ينطبق المثل القديم التاجر لما يفلس بيدور في دفاتره القديمة على العديد من الأعمال الدرامية هذا العام ويبدو أن المنتجين أرادوا اللعب في المضمون وعدم المغامرة وتجنب المخاطرة بعمل فني قد لا يلقى مساحة في سوق إيرادات الشهر الكريم.
هذا بالضبط ما يقدمه الفنانان "أحمد مكي، ومحمد سعد" اللذين أعادا تقديم شخصيتين سبق أن تم تقديمهما مما أضاع على المشاهد مغامرة الاستمتاع برؤية جديدة على الشاشة هذا العام.
 
يواصل أحمد مكي استثمار نجاح مسلسله "الكبير"، ويقدم له جزءا رابعا يلعب فيه ثلاث شخصيات سبق أن قدمها، لكن في هذا العام نجد أن التوفيق قد خانه في التعامل مع الشخصيات، فمن المفروض أن الشخصيتين المحوريتين هما العمدة الصعيدي الكبير، وتوأمه الأميركي جوني لكن ظهر لهما منذ الجزء السابق أخ ثالث يدعى حزلقوم، وهو استثمار للشخصية التي قدمها أحمد مكي في فيلم (لا تراجع ولا استسلام)، ورغم أن هذه الشخصية المفترض أنها ثانوية ولم تظهر إلا في حلقات محدودة في الجزء الثالث.. نجدها بقدرة الله قد تحولت إلى الشخصية المحورية في الجزء الرابع، وليت الأمر توقف عند هذا الحد ، فالتاجر المفلس استمر في التمادي في التفتيش في دفاتره، فنجده يعيد في المسلسل لقاء حزلقوم بالمذيع معتز الدمرداش، والأدهى أنه يتعامل مع اللقاء وكأنه مازال بطل الفيلم ويذكره بما حدث بينهما ويستمر في حديثه السمج الأبله..
وبذلك تحول حزلقوم من أخ للعمدة الصعيد كما هو المفروض إلى استكمال لحكاية بطل فيلم لا تراجع ولا استسلام، وبالله على كل كتاب الدراما بأي منطق يتم إدخال فيلم في مسلسل، ورغم أنه من المفترض أن الشخصية في نهاية الفيلم تغيرت كثيرا، لكن لا يهم، كما أن حزلقوم الفيلم كان أكثر رجولة من حزلقوم المسلسل، لا يهم أيضا المهم أن يظل أحمد مكي ينقب في دفاتره عن مشاهد مكرر للعمدة العنيف الذي يريد أن يظل ممسكاً بكل مقاليد السلطة، لكن للأسف تناسى مكي أن يبحث عن أدوار للمرأة فظهرت مهمشة أو إعادة لنموذج العجوز المتصابية كما في شخصية والدته..
                                  سيدة مشوهة
ويسير "محمد سعد" على خطى "مكي"، فلا يجد أشهر من شخصية "اللمبي" التي قدمها في العديد من الأفلام هذا الأبله الذي يتقيأ الكلمات، لكن أيمكن أن يكتفي سعد بشخصية واحدة ودفتره مليء بالشخصيات؟! بالطبع لا..
لذا قرر أن يلعب البطولة النسائية ويقدم أشهر سيدة مشوهة في الشكل والتصرفات.. إنها "أطاطا" التي لعب دورها في فيلم (عوكل)، ومن الطبيعي هنا ألا تشكل أفلام اللمبي أو عوكل أي إطار للمسلسل غير المحافظة على الشكل المشوه للبطلين اللذين هما محمد سعد، فيقدم لنا مسلسل (فيفا أطاطا) المليء بالحكايات البلهاء التي يعتقد القائمون على العمل أنها من الممكن أن تضحك أي إنسان، أو يمكن أن يتم وصفها بالعمل فمن هو مدير السجن الذي يخرج سجينة لتروي حكايات بلهاء لحفيدته المريضة نفسياً والتي عجز الأطباء عن علاجها، لكن "أطاطا" بتصرفاتها الغبية، وكلماتها غير المفهومة تكون أساس علاجها سبحان الله!!
والغريب هو التركيز على نموذج نسائي مشوه، وتحويلها إلى شخصية أسطورية، كما أن الأغرب هو اللقطات العجيبة التي يتم تصويرها لأطاطا من الخلف..
لكن لماذا التعجب طالما نحن مقتنعون بأن التاجر المفلس ليس أمامه سوى الدفاتر القديمة.

المصدر: ايمان العمرى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 429 مشاهدة
نشرت فى 12 أغسطس 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,814,470

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز