بقلم : عمرو سهل
شقائقي في التكليف والجزاء بنات حواء، مللت أنا وأنتن من الحديث في الدوائر المغلقة والبقاء في منطقة الفعل ورد الفعل، فنحن نعيش في زمان تؤخذ الدنيا فيه غلابا، وتأكدن أنكن لستن وحدكن المستهدفات بل أنتن حلقة من حلقات موجة إسكات الوطن.
كما أن الحديث عن ضرورة التوعية وكشف المؤامرات بات كمن يتحدث عن عودة مرسي وهو ملف طواه الزمن والمكان.. فما الذي نتحدث فيه إذن.. سؤال وجيه صادر من عقل عازم على التفاعل والتحرك.
ما يجب علينا أن نتكلم فيه هو مسألة"النفس الطويل".. نفس طويل.. نعم فهي في الأساس صراع إرادة.. فأعداؤك وأعدائي أكلتهم نار الغيظ من تحركن نحو إزاحته.. أشعلتنه غضبا عندما أظهرتن تحديكن لمحاولات إفزاعكن..أحرقتنه بإقبالكن على تهديد مناطق نفوذه، فقد تعودكن مجرد شئ يوجهه وفق بوصلة مصالحه، لكنه فوجيء بكن في الصفوف الأولى ولم يمهله صدره المغلول لتدبير حيلة جديدة.. بل هب كجريح يلفظ أنفاسه الأخيرة راغب في الانتقام، ساعة يكون معنويا فيصفكن بالانحلال عندما تراقصتن على أطلال ملكه.. وتارة يكون ماديا فيبعث بكلابه لتنهشكن في الميادين وساعده في ذلك نيران صديقة تصر على حصر دوركن في ساحة الغواية.
اعذروه فلم يفهم أصالة ترسخت في جيناتكن تستدعى إلى الاستنفار لحظة الخطر، ظن أن أوجاعكن الاجتماعية قادرة أن تثبطكن أن تركنَّ إلى ظلمهم.. مغرورون ..بل مغفلون أخطأوا الفهم فأساءوا التصرف وأوجعهم تماسك إرادتكن وثباتكن وتمسككن بأهداب وطن يجب أن نعترف جميعا أنه كان أول من قسا عليكن.
ثم أما بعد..هذا هو السؤال الذي لا يفارق المهزومين أمام ضحكة الواثق التى تواجهن به عبثهم، فبعد أن لبيتم نداء وطن ظن البعض أنهم باتوا ملوكا عليه ضربهم الجنون وشيبهم اليأس وسكنت رصاصة عزيمتكن سويداء قلبه.
لكن هل انتهى الصراع..أبدا.. لقد بدأ.. اختار أن يهمشكن بالقوة وبدأ في تنفيذ ذلك لكن الأوراق بيده لم تعد كثيرة، فعندما فشل في مواجهة الشرطة والجيش انسحب انسحابا تكتيكيا لضرب الجبهة الداخلية في قلبها وهي المرأة التى تُربي وتخرِّج القادة الذين يواجهونهم اليوم، فأعد العدة لخلق امرأة مكسورة.. مهزومة.. وحيدة.. خائفة.. مرتبكة.
ونجاحه وفشله بات بأيديكن وحدكن وبقدر نفاذه إلى ساحتكن تكون مساحة استيلائه على الوطن، لذا سنظل نردد معا بصوت مزلل خلي الدماغ صاحي.. حتى نعيش حلمنا بمستقبل مشرق في وطن حي.
ساحة النقاش