<!--

<!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->

مراسيل

كنا نحسب أن خطر دخان الشيشة يقتصر على العمارات المنكوبة التي تقع أسفل المقاهي وحولها فقط، ولكن حدث تطور جديد، فالمقاهي لعبت بمنطق كرة القدم »الهجوم خير من الدفاع«, وبالفعل استطاعت أن تربح أرضاً جديدة هي الحدائق العامة التى من المفترض أن نحافظ عليها باعتبارها »رئة« القاهرة، تحميها من تلوث يكاد يفتك بها، الجديد وهو بمثابة الاكتشاف فى شئون الشيشة والمقاهي، هو أن المقاهى »زحفت« إلى المسطحات الخضراء المنتشرة فى بعض الأحياء بمجهودات مشكورة للأحياء التابعة لها، حدث ذلك بوضوح فى حي مدينة نصر الذي تم تخطيطه فى نهايات الستينيات على أسس تحترم البيئة والإنسان فى آن واحد، فتم تقسيم المباني على هيئة مربعات تتوسطها مسطحات خضراء، وهو نفس النظام المعماري الذي انتهجته فيما بعد ما أطلق عليه »الكومبوند« الذى تسكنه حالياً الصفوة من الأثرياء، الآن تتم استباحة هذه المسطحات الخضراء من قبل المقاهي، حيث تم إضاءة بعضها بالأنوار »الشفتشي «الراقصة، الملونة بالأخضر والأصفر والأحمر فيما يشبه ألوان عروسة المولد، أو حتى بدلة »الراقصة صافيناز« واصطفت المقاعد الوتيرة فى دوائر أشبه بصالون جدتى، وإذا اقتربت منها سمعت لها صوت »كركرة« مياه الشيشة متنوعة الرائحة من عنب إلى تفاح إلى بطيخ، وتسبح الأدخنة الملوثة إلى فضاء الأحياء الراقية، ولا يهم أن تصاب النساء ولا الأطفال ولا الشيوخ بنوبات سعال حادة، لقد قال لي أحد قاطني الأبنية المجاورة لهذه المقاهي المخالفة: إنه عندما اختار هذا السكن فإنه قد اختاره على أساس هدوئه وبسبب مساحات الأشجار والخضرة التى تحيط به، والمشكلة أن رئاسة الحي يبدو أنها لا تعلم شيئا عن تلك المخالفات لأن عملها صباحاً والمخالفات تبدأ مساء، أو ربما تعلم وتدير ظهرها