<!--

<!-- <!--

 

 

 

 تعودت على مدى أكثر من أربعين عاما أكتب فيها هذه الصفحة أن أتلقى شكاوى زوجات يعانين من معاملة قاسية من الأزواج، أو خيانات بعضهم، كمثل زواج سرى بدون علم الزوجة، أو إهمال أو بخل أو إساءات مختلفة.. لكن اليوم كانت الشكوى مختلفة تماما! إن الزوجة تشيد بزوجها وتتعاطف معه تماما ولا تلوم إلا نفسها وتسألني.. ماذا أفعل بنفسي.. إن زوجي مظلوم معي تماما؟!

 

 قالت السيدة كريمة 32 سنة, وهى جامعية تعمل مدرسة في إحدى مدارس اللغات, ومن ناحية الجمال فهى جميلة ذات بشرة صافية رائعة وعيون جميلة ترتدي السواد وحشمة مع حجاب خفيف جميل يعطى وجهها بهاءً وجمالاً.. قالت:

- سوف أحكي لك حكايتي منذ البداية حتى تستشعري لماذا وصلت إلى ما أنا فيه من انهيار .

 

 قالت: نشأت فى بيت مستور والناس يعتبروننا أسرة فوق المتوسطة, إذ كان والدي – رحمه الله - من كبار الموظفين في الدولة, أما والدتي فقد كانت قد ورثت عن والدها ووالدتها إرثا كبيرا متمثلا فى عمارات فى القاهرة وأراضى زراعية شاسعة, ومن هنا كان حالنا ميسورا دائماً, ولم يكن لى سوى أخ واحد وأخت واحدة يكبرانى سنا, وقد تخرجنا نحن الثلاثة فى الجامعة وسافر أخى لكى يأخذ شهادة الماجستير والدكتوراه من ألمانيا, أما أختى التى تكبرنى فقد تخرجت في كلية الألسن وعملت بالتدريس فى مدرسة لغات أيضا وتزوجت من زميل لها أحبها وأحبته، وهو رجل كريم ومحترم وكلنا نحبه  ونعتبره مثل شقيقنا الأكبر تماما لحسن أخلاقه وتدينه وعطفه علينا وحبه لنا.

واستطردت.. وقبل أن نفرح بحياتنا واستقرارنا وتخرجنا وعملنا فقدنا والدي الحنون الذى كان يحب أمي حبا جما، وكان يرعى مصالحها وأملاكها ولا يضع فى جيبه قرشا واحدا من دخلها الكبير, وكانت أمي تلومه دائما وتصيح فى وجهه قائلة: إن فلوسي هى فلوسك ولا فرق بيننا وفى النهاية هى فلوس أولادنا معا فلا أنا لى أحد غيرهم ولا أنت.. وكان أبى رحمة الله عليه - يحنى رأسه ويقول لها:

- البركة فيكي يا حاجة, والإسلام نصّ على أن يكون للزوجة ذمة مالية منفصلة عن زوجها, وأنت تنفقين كل ما لديك على البيت وطلبات الأولاد وأنا أعطيك كل ما عندي والحمد لله على ذلك !

 

 وتستطرد السيدة كريمة.. مات أبى وترك أمي تعانى فراقه, فقد كان كل حياتها وأصر أخي أن يعمل فى الخارج لبعض الوقت للخبرة, وكان زوج أختي الكبيرة - أكرمه الله - يقوم برعاية أملاك أمي بكل شرف وكرامة .

واستطردت..  كانت أمي  هي كل حياتنا، وكان حنانها بلا حدود وكانت لا تبخل علينا بشىء حتى لبن العصفور كما يقولون, وعندما تقدم لى زوجي(محسن) وهو ضابط شرطة محترم وقريب لنا لم تبخل أمي بل جهزتني أحسن جهاز بكل الكماليات وغير الكماليات, ثم سافرت أنا وزوجي لقضاء شهر العسل فى ألمانيا عند أخي الكبير, وقبل عودتنا حدثت الكارثة الكبرى فى حياتنا.

الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية..

 

المصدر: سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1004 مشاهدة
نشرت فى 31 أغسطس 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,827,529

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز