سألتني  ابنة صديقتي، كيف تختار شريك حياتها، ما هي الصفات التي يجب أن تتجنبها، ورغم أن السؤال غريب إذ أننا لا يمكننا أن نختار بالمنقلة والفرجار، إلا أنني عددت لها صفات لو وجدت في رجل فهي تهدد وجوده، الكذب والنفاق والضعف وإفشاء الأسرار والجبن، كلها صفات تقطع للرجل تذكرة سفر بلا عودة، لأنها تختصره وتصغره إلى أن يقترب من الصفر.
القسوة وسوء الأخلاق وعدم تحمل المسئولية صفات تشنق الرجل دون أن تجهز عليه، فتجعله معلقا بين سفح الازدراء ودنيا التقبل.
العين الزائغة والتردد وقلة الطموح، خصال توتر وجود الرجل في عيوننا وتجعله كيانا مذبذب الإقامة داخل منطقة الاحترام.
معظم هذه العيوب يمكن إدراكها قبل الزواج، لكن أشياء كثيرة لا يمكن أن نخبرها إلا بالعشرة، لكنني قلت لها نصيحة، قلت لها اركبي معه في سيارته إن كان يمتلك سيارة وراقبي طريقته في القيادة، فهي الاختبار الأول الذي منه نعرف أسلوب الإنسان في التعامل مع البيئة المحيطة، وتعرفنا جزءا عن أخلاقه في تعاملاته.
****
أيها القلب المعذب، إنهم يحرقون سنابل الصبر الفضية في أرجائك ويقيمون الاحتفالات داخل بوتقة حزني، كفوا عما تفعلون، فقد تشرنق قلبي، تكوم داخل قضبانه العظامية تحول إلى قلب من الحديد المسلح يسكن تجويفا من أسمنت.
****
الصمت يثقب أذني والعتمة تبهر عيوني وبرد ديسمبر يحرق مسام جلدي المفتوحة كفوهات براكين، نبضات عروقي طبول تدق وتركض لتعلن شيئا لا أعرفه بل أشعره، فقط أشعره، شيء يقول أن نفسي ضدي.
ليتني أستطيع أن أحزم أحزاني وأشيائي المبعثرة داخل ذاكرتي، أحزمها وأهرب إلى حيث لا أجد إنسانا، ثم أهرب إلى حيث لا أجد مكانا، أريد أن أتوه بين أمواج بشر لا أعرفهم ولا يعرفونني، أحزم هزائمي وأرحل بعيدا
****
لماذا يذبحون الأشجار، ويظلون ساعات طوال يجوبون الأسواق بحثا عن أزهار بلاستيكية؟
****
فاتني وأنا ذاهبة إلى بحرك أن أحمل معي قورب نجاة أو حتى طوق مطاطي، فكل ما كان يعنيني وقتها أن أغرق فيك.