قديماً سمعت مقولة تحذر من الاستغراق في الأحلام علها تتحقق فتأتي بواقع مغاير, وقتها لم أصدق أن ينتاب أحد الحزن لو طال حلمه.. لكن هذا ما حدث معي.. فأنا سيدة في أواخر العقد الثاني من العمر, بدأت حكايتي منذ 8 أعوام حين ارتبطت بشاب يكبرني بثلاث سنوات، فكان تتويج علاقتنا بالزواج هو الحلم الوحيد الذي يراودني ليل نهار.. وقد ظللت على هذا الحال على مدار عامين كنت خلالهما أسعد مخلوقة في هذا الكون.. لكن يبدو أن دوام الحال من المحال, فقد تغيرت مشاعره تجاهي دون سابق إنذار معلناً الفراق.. ورغم رحيله إلا أنه ترك بقايا ذكراه في كل جزء بكياني تعذبني لسنوات طوال حتى بعدما عرفت أنه تزوج وأنجب! وقد سمعت أن العمل أفضل وسيلة لنسيان الحبيب الذي غدر، فتوظفت بأحد البنوك عقب تخرجي في الجامعة وأنهكت نفسي بأعباء العمل, فلم يفلح ذلك في محوه من مخيلتي.. هكذا, مضت 4 سنوات لألتقي به مصادفة ويخبرني أنه انفصل عن زوجته بعدما اعترفت له أنها تحب آخر وتنازلت عن حضانة طفلتهما مقابل الطلاق! معترفاً أن ذلك عقاب الله له على ما فعله بي بل وعرض علي الزواج.. ولا أنكر سعادتي حينذاك, فلم أتصور أن يتحقق حلمي القديم. لذا رحبت بتربية صغيرته خاصة وأنها جزء من حبيب العمر.. وأسرعت في إتمامه قبل أن يغير رأيه. فهل وجدت سعادتي معه؟! بكل أسف لا, فمنذ أول يوم لزواجنا وأنا أفتقد روح وشخصية الشاب الذي عشت معه أحلى قصة حب.. فهو لا يتحدث عن شيء سوى طليقته بينما يعاملني كمربية أتى بها لصغيرته..على هذا المنوال مضى عامين من زواجنا حتى أنني أفكر في الطلاق ولا أعرف ماذا أفعل؟!
ر م "الجيزة"
- لا شك أن الأحلام أيضاً لها عمر افتراضي. فقد نتمنى شيء ما ونكون على أتم استعداد للتضحية بالغالي قبل الرخيص لنناله.. ونظل ننتظر عاما وراء الآخر حتى ينتهي الوقت المناسب.. فإذا تحقق ما تمنيناه بعد أوانه تبخرت فرحته.. وهو ما حدث معك, فقد انتهت صلاحية حلمك حين أعلن محبوبك عن تغيير مشاعره تجاهك, ومع ذلك ظللتِ حبيسة لبقاياه وارتضيتِ بلعب دور الطبيب المداوي لقلب غدر بك ذات يوم, والنتيجة تلك المتاهة التي أدخلت نفسك فيها.. فلا أنت أعدت ما كان من أحاسيس ولا حظيت بالسعادة المرتقبة! فليس أمامك سوى شيئين إما الصبر ومحاولة تذكيره بحرفي الحاء والباء أو البعاد وغلق تلك الصفحة و لك حرية الاختيار..
ومضة حب
كفانا ألم
فكرت تلملم المعوقات التي تقف حائلاً أمام تمتعك بالسعادة, و تضعها في ركن هامشي من كتاب حياتك! تكتفي بهذا القدر من الحزن و الألم على أشياء مضت ولن تعود وأخرى مستمرة ولن ترحل طالما أنت مستمر في تعاملك معها بنفس الأسلوب! تفتش عن مسار آخر بعيداً عن أي مشاعر.. مواقف.. أو حتى أشخاص تسببوا يوماً في دمار ثقتك بذاتك بدلاً من البكاء على اللبن المسكوب! تتطلع نحو الغد بعيون يسكنها التفاؤل وكلك أمل ورجاء أن يأتي القادم بالأفضل, وتتوقف فوراً عن استرجاع تجارب أدت لضياع أحلى سنوات عمرك.. فكر قليلاً في الغد وقل"اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله, وإن كان في الأرض فأخرجه"
المتفائل هو مسافر بلا رحلة, يرحل من اللامكان إلى السعادة.. مارك توين
ساحة النقاش