مشواري مع مجلة حواء عجيب، فقد كنت أتدرب مع جريدة الأهرام تحت قيادة حبيبتي وأستاذتي الأستاذة سناء البيسي، وجئت في زيارة إلى مجلة حواء حيث كانت صديقة عمري الأستاذة أمجاد رضا ستقيم حوارا صحفيا مع الراحلة سعاد حلمي، وكانت وقتها رئيسة تحرير مجلة حواء، قررت أن أحضر اللقاء لأنني كنا من المعجبين جدا بالأستاذة سعاد، وبالفعل حضرت اللقاء وتجاذبنا اطراف الحديث، ولن انسى ما قالته لي وقتها الأستاذة سعاد، فقد أصرت أن انتقل من الأهرام إلى دار الهلال، ولست أدري كيف صار ما أرادت لكنه ما حدث، انتقلت إلي دار الهلال وتم تعييني في مجلة حواء وتعهدتني الأستاذة سعاد حلمي، وصارت تشجعني أن أكتب القصة، وبالفعل بدأت أكتب القصة القصيرة ومنها إلى الرواية، في هذه الفترة تعرفت على زميلات عزيزات كانت منهن الأستاذة ماجدة محمود والتي صارت رئيسة تحرير مجلة حواء منذ أيام، الأستاذة ماجدة من يومها انسانة خدومة وتوسمت فيها من البداية حبها للجميع ورغبتها في مساعدة الكل، ومرت على جيلنا أيام كثيرة وسنوات، تزوج من تزوج وسافر من سافر، وتركت مجلة حواء لأعمل في مجلة المصور التي أحببتها وأحببت عملي بها ، تعلمت علي يد الأستاذ مكرم محمد أحمد الكثير جدا في مجال الصحافة وآستفدت خبرة مميزة من عملي تحت إدارته في قسم المرأة بالمصور،صارت علاقتي بمجلة المصور أقوي وانتهت علاقتي بمجلة حواء، لكن للقدر كلمات لا نعرفها إلا عندما ينطقها، فبعد قيام ثورة يناير، فوجئت بالصديق العزيز الأستاذ حلمي النمنم وكان وقتها رئيس مجلس ادارة مؤسسة دار الهلال، يبلغني أنه يريدني لرئاسة تحرير مجلة حواء، حواء؟ ألم تنته علاقتي معها منذ فترة؟ فكرت كثيرا لكنني ازاء صالح العمل، ولأنني أقدر الزميل حلمي النمنم جدا وافقت، لن أنسى أول يوم أدخل فيه مجلة حواء كرئيسة تحرير، بعد كل هذه السنوات التي قاطعت فيها المجلة تماما، الحمد لله يبدو أن العلاقات الطيبة تظل هكذا مهما طال الزمن، هذا ما لمسته في استقبال الزملاء، طبعا لكل قاعدة شواذ، لكن معظمهم إن لم يكن كلهم كانوا بلسما للروح. ومن البداية كانت الأستاذة ماجدة محمود والزميل الأستاذ محمد الحمامصي ، وباقي الزملاء كل يحاول ان يقدم يد المساعدة لننهض بالمجلة، الكل تعاون والكل أخلص في تعاونه، حقا كانت هناك عناصر تحاول الاعاقة لكننا كنا نتغاضى عن محاولاتهم واضعين النجاح هدفا لنا، أقول هذا لأن فترة رئاستي لتحرير مجلة حواء جعلتني أدرك عن قرب الكثير عن الزملاء،جيل الرواد وهو جيلي ولهم مني كل الاحترام، ثم جيل الوسط الذي اعتمدنا عليه كثيرا في عملنا لما يتمتع به من خبرة وقدرة على العمل في ظل هذه الظروف الصعبة التي كنا نجتازها وقتها، سمر الدسوقي دينامو وتتمتع بعلاقات جيدة جدا، إيمان العمري الاديبة المتميزة والروائية الجميلة،نجلاء أبو زيد شعلة نشاط ،مروة لطفي الكاتبة رقيقة الكلمة مرهفة المشاعر، عمرو سهل من أفضل من رأيت لاختيار الجملة والعنوان وإعادة صياغة أي موضوع، أيمن ابو اليزيد فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، سمر عيد متجددة الافكار، حنان هزاع انيقة المجلة،هويدا صلاح بعذوبتها ورقتها،اما جيل الشباب الجديد فقد كان يعمل في ظل ظروف صعبة من مظاهرات وفترة انتقالية وقلاقل أصابت البلد. كيف نجحنا وقتها؟ بالحب، نعم بالحب، فقد كنا لا شك نواجه صعابا خارجية حيث الظروف المحيطة بالبلد، وداخلية حيث بعض العناصر التي ارادت أن تفشل التجربة، لكن دائما ينتصر الحب، لقد كنا أسرة واحدة، ولن أنسى أبدا ان الأستاذة ماجدة محمود، والأستاذ محمد الحمامصي كانا دائما يتصرفان كأب وأم للمجلة، ولن أنسى لصديقتي الاستاذة ماجدة أنها كانت تقوم بدور حمامة السلام، أي مشكلة تعترض الفريق، أي قلق يوشك ان يحدث كانت تتصرف بحنان الأم وحكمتها، مكتب رئيسة التحرير شهد مباحثات كثيرة بين ثلاثتنا الأستاذة ماجدة والأستاذ الحمامصي وأنا،، كنا نحاول دائما ان نضع الخطط الناجحة لنعبر بالمجلة الي بر الأمان، كنا نصل مكاتبنا قبل الجميع وننصرف بعدهم، واجهنا الكثير معا ونجحنا معا، لا انسى أنني عندما اختلفت مع مجلس الشورى وصممت على الاستقالة، لا أنسى موقف الاستاذة ماجدة محمود أبدا، فبالرغم من أنها كان من الطبيعي جدا أن تصبح هي رئيسة التحرير بعدي وهذا حقها وقتها، وبالرغم من انني كنت قد كتبت تفويضا لها وللاستاذ الحمامصي بادارة المجلة لحين اختيار رئيسة التحرير، وهذا التفويض يعطي لهما صلاحيات رئيسة التحرير، وكان من الطبيعي أن يسعدهما هذا لأنه يوسع الاختصاصات كما أنه يجعل كل منهما أقرب لكرسي رئاسة التحرير التي وللحق أشهد لهما بأن كل منهما يستحقها، بالرغم من ذلك اعترضا وثارا على اصراري لتقديم استقالتي، وغضبا مني، حتى أنهما تقريبا خاصماني علني أعود عن قراري، ولمأعد، وأدارا المجلة بكل اقتدار، وها أنا أرى صديقتي وزميلتي ورفيقة كفاح رحلة صعبة أراها رئيسة تحرير المجلة، وأعرف أنها بعون الله ستحقق الكثير جدا لهذه المطبوعة المهمة، فهي تعرف ماذا يريد المجتمع بالضبط وتعرف كيف ترتب الاولويات، وهي كما رأيت بعيني اثناء توليها إدارة التحرير كانت قمة النشاط والتجدد الفكري والمواكبة لكل ما يلمس المجتمع، أتصور أن مجلة حواء على يديها سوف تحقق طفرة بإذن الله، ومرة أخرى أعود للكتابة بالمجلة رغم أنني كنت قد قررت ألا أكتب أبدا في حواء، لكن عندما تطلب مني صديقتي وزميلتي الأستاذة رئيسة التحرير ماجدة محمود والتي طالما عاونتني وساعدتني عندما كنت رئيسة تحرير المجلة،، فاقل شكر لها على مجهودها معي أن ألبي النداء وأكتب مقالا اسبوعيا هنا.
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
22,817,999
رئيس مجلس الإدارة:
عمر أحمد سامى
رئيسة التحرير:
سمر الدسوقي
الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز
ساحة النقاش