<!--
<!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->
غريب أمر الشعب المصري، لديه إصرار كبير على أن يظل يبهر شعوب العالم بأفعاله وتصرفاته التي لا مثيل لها بين البشر، يصمت طويلا ويصبر سنين السنين ويتحمل ما لاطاقة له به، وعندما يفيض به الكيل يخرج ثائرا نافضا عن جسده غبار السكوت المخذي والخنوع المريب، غريب أمر هذا الشعب الذي تملكه عواطف إنسانية فياضة، فعندما يحب ويعشق يفعل المستحيل، ولنا فيما يحدث حولنا الآن ما لاعين رأت ولا أذن سمعت، أقصد بذلك ما يحدث بشأن تمويل قناة السويس الجديدة والتي دفعت بمائات الآلاف من المصريين بالداخل والخارج في التسابق من أجل شراء شهادات الاستثمارالتي طرحهتا الدولة من أجل هذا المشروع العملاق الكبير، الكل يتسابق من أجل المستقبل والخير الوفير الذي يدق أبواب المصريين، لقد أبى هذا الشعب العظيم أن تمول قناته بأموال المنح أو القروض، رفض أن يسعي زعيمه إلى الخارج طالبا العون والمساعدة من الأقارب والأشقاء قبل الغرباء، أقسموا بالله وحبا للوطن ألا تحفر قناة السويس الجديدة إلا بأيدي وأموال أبنائها المصريين.
وحكاية حب وعشق الشعب المصري لوطنه ليست جديدة، ولكنها حكاية ممتدة عبر تاريخنا الطويل وكتب التاريخ تشهد علي ذلك.. درسناها وحفظناها عن ظهر قلب وأصبحت محفورة في الذاكرة لنا جميعا، ولكن ربما تكون الأجيال الجديدة غير ملمة بها لم تستوقفها هذه الدروس ولم يحرصوا علي استيعابها والتعلم منها.. ولكن الحق يقال ربما نكون ــ نحن الكبارــ أهملنا في تعليمهم منذ الصغر تاريخ أجدادهم ولم نحرص علي تلقينهم معني حب وعشق الوطن، ربما نكون تهاونا في فعل ذلك تراخيا في آداء واجبنا وتكاسل منا تجاههم وتجاه مصر التي نحبها ونعشقها ومن أجلها نفعل المستحيل.
نعم من أجلك يا مصر نفعل ما لا يطيقه الآخرون وما يبهر أنظارهم ويشتت عقولهم، فعندما تآمر عليك الخونة والأعداء والمأجورين واختطفتك فئة ضالة وحاولت أن تغتصبك من أبنائك وتنال من شرفك وكرامتك هب شعبك ثائراً عليهم مدافعا عن كرامتك رافضا للخسة والندالة، خرجت الملايين ملبية نداء مصرمرددة :"حب الوطن فرض علينا".. والوطن حينما يعيش محنة يثتغيث بأبنائه الأوفياء المخلصين لكي يهبوا لنصرته والدفاع عن أراضيه.
ولنعود للوراء قليلا إلى بداية عام 2011 عام الثورة، تلك الثورة البيضاء للمصريين الشرفاء الذين ثاروا علي ظلم حاكم واستبداد نظام، خرج المصريون يطالبون بالحياة الكريمة رافعين شعار عيش، حرية، عدالة اجتماعية، ولكن للأسف الشديد استغل هذه الثورة وطالب الشعب فئة خائنة عزفت علي أوتار المحرومين والمظلومين، واستغلت صبرهم الذي نفذ واستطاعت أن تسرق منهم ثورتهم، بالوهم والكذب والخداع استولوا على الوطن، ولكنهم لم يتمكنوا من الاستيلاء على إرادة ملايين المصريين المخلصيين الأوفياء الذين ثاروا وهبوا مدافعين عن مصرهم في هدير شعبي ليس له مثيل، حكي وتحاكت عنه شعوب العالم الذين ينعمون بالديمقراطية ويتفاخرون بها، وهم لا يملكون تلك الإرادة الفولاذية التي يملكها المصريين، والتي مكنتهم من إزاحة الخونة والمعتدين والغاصبين لأوطانهم .
أبهروا العالم في 30 يونيه.. وأبهروه وهم يلتفون وراء زعيم يعيد لهم أمجادهم ويحررهم من الجوع والفقر، زعيم يملك العزيمة والإصرار والوفاء والإخلاص، سلاحه الوحيد إيمانه القوي بالله وحب الشعب له، ذلك الشعب الذي لا يهمل ولا يتكاسل في تلبية أي نداء من جانب زعيمه، لأنه علي يقين تام بأن مصر لن يبنيها ويعيد لها مجدها إلا أيادي وأموال أبنائها المخلصين!
ساحة النقاش