<!--
<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->
نواصل فى هذا العدد بعض العلل التى حرمت المرأة من التمتع بعدل الله فى حقوقها، وذلك من جراء ما استندوا عليه فى حرمان المرأة لبعض المتشابه من النصوص، تاركين المحكم البين، فنرى فريقاً من الناس لا يكفون عن الاحتجاج بالآيات الواردة فى شأن نساء النبى صلى الله عليه وسلم من سورة الأحزاب فى قوله تعالى لهن: » يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا « الأحزاب 32 ، ٣٣.
وكذلك فى قوله تعالى: »وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا «الأحزاب 53, وتعقيباً على ذلك نجد بعض الآباء من يزوج ابنته بغير رضاها أو حتى بغير استشفاف رأيها رغم أن هذا الحق يلغى القبول والتأييد عند معظم الفقهاء بناء على أدلة قوية وصريحة، وللأسف أن هذه المسألة- رؤية الخطيب لخطيبته- تقع بين أمرين متناقضين، بين فريق يترك الحبل على الغارب, وآخر يحرم هذا الحق على الفتاة, حيث قرره له الإسلام فى شكل إيجابى ومتوازن ضمن المنهج الإسلامى المعتدل: لا إفراط ولا تفريط, وتستشهد هنا بقوله صلى الله عليه وسلم بما رواه المغيرة بن شعبة خطب امرأة فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: »أنظرت إليها« قال: لا.. فقال صلى الله عليه وسلم: »انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما« أى أجدر أن تدوم بينكما المودة والألفة، وروى الإمام أحمد بن حنبل فى مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: »إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح أن ينظر منها إن كان ينظر إليها لخطبة وإن كانت لا تعلم« الشوكانى نيل الأوطار جزء ٦ص118، وهنا أقف قليلاً أمام هذا القول بإن بعض الناس من توسع فى هذا القول: »وإن كانت لا تعلم« بشكل أو بدرجة لا ترقى إلى مستوى الذوق فى الاهتمام بحرمة المرأة.
وفى علة أخرى »الرابعة« لم يقف هذا الفريق عند حد استغلال المتشابهة ومن النصوص وترك المحكم بل استغلوا أحاديث صحيحة ووضعوها فى غير موضعها واستغلالها المرأة بصورة تشوه مكانة المرأة فى الإسلام وإنصاف الشرع لها مثال ذلك: »لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها«.
ورغم أن »لو« تؤكد على الامتناع إلا أن الحديث أخذ مدلولا نفسياً آخر وانعكس ذلك فى نظرة الرجل للمرأة بصورة تخالف مدلول الحديث وحقيقة سياقه، وكذلك الحديث الصحيح»:ناقصات عقل ودين«، ونص الحديث كما ورد فى الصحيحين:»ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن«.
إن هذا الحديث أخذ اهتماماً بالغاً فى تفسيره من قبل العلماء القدامى والمعاصرين، أسوق خلاصة هذه الآراء:
إن هذا النص إلى دراسة وتأمل سواء من ناحية المناسبة التى قيل فيها، أو من ناحية من وجه إليه الخطاب أى من حيث الصياغة التى صيغ بها الخطاب حتى يتبين دلالته علي معالم شخصية المرأة.
فمن ناحية المناسبة من خلال عظة للنساء فى يوم عيد، فهل نتوقع من الرسول الكريم صاحب الخلق العظيم أن يغض من شأن النساء أو يحط من كرامتهن أو ينتقص من شخصيتهن فى هذه المناسبة البهيجة.
ومن ناحية من وجه إليه الخطاب فقد كن جماعة من نساء المدينة وأغلبهن من الأنصار اللواتى قال فيهن عمر بن الخطاب: »فلما قدمن المدينة إذا بقوم تغلبهن نساؤهن فطفق نساؤنا يأخذن من أدب الأنصار«.
وهذا يفسر لنا ما قاله الرسول: » ما رأيت أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن« .. إذن القضية كانت ملاطفة ومداعبة من هذه الشكايا التي وردت من الصحابة من تقليد نسائهم للمرأة فى المدينة، ونستطيع أن نقول اختلاط الثقافات المتباينة المختلفة التى وفرت من مكة والتي وجدت في المدينة اختلافاً كبيراً كما نراه فى بلادنا فى القرن الماضى ما بين أهل الصعيد وأهل المدينة، مما أوجد الضجر لدى بعض الصحابة وطلبوا منه صلى الله عليه وسلم أن يسمح لهم بضرب نسائهم، من هنا جاء هذا التعجب ولم يأت لتقرير قاعدة، ولم يذكرها مستقلة قطاً فى صيغة تقرير قاعدة لا أمام النساء ولا أمام الرجال.
وهنا نقف برهة لكى نوضح الآتى: إن هذه المرأة هى التى تحمل الأنبياء والرسل والعلماء، والعظام من قادة الحروب والجيوش والساسة فى كل زمان ومكان، فكيف تربى كل هذه الكوادر وهى موسومة بعدم رجاحة العقل ونقصه وقلة الدين فانبرت هذه الصحابية وقالت يا رسول الله كيف نحن ناقصات عقل ودين، فكان رده صلى الله عليه وسلم أليست منكن من لا تصوم وتصلى الشهر كاملاً، هذا هو نقص الدين، فإن المرأة إذا غضبت من زوجها وفى حالة غضب أو دلال تقول له ما رأيت منك خيراً أبدا وهذا هو نقص العقل الذى يكمن فى حدة العاطفة التى تغيب رجاحة العقل.. خلاصة هذا الحديث الذى يردده كثير من الرجال أن هذا الحديث ورد فى يوم عيد وفى منهج التعجب وفي نوع من الملاطفة منه صلى الله عليه وسلم للنساء وللرجال الذين ضاقوا من تقليد المرأة المهاجرة للمرأة الأنصارية صاحبة الحضارة فى المدينة، فكانت هذه العظة بشكل فيه العتاب والتدليل والملاطفة للرجل والمرأة من قبل صاحب الخلق العظيم.
ساحة النقاش