<!--

<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->

سيادة الوزيرة، إذا كان هذا هو حال التعامل مع الدكتور حسام المساح، فكيف سيكون التعامل مع ٢ مليون معاق من البسطاء؟!

احترت، واحتار دليلى مع الست الوزيرة الغندورة غادة والى، الجميلة شكلاً، والتى تفاءلت أول ما مسكت الوزارة، وزارة التضامن بتاعة الناس الغلابة والمهمشين والمنكوبين، والموكوسين، واللى حظهم قليل فى الدنيا، بس إن شاء الله حايكونوا أحسن خلق الله يوم القيامة، بعد ما جت لهم وزيرة تكفر عن ذنبوهم، إن كان عندهم ذنوب فى الدنيا سوى أنهم ابتلوا بوزيرة ماعندهاش شوية إنسانية تجاه ناس اضطرتهم الظروف أن يكونوا تحت رحمتها والعياذ بالله.

لما حصلت واقعة تعذيب الأطفال فى دار مكة للأيتام، والست ماعندهاش فكرة لولا أهل الخير على الفيس بوك اللى قلبوا الدنيا، قلنا ماشى غلطة ونسامح، ويا ريتنا ما سامحنا، ولما اكتشفوا واقعة اغتصاب أطفال برضه فى دار لليتامى بمنطقة النزهة بمصر الجديدة الأسبوع الماضى، والست ماعندهاش فكرة، رغم أن الدنيا ماقعدتش، إلا أن الست برضه"ودن من طين وودن من عجين"، قلنا ماشى نصبر شوية.

لكن لما الأمر يوصل إلى إهانة الدكتور حسام المساح رئيس المجلس القومى للمعاقين، وعضو لجنة الخمسين التى وضعت أعظم دستور فى مصر بعد ثورتين، ونال التقدير والتكريم من جميع طوائف الشعب وعلى رأسهم سيادة الرئيس السيسى الذى أصر على دعوته والإمساك بيده ومشاركته  لحظة بدء الحفر فى مشروع قناة السويس الجديدة، وسط حشد من الضيوف الأفاضل، ثم تجىء الست الوزيرة، وتهينه بقصد أو بدون قصد، مش مهم، المهم إن الإهانة صدرت منها، وهى مسئولة، تبقى الحكاية فيها جليطة، وقلة ذوق، ودون أن تعتذر، تبقى تستحق كل هذا الهجوم عليها، لأنها لا تدرك أهمية الكرسى  الذى تجلس عليه فى وزارة من أهم الوزارات التى تتعامل مع فئات شديدى الخصوصية، ويزيد من الطين بلة، إهانة شخص محترم حاصل على الدكتوراه زيه زيها بل أفضل منها كمان لأنه تحدى الإعاقة، وكافح وناضل لغاية ما حصل على الدكتوراه، وتيجى هى بكل بساطة، وتخلى الراجل يبكى على الهواء فى التليفزيون، ثم يقدم استقالته للسيد رئيس الوزراء، الذى يقبلها على الفور بينما يترك الست الوزيرة تصول وتجول وتغوص فى بحر من الإهمال للجمعيات التى تتبع لها، ثم تهين أشخاص لهم مكانة خاصة عند الناس، ومن قبلهم عند الله سبحانه وتعالى فهو أمر لا يمكن السكوت عليه وغير مقبول.

ممكن نسامح مرة أو اثنين، لكن الثالثة تابتة يا سيادة الوزيرة، وخصوصا لما الأمر يتعلق بشخص يمثل ٢ مليون معاق سوف يكونون تحت رعاية سيادتك بعد نقل تبعية المجلس القومى للمعاقين إلى وزارة سيادتك، فإذا كان هذا هو حال التعامل مع رئيسهم فكيف سيكون التعامل مع المعاقين من البسطاء والمحتاجين إلى مساعدة، واضح يا سيادة الوزيرة إنك ماتعرفيش يعنى إيه معاق، ولا تحسى بالشعور ده، لأنه واضح أيضا والحمد لله إن ربنا مش راضى عنك، لأنه لو راضى عنك كان منحك طفل معاق، أو حفيد معاق، أو أحد أقاربك من الدرجة الأولى أو حتى العاشرة معاق، علشان تعرفى إن هؤلاء الأشخاص وأقاربهم ربنا راضى عنهم، لأنه اختبار قاسى من الله سبحانه وتعالى، ولايستطيع تحمله إلا شخص له مكانة عظيمة عند ربنا، فى الدنيا والآخرة، وإهانتك للدكتور حسام المساح، تؤكد إن ربنا سبحانه وتعالى لا يضعك فى هذه المكانة، وإن مجرد وجودك فى الوزارة كان اختيار من الخالق عز وجل، علشان يكشف انعدام الإنسانية عند سيادتك، بدليل  إن الرجل بكى من شدة التأثر، وأبكانا معه، وقدم استقالته، ورغم استياء الناس من تصرفك، إلا أن سيادتك ولا الهوا، لم يهتز شعرة من رأس شعرك الجميل المعمول بعناية فائقة عند الكوافير لزوم الوجاهة والقيافة والشياكة.

بس أحب أقول لسيادتك إن وجاهة الإحساس وشياكة الكلمة تجاه أشخاص ذوى اعتبارية خاصة لا ذنب لهم فى الظروف الاجتماعية، التى وضعوا فيها سواء كانوا أيتاماً أو مهمشين أو ذوى إعاقة أهم بكثير من وجاهة المنصب، وشياكة المنظر، وإن شوية إنسانية أهم عند الله سبحانه وتعالى، لأن الله لا ينظر إلى أشكالكم ولكن إلى أعمالكم، والحقيقة أعمال حضرتك تتحدث عنك، فياريت لو إنت مش عايزة تستقيلى، يقيلك السيد رئيس الوزراء، ويشفى غليل ٢ مليون معاق وأسرهم ومن يتعاطفون معهم، ومن لديهم إحساس وتعاطفوا مع الدكتور حسام المساح، ليس ضعفاً منهم، ولكن حسرة وندامة على وجود سيادتك على مقعدك فى الوزارة.