وأنا صغيرة كنت شديدة الإعجاب بالإعلان التليفزيوني التثقيفي " ست سنية" التي كانت تترك المياه تتساقط من الحنفية.

 

وكان الإعلان  تحديدا يقول: ست سنية سايبة المية تخر، تخر من الحنفية، حرام يا ست سنية.. الإعلان تحذيري، تثقيفي

 

يخاطب البسطاء من شعب مصر، الفلاحة، ست البيت، الموظفة وكان له تأثير كبير علي المثقفات اللائي يرين في سنية نموذجا صارخا للإسراف في المياه، خاصة وهي تتمتع بشخصية هادئة تصل إلي حد البرود، وسمنة زائدة عن الحد تعوق حركتها، فلا تستطيع الوصول لمصدر المياه سريعا وإنقاذ الموقف، ساعدتها الرسوم المتحركة المستخدمة في تنفيذ الإعلان على تحقيق 

المستهدف منه، وهو لفت نظر السيدات إلي آدائها المستفز في كل سلوك تسلكه، وبالتالي ضرورة الإسراع بغلق الصنبور والتأكد  من أن لا عيب به، فسنية كانت تترك الصنبور بلا جلدة " معطل" مما يتسبب في إهدار كميات من المياه علي الأرض في مشهد مرفوض، إلا أنه في ذات الوقت يرسل برسالة تنبيه  لسلوكيات خاطئة، مرفوضة،  نمارسها دون قصد أو عن جهل بقيمة الأشياء إلا عندما نفتقدها، وهو ما حدث مع سنية.

 

لهذا كان استدعائي للست "سنية"، وإعلانها المؤثر هذا والذي حقق وقتها النتيجة المرجوة وهي ترشيد استهلاك المياه، دافعا للمطالبة بعودتها أو تقديم إعلانات تثقيفية مشابهة للسيدات والرجال في وسائل الإعلام المرئية لشدة تأثيرها وسهولة وصولها إلي المستهلك تكون متعلقة بالقضية الحيوية الآن"الكهرباء .."خاصة وأن كثيرين يرون أن انقطاع التيار الكهربائي يرتبط بشكل كبير بسلوكيات استهلاك الكهرباء في جميع مناحي حياتنا، المنزل، المكتب، وكل مكان نذهب إليه، أمور بسيطة نمارسها في حياتنا اليومية تؤثر بشكل كبير علي زيادة الأحمال علي شبكات الكهرباء، وبالتالي الانقطاع المتكرر لها، منها علي سبيل المثال لا الحصر، عدم إغلاق مصباح الحجرة بعد الخروج منها، ترك جهاز الكمبيوتر متصلاً بالتيار الكهربائي طوال الوقت، وأيضاً شاحنات الموبايلات، وقد علمت من أحد المختصين في وزارة الكهرباء أن ترك الشاحن أو أى"فيشة" خاصة بالأجهزة الكهربائية كالخلاط أوغلاية الشاي وغيرها متصلة طوال الوقت بالتيار الكهربائي يستهلك عدداً من الوحدات تزيد من الأحمال، بالطبع ليس الاستهلاك وحده السبب وإلا أكون غير مدركة للأزمة، إنما الاستهلاك جزء مهم من المشكلة، واتباع السلوكيات الصحيحة الطريق الأمثل لحلها أو علي الأقل الحد من تفاقمها، ولهذا أري أهمية وضرورة وجود إعلان حكومي تثقيفي هادف، لا إسفاف فيه و

يا حبذا لو كان رسوم متحركة لشخصيات تعيش بيننا، أسرة مثلا بكل أفرادها يمارسون سلوكاً خاطئاً في الاستهلاك، سلوكيات نمارسها إن لم نكن جميعا فالغالبية منا، نعرضها علي الشاشة لتكون المرآة التى نري فيها أخطاءنا، نواجهها بشجاعة ومع التكرار يتعلم الشطار، وكما يقول المثل الشهير"الزن علي الودان أمر من السحر "ونحن كشعب اعتاد علي تكبير الدماغ بحاجة ماسة إلي الزن والزن والزن، إلي أن نستوعب الدرس مثل أبلة سنية التى تخلت عن كسلها وبطئها الحركي وحافظت علي المياه سر الحياة، وأعتقد أننا الآن بحاجة ماسة إلي إعلانات تثقف الشباب قبل النساء لأنهم من سيقومون بتربية الأبناء مستقبلا, وإذا حققت الإعلانات المستهدف منها فلن نري أزمات في الكهرباء، المرور، الغاز، الخبز وأشياء أخرى كثيرة تتوقف عليها حياتنا ولا نستطيع التخلي عنها، وإن وجدت هذه المشاكل والأزمات ستكون أقل بكثير مما نشاهده هذه الأيام 

لأننا سوف نتبع السلوك الصحيح عن وعي وقناعة .

المصدر: ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 797 مشاهدة
نشرت فى 9 أغسطس 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,808,669

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز