسقوط الدولة في جب الديون. الجراح عبد الفتاح السيسي بأعصاب فولاذية قرر إجراء الجراحة العاجلة مع تحسبه الشديد للمضاعفات واستعداده التام لتحمل المسئولية كاملة. لم يخف السيسي حالة الاقتصاد عن الشعب وطلب من الإعلام العون.
عندما يكون قد فات أوان الوقاية من الأمراض وأصبحت المسكنات غير مجدية مع الحالات المرضية المستعصية يلجأ الطبيب مباشرة إلي الجراحة، المشرط يكون هنا أنسب طرق العلاج للحد من انتشار المرض وخطورته علي المريض، وهذا بالضبط ما فعله الرئيس السيسي وهو يجاهد محاولا استعادة مريضه العزيز "مصر".
الرئيس في لقائه برؤساء تحرير الصحف لمناقشة تطورات القرارات الأخيرة بزيادة أسعار البنزين والسولار قال:- قد يكون التوقيت غير مناسب لكنه التحدي، هناك تحديات حقيقية يجب مواجهتها لا نريد أن نخدع الناس، والحكومات السابقة كانت خائفة من نموذج مظاهرات 1977م، فإلي متى نظل خائفين والبلاد تتآكل من الديون؟ وإذا استمر الوضع هكذا كنت تركت لكم البلاد مديونة بثلاثة تريليون جنيه، إذا أردنا بناء دولة قوية لابد من مواجهة التحديات ومصارحة الناس ومحاربة من يستغلون معاناتهم برفع الأسعار، مصر تُركت خمسين عاما بدون اتخاذ قرارات جادة تصلح من مسارها الاقتصادي ولن نتردد في اتخاذ كل القرارات التى تحسن من هذا المسار، وعلي الرغم من اتخاذ هذه القرارات إلا أن دعم البنزين لا يزال مستمرا بــ 2 جنيه، والسولار بــ 4 جنيهات للتر، وأعلم أن الجماعة الإرهابية تحاول استغلال القرارات الاقتصادية لإثارة الشارع المصري وإفشال الجهود المبذولة لتحقيق الطفرة الاقتصادية التى تتبناها الحكومة، فضرب الاقتصاد هو المعول الحقيقي لهدم مصر..
لكن الحكومة متيقظة لهذا المخطط ومتواجدة علي أرض الواقع لتوعية أصحاب شركات النقل وأصحاب الميكروباص للاكتفاء بزيادة تعريفة نقل الركاب والبضائع بنسبة لا تزيد عن 8% إضافة إلى الإجراءات التى ستتخذها السلطات المختصة ضد من يحاول استغلال قوت الشعب، وأعلم أن هذه الجهود ليست كافية بشكل كامل لافتقار مصر في الوقت الحالي آلية ضبط الأسواق، لكننى أؤكد أنها ستصل إلى قمة فاعليتها خلال 6 شهور من الآن، فنحن في حالة حرب داخليا وخارجيا، وحجم الوعي بالتحديات ليس كبيرا، من هنا كان لابد من اللقاء بغرض التواصل والمشاركة في المسئوليات التى كثرت وهو عهد بيني وبينكم منذ بدء الحملة الانتخابية أن تكون المسئولية مشتركة، لم أقل يوما أننى سأتصدي بمفردي، وعندما سُئلت عن العصا السحرية أجبت إنهم المصريون، والآن تريدون إلقاء المسئولية علي أكتافى وتقولون "خليها قد الدنيا"، لا، جميعنا سوف نُسأل أمام الله ماذا قدم وكيف واجه؟ وكما ذكرت نحن في معركة إذا نجحنا فبكم وإذا لا قدر الله فشلنا فبكم أيضاً، دور الإعلام في منتهي الأهمية، وهذه ليست مجاملة بل حقيقة، فقط عليه توخي الحذر فيما ينقله للجماهير ولهذا أطالبه بزيادة وعي المصريين وأن يبذل قصارى جهده كي يجعل الكتلة الداخلية من حديد، وليعلم أن الحرية حرية مسئولة. فهناك أطراف لا تريد النجاح لمصر ولا استقراراً ماليا لها ويحاولون بشتي الطرق تعجيزها ولن أقبل مطلقا بمثل هذه المحاولات، واعلموا أن مصر تمتلك جيشا قويا تمكن من حمايتها من المخططات
الخارجية لكن هذا الجيش يحتاج إلى مؤسسات قوية خاصة الإعلامية حكومية كانت أم خاصة تكون إحدى أذرعه القوية لإحباط المؤامرات التى تستهدف مصر، وتساءل سيادته عن قانون ميثاق الشرف الإعلامي ولماذا لم يتم حتى الآن تشكيل الهيئة الوطنية للإعلام؟؟
هكذا يفكر الرئيس، وهكذا يتخذ قراراته، إنه يعمل بمنطق ومبدأ الجراح وهذا مهم ومطلوب لأننا تجاوزنا زمن المسكنات وأدوية الوقاية من الأمراض، فالمرض مستعص وضارب بجذوره في أعماق الأرض المصرية، لكننا ونحن نجري الجراحات لابد وأن ننتبه لأمر مهم وهو الحفاظ علي الأوعية والشرايين والأوردة الدقيقة الممتدة بطول الجسد والتى تمثل عندي "أصحاب العوز" الطبقات الفقيرة، هؤلاء بحاجة إلي قبلة الحياة، لقمة العيش، هذا ماذكرته عندما أتيحت لي فرصة التعليق وإبداء الرأي وسيادة الرئيس رد علي كلماتى وأنا أشبه سيادته بجراح مصر قائلا:- نعم.. الطبيب وهو يجري الجراحة "أحيانا يلطش"..
ساحة النقاش