<!--

<!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->

في وجودك أتعرض لحالة بسترة عاطفية مرهقة جدا. نظراتك تشعل النيران في كياني فأتحول لجمرة، وفجأة تدير عينيك عني فيلفحني الزمهرير، اتجمد، ويتساقط الثلج في أعماقي المتوهجة فيصدر مقطوعة نادرة الوجود، حيث التقاء البارد بالمشتعل، وعلى هذا الصوت أعيش، ما تقوله يربكني، يحيرني، يتركني أمانة لدى القلق، لكن ما لا تقوله يجعلني أعقد صداقة متينة مع وحش الانتظار القاتل، ألاعبه لعبة مصارعة الثيران فإما يقتلني بعناده وإما قتلته بمثابرتي وصبري.

وأعلم أن الاقتراب منك مقامرة كامرأة تتزين بثعبان الكوبرا وتلف به رقبتها، أو طفل يلعب كرة القدم بقنبلة مستعدة لشرف تدميره في أية لحظة، أو تناول أصابع الديناميت بدلا من الهوت دوج، أو التزلج على شلال من الحديد المنصهر، أو وضع عقرب غادرة سامة في طرف سلسلة مفاتيح، أو اصطحاب أسد جائع لتمضي معه سهرتك في إحدى دور السينما، أو دعوة الثعلب المكار ليقاسمك مائدة عشاء.. الاقتراب منك يقتضي أن أضع عمري كله على منضدة لأراهن عليك.

 

***

لا أتصور أنك تعرفه، إنه الحب، هذا الفارس الذي زارني ذات مرة، كان يبحث عن بيت وكسرة خبز ومدفأة، بعدما أرهقه التسكع على أرصفة الألم، تسلق نافذتي، اجتاز كل الحدود، قفز من فوق السور، أزاح الستائر الدانتيل عن نوافذ عيوني، تجرأ واقتحم، فأصبح تواجدك مسألة أعانيها وصارت نظراتي رسائل تفضحني، وارتباكي صار علامتي المميزة، لعابي يهرب مني وأظل مشغولة بالبحث عنه حتى أستطيع مواصلة الحديث، ضربات قلبي تمارس رياضة الماراثون، قلبي ينظم مظاهرة مريبة تطالب بفك حصار الضلوع ليركض حافي القدمين ويلقي بنفسه على كتفك، أنفاسي تتلاحق وتحرقني معها وتشعل كل ما حولي ومن حولي، حبات العرق تغرقني وكأنني شجرة ياسمين حائرة بللها المطر، وجودك يحدد زمن إقامتي، لون بشرتي، حركة عيني، وجودك يلعب بفصيلة دمي وكأنها علبة ألوان يمسك بها طفل غرير، وجودك اختصرني فصرت وردة برية معلقة في عروة سترتك  محكومة بانبهارها مشنوقة على باب لهفتها.

 

***

 

من قال لك إنني أضمن حالة الطقس عندي؟ من قال إنني عندما أعطيك حبي فلابد أن أعطيك معه ضمان لمدة ستة أشهر؟ فاتك يا عزيزي أنه في الحب لا توجد شهادات ضمان، لقد مللت أسلوبك، وخططت للنسيان، لكنك كنت هناك تصنع من شراييني بساطا مريحا تضطجع عليه، تلملم كرات دمي تحشو بها وسادة هناك بجوار قلبي وتستند إليها، في كل شئ صرت أجدك، في قدح القهوة، في خطوط كفي، في ملامحي، حتى في اتهامات قلبي لي أنت بيننا سيف غرسته يدك وأعاني أنا نصله.

 

المصدر: ايمان الحفناوى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 483 مشاهدة
نشرت فى 19 أغسطس 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,724,963

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز