شريحة كبيرة من الشباب لا يصدقون برامج مقالب رمضان التى انتشرت وباتت سلعة رائجة في سوق الفضائيات بل ويعتبرها كثيرون منهم فبركة واضحة وتواطؤا..... على عقل المشاهد ونوعا من الاستعباط مدفوع الأجر لا يهدف إلا للضحك المبني على أطلال قيم أخلاقية تتجاهلها مثل تلك البرامج.

التقينا عددا من الشباب الذين قدموا رؤيتهم وتعليقاتهم حول تلك البرامج خلال السطور التالية. 


 يرفض عبد الرحمن محمد 22 عاما تصديق أى من هذه البرامج قائلا: عندما تشاهد ردود فعل الضيوف تتأكد من ادعائهم، كذلك استظراف مقدم البرنامج وصراخه المتكرر دون مراعاة للمشاهد أشعر بالاستهانة بعقليه المشاهد .

وتوافقه الرأي مى إبراهيم، كلية تجارة، برنامج مثل رامز كيف لي أن أصدق تلك البرنامج، فالضيف يصبح فى عرض البحر ومعه مصور بكاميرا طول الوقت بيصور الضيف فى المياه حتى عند الغرق ولا يظهر عليه ملامح خوف أو رعب، طبيعى أن يستنتج الضيف أنه مقلب يحدث له دون تفكير، وهناك مبالغة في ردود أفعال الضيوف حتى الآن "تمثيل فى تمثيل" والمشاهد يستطيع أن  يفرق ما بين التمثيل والجد .

                                                       خدعة

ويتساءل سامح حنفى: هل منتج هذه البرامج تعود إليه مرة أخرى كل هذه التكلفة أم لا وهل الضحك اليوم أصبح مكلفاً لهذه الدرجة، برامج مفبركة، بعضها يعتمد فقط على مقدمي هذه البرامج من الفنانين والمشاهير وعلى نسبة الجمهور والمحبين لهؤلاء النجوم، والبعض الآخر يعتمد على التمثيل، معظم هذه البرامج تعتمد على الخدعة ولكن هم لا يخدعون الضيف بالقدر الذي يخدعون به المشاهد، والمشكلة هذه البرامج مكلفة"مصروف عليها جااامد" مثل برنامج "فؤش فى المعسكر"، إيجار طائرة هليكوبتر وبناء معسكر كامل تكلفة عالية ومبهرة وكاميرات ويخت وغيرها ونجوم ومصاريف ليه كل دا ...؟

ويعجب ميادة حسن 25عاماً برنامج "بركات ملك الحركات" بسبب إنه أوضح كيف يتم التمثيل على المشاهد الغلبان، وقام بالاتفاق مع الضيف على تمثيل إنه انخدع وصدق ما حدث، ويتم تسجيل كل ما يحدث على إظهار إنه مقلب ويوافق الضيف على الكذب على الجمهور والمشاهدين، وهذا ما يتم فعلا، ورغم بساطه البرنامج لكنه جيد وفكرته جديدة وبسيطة ومحترمة.

عوامل جذب

أما مصطفى الزينى، كلية هندسة، فيرى أن  مشاهدة هذه البرامج متوقفة على عدة عوامل، أولا الضيف لو نجم سوبر ستار ويتمتع بشهرة عالية، ثانياً مقدم البرنامج لازم دمه خفيف ومقبول: نجلس أنا والعائلة نشاهد برنامج معين, عارفين إنه مقلب مفبرك وسبوبة لكننا نعتبره هو مثل فيلم قصير "نضحك ونتريق شوية وخلاص" "احنا بندور على أى حاجة تضحكنا حتى لو حاجة مابتضحكش، وهناك نجوم تدرك أنه مقلب لكنها تكمل عشان تاخد "السبوبة".

ويرى آخرون مثل هند مصطفى وهويدا رمضان، أن معظم هذه البرامج تؤدى إلى التوتر العصبى بسبب  الصراخ وما نشاهده.. وهى برامج مملة ومتكررة ويغيب عنها أى مضمون درامى يحقق متعة المشاهدة، وبمجرد عرض أول الحلقات يستنتج المشاهد ضعفها وينصرف عنها، والمشاهد يمتلك القدرة على كشف مصداقية المقلب وهذه البرامج ما هى إلا مقالب مدفوعة الثمن.






                                                           اختلاف الوقت


وتعلق د. سهير صالح، استاذ الإعلام التربوى على ظاهرة برامج المقالب وانتشارها قائلة: أصبح ما يحدث فى حياتنا ومجتمعنا جزء لا يتجزأ مما نشاهده عبر الشاشة الصغيرة، فاختلفت حياتنا واختلفت معها أفكارنا وطريقة عرضنا لها، فمن كثرة ما نشاهده يوميا من صراع وصراخ وعويل وقتل ودم انعكست على تخيلاتنا فى عرضنا لها، فأغلب البرامج وخاصة المقالب موضوعاتها تتضمن خطف وسرقة ورعب ودم بعكس ما كان يعرض فى الماضى، كان لدينا مقالب الكاميرا الخفية لإبراهيم نصر وادينى عقلك مواقف بسيطة خفيفة، ردود أفعال طبيعية، ورغم قلة تكلفتها وبساطتها انجذبت لها الجماهير وأحبتها وحرصت على مشاهدتها، اتسمت باحترام الضيف والمقدم واحترام مشاعر المشاهدين بأطفالهم، بعائلتهم، فأصبحت جزء من رمضان ينتظره المشاهدين .

وتطورت هذه البرامج فأصبحت برامج مقالب سيئة للغاية، كان هدفها الضحك فقط لكنها انحرفت عن مسارها وأصبحت ترسخ قيماً أخرى، وبها انتهاكات للأخلاقيات واستهزاء بمخاوف الناس والضحك عليهم، وترسخ القيم السلبية والعنف وتسيء للإعلام وترسخ قيم اللامبالاه والاستهزاء بعقول المشاهدين، والضيف هو الضحية وكلما زاد صراخه وزادت عنفوانيته وردور أفعاله، وزاد العيار التمثيلى اللى يقدمه زادت نسبة المشاهدة،  وكلما زادت نسبة المشاهدة وظلت هذه البرامج "بتجيب فلوس بلغة السوق" ظلت موجدة ولا تنتهى إلا بكارثة كبرى كموت أحد الضيوف بالسكتة القلبية أو أى كارثة أخرى.

وتستطرد صالح: المشكلة اختلاف مفهوم برنامج المقلب من كونه برنامجا يرسم البسمة على الوشوش ويحترم جماهير شهر رمضان إلى برامج "مقالب سبوبة" للكثير وخاصة للمشاهير مع تراجع سوق السينما والتليفزيون والأحداث التى مرت بها البلاد وهي استرزاق على حساب المشاهد وعقليته، والأخطر غياب رقابة و ميثاق أخلاقى تلتزم به برامج التليفزيون، لذلك أدعو لوجود هيئة تنظم بث مثل تلك البرامج.

المصدر: هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 496 مشاهدة
نشرت فى 12 أغسطس 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,853,272

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز