<!--

<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->

 

 

 

 فى مايو سنه 2006 تقريبا كنا نعد ملفا عن السيدة فاتن حمامة بمناسبة اختيارها نجمة القرن فى استفتاء كبير تم فى هذه الآونة، والحقيقة أن الجهد الذى بذل فى هذا الملف كان يساوي فى حينها أكثر من عشرة موضوعات صحفية، فحياة فاتن  ثرية وبها محطات فى غاية الأهمية لا يمكن إغفالها، ما بين نشأة وموهبة كبيرة لفتت الأنظار منذ كانت فى التاسعة، وفترة ذاخرة بأعمال سينمائية كبيرة ساهمت فى تشكيل وجدان صبايا أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضى،  إن لم يكن المجتمع كله وليست الفتيات فقط.. وغدت فاتن النموذج أو المثل الأعلى بهذه الشخصية والموهبة الكبيرة والتكوين النفسي الذى قوامه الأهم هو الاحترام.. والاحترام هو الخط الأروع والأقرب والأسهل للنجمة لتصل لقلوب الناس، ولم تأخذ فاتن وقتا لتصل وتتربع بلا منازع فى القلوب، وصارت الماركة المسجلة للنجاح والاسم الأعلى والنجمة الأقوى والأهم فى سوق الإيرادات والقلوب، والحقيقة أن ما ساعدها ليس بريق موهبتها الأخاذ فقط، ولا شخصيتها التى نصف وزنها احـترام لنفسها وللآخرين، ولا جمالها الهادىء الذى يمكن تطويعه لكافة الأدوار، لكن أيضا فترة  رائعة كانت مصر فى أوج تألقها على كافة الأصعدة سواء سياسية أو اجتماعية أو فنية أو أدبية، فقدرات السيدة فاتن ما كان من الممكن أن تبرز إلا وهى بين أنامل  أمينة لمخرجين بهذا الإبداع  غير المسبوق  منذ أن نطقت السينما، مثلا  أبو سيف وبركات وشاهين وكمال الشيخ وغيرهم، وأيضا نجوم متلألئة فى عالم الأدب اكتظت بهم الفترة مثل  إحسان ويوسف السباعى ويوسف إدريس، وطبعا الكبيران طه حسين وتوفيق الحكيم. والغريب أن السيدة فاتن لم تكن بطلة أبداً لرواية لأديب نوبل نجيب محفوظ, وعللوا هذا بأن أجواء رواياته لا تناسب شخصية فاتن الفنية، حتى عندما كانت هناك محاوله لتلعب دور"نفيسة" فى فيلم (بداية ونهاية) اعتذرت وكان من نصيب  سناء جميل التى طار بها فى سموات أخرى فى دنيا التمثيل.. وأيضا شاءت الأقدار أن ترسل لسينما هذه الفترة مجموعة من أفضل من حملوا لقب ممثل ليكونوا أبطالاً أمام فاتن فى روائعها مثل رشدى، شكرى، مظهر، وعمر الشريف، و(الجراندات) باللغة السينمائية أو من يقومون بدور الآباء كانوا الفطاحل حسين رياض، يوسف وهبى، زكى رستم، يعنى كل شىء أعانها أن تحتل هذه المكانة التى لم تدانيها فيها أخرى طوال سنوات تألقها وحتى الآن.

 

جزء آخر فى الملف كان لابد أن  يتناول التكريمات والجوائز التى حصلت عليها نجمة القرن وكان من أصعب الأجزاء، فكل  النشرات أو حتى نكون غير مبالغين معظمها التى صدرت عن المهرجانات العالمية فى سنوات عطائها  ضمت اسم فاتن، سواء كنجمة مشاركة فى عمل فى المسابقة أو اسم بارز فى لجان التحكيم أو نجمة مكرمة، فقد نالت جوائز وشهادات تكريم من مهرجانات فالنسيا، وكارلو فيفارى، وطشقند، ونيودلهى، وفينسيا، ودمشق، ووهران، ومهرجان كان الذى شاركت فيه بفيلمها المهم"الحرام" وغيرهم  من المهرجانات، وقد دانت لها جائزة أحسن ممثلة أكثر من مرة فى أفلامها  "الليلة الأخيرة"، "دعاء الكروان" من الأوسكار، لكن اللوبى الصهيونى المسيطر كما عرفنا حال دون ذلك، وأيضا أوسمة من فرنسا ولبنان وغيرهما،   وفردنا أيضا الصفحات للرجال الذين احتلوا الأماكن العاطفية والوجدانية فى حياة السيدة فاتن، وروينا قصص اللقاءات والارتباطات الزوجية وإنجاب أولادها نادية، وطارق، وقدمنا الملف بصور إن لم تكن نادرة فهى من أندر الصور فى حياة السيدة فاتن.

ساعدنا على هذا عوامل قد لا يهم ذكرها وفوجئت برئيسة التحرير لم تقبل هذا الملف رغم ثرائه وتطلب حواراً حياً مع فاتن حمامة، ووقع فى يدى..  ماذا نفعل، كانت  فاتن حمامة لا تقبل محاورة صحفية إلا مع صحفيين بالذات تتعامل معهم طوال حياتها من جيلها وتعرفهم جيدا، وطبعا كنا ليس من جيلها، وبرقت فى ذهنى فكرة براقة أن أذهب للصحفية الراحلة مارى غضبان، وكانت طبعا من جيلها وتعرفها وصديقتها  لتتوسط لى عند مدام فاتن، ولم ترفض لكن من اعتذرت كانت فاتن، وكانت فى هذا الحين مع زوجها فى البحر الأحمر يمارسان هواية الصيد،  ورئيسة التحرير مصرة ألا قيمة لهذا الملف الكبير دون لقاء صحفى مع فاتن حمامة، وكنت فى هذا الحين على صلة عمل بإحدى المجلات اللبنانية مع أبى الروحى الصحفى اللبنانى الراحل أمين يموت، وكان يفهمنى من صمتى، كان فى غاية الذكاء رحمه الله..  ذهبت إليه صامتة، عادتى عندما تفشل مهمة صحفية لى رغما عنى، فضحك وقال لى- نعم كلى آذان صاغية، وشرحت له الموقف برمته وقال  هنحاول.. وأعرف أن هذه الكلمة لديه تعنى أنه سيبذل قصارى جهده، وبالفعل كلمها وكانت تحمل له إعزازا خاصا وقال لها إننى ابنة الصحفي الفنى والمؤرخ  الراحل الشهير فلان، وإننى فى معزة ابنته ولا يستطيع أن أخرج من مكتبه دون أن أنجز مهمتى، ووافقت السيدة فاتن بعد محاولات كبيرة لعمى أمين، لكنها قالت نجرى الحديث تليفونيا لأنها لن تعود لمصر قبل شهر، وساعدنى عم أمين بجهاز تقنى لديه يسجل الحديث التليفوني بين الطرفين، وسمعت صوتها وكانت فرحتى كبيرة، وأجريت أحد أهم  حواراتي الصحفية، وكان مفاجأة الوسط حينها، لأن فاتن لا تجرى الحوارات حتى مع من هم أكبر منى،   وشككوا حتى من هم زملائى فى أن الحوار كتب دون لقاء ولو حتى هاتفى،  وكان  الحديث المسجل مستندى الأكبر فى وجوههم.

  ودارت الأيام ومات صديقى العظيم وأبى الروحى أمين يموت، وانقطعت كل الصلات، وفى سفر  لم يكن مرتبا عام 2010 إلى الإسكندرية ترددت فيه وفى النهايه ذهبت على الطريق الصحراوى، فى استراحة على الطريق قمت  لأدخل مكاناً ما وأنا أستأذن  من سيدتين فى غاية الرقى والأناقة للمرور  من مكان ضيق، والتفت لأجد أمامى فاتن حمامة،  لم أستطع النطق.. لم أستطع المرور.. نسيت كنت ذاهبة إلى أين.. رائعة وهى تخلع نظارتها السوداء  وتقول ضاحكة - هنفضل كدة  الناس عايزة تعدى..  اعتذرت سريعا وطلبت منها دقائق أكلمها، وقالت صديقتها خليكوا براحتكوا أنا مستنية فى العربية ياتونة.. الله يا ربى، دقائق غير مرتبة فى محراب العظيمة فاتن حمامة وعرفتها بنفسي وبأننى ابنة فلان  الصحفي الراحل صديق لها من زمن بعيد،  وأثنت على هذا  الجيل الصحفي وأولهم والدى رحمه الله، وذكرتها بهذا اليوم الذى رتب لى لقاءها  تليفونيا عم أمين، قالت الله يرحمه، وتذكرت اليوم وبرقتها المتناهية ولا أعرف حقيقة أم مجاملة قالت إنها رأت العدد، وتذكرت أنها قابلت مدام إقبال بركة فى لقاء اجتماعى مهم وشكرتها على الملف كله.

   أعيش فى رحاب هذه الأيام وهذا اللقاء منذ تواترت الأخبار مؤخرا عن مرض السيدة فاتن حمامة وملازمتها المستشفى، أعتصر ألماً لمجرد علمى أنها تتألم، أبغى لو نرسل لها كل ورود الدنيا لتبلغها حبنا الكبير لها وتعلقنا الذى بلا منتهى بفاتن حمامة سيدة الشاشة العربية وأروع نجومها على الإطلاق، لا أتابع تفاصيل الأخبار فأنا لا أحتمل حتى فكرة رقادها.. انهضى سيدة الشاشة.. قاومى مرض لا يختار من يحتله، أعرف أن  الآن وفى سنك هذا قد تهاجمك الأمراض، قاوميها من أجلنا. فنحن لا نعرف فنا بلا تاج، وأنت تاج رأس الفن المصري، لا نعرف أياما فى هذه الدنيا لا تحمل أنفاسك ولا أطلالة لك، ولو حتى مرورا كل  ثلاث أو أربع سنوات.. لا يهم.. المهم أنك بخير، تعيشين بيننا.. عندما  بحث عنك الرئيس السيسى  فى لقاء الفنانين قبل الفوز بالرئاسة، والله كنا نبحث معه عنك، وعندما  ترك المنصة ونزل إليك تقديرا واحتراما لك أحببناه أكثر، فمن يحترم فاتن حمامة بهذا القدر يحترم كل أطياف هذا الشعب الجميل الذى من تفاصيل حياته حب واحترام فاتن، فهى رمزنا الفنى الأعظم.. أختم سطورى بدعاء من القلب لفاتن حمامة أن يمن الله عليها بشفاء عاجل..  اللهم تقبل منا .

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 658 مشاهدة
نشرت فى 31 أغسطس 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,824,057

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز