<!--

<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

 

حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية الدكتورة شهد 26 سنة طبيبة الإمتياز التى تنتسب إلى أسرة كلها أطباء الأب والأم والأخ الوحيد وهم قوم يتميزون بنظافة الخلق والتصرف وطيبة القلب حتى أن الناس يسمونهم ذوى القلوب البيضاء .

وقالت شهد إنها تعلقت بصداقة قوية مع ابنة خالتها أمل التي تعمل مدرسة بمدرسة أطفال وكانت تزورها محملة بالهدايا للأطفال الذين تعشقهم وقالت إنها قربت أمل منها كثيرا فهى تعتبرها أختها التى لم تلدها أمها وكانت تشترى لها كل احتياجاتها نظراً لظروف عائلتها المادية الضعيفة وكانت سعيدة بصداقتها .

ثم حدث أن خفق قلب الدكتورة الصغيرة إلى أحد زملائها الأطباء الشبان وكان مستوى أسرته الاجتماعى أقل كثيراً من مستوى أسرتها لكنها لم تبال بذلك الفارق وظلت تحبه من صميم قلبها لتفوقه فى عمله ونبوغه الذى يشهد به كل أساتذته وأيضاً لأنه كان يمثل لها النموذج الذى تحلم به للزوج المتدين المستقيم المتوضع المحترم .

وقالت شهد أيضا إنها بالطبع كانت تحكى عنه لصديقها ابنة خالتها وكانت الأخيرة حريصة على معرفة كل التفاصيل التى لم تكن تخرج عن مقابلات فى النادى وأحاديث ورحلات مع الزملاء والزميلات وتلميحات بالحب والمستقبل بينهما حتى تقدم لخطبة شهد زميل آخر وعدة عرسان من مهنة أخرى غير مهنة الطب !

وتستطرد شهد.. وجدت أنه من الواجب أن أضع حبيبى » عمر « فى الصورة ولو من بعيد وعندما هاتفنى وكان ذلك فى حضور أمل ابنة خالتى قالت له ما معناه أن العرسان يتسابقون على الاقتران بشهد ولا أدرى ماذا كان رده عليها فقد صمت لفترة ثم قالت له ..

نعم .. سوف أراك على انفراد لكى أضعك فى الصورة .

وسألتها .. لماذا قالت ذلك؟ قالت .. هو طلب أن يقابلنى لكى يشرح لى ظروفه؟

قلت لها .. ولماذ لا يشرحها لى أنا وأنا صاحبة الموضوع؟

قالت .. ربما يكون خجلا  » مكسوفاً «  منك .. عموماً سأقابله فى النادى وأحكى لك كل شيء !

******************************

وتستطرد شهد.. قلت لك أن القلب الأبيض كارثة والثقة فى الناس هكذا بدون حدود كارثة أيضاً وأن الطيبة وحسن النية غير مطلوبين فى هذا الزمان! باختصار يا سيدتى .. بعد المقابلة بين أمل وعمر لاحظت أنها بدأت تتباعد عنى ولا تبيت عندى مثلما كانت تفعل سابقا ولاحظت أيضا أن عمر صار متحفظاً معى على غير العادة، ومرت الأيام وشككت فى الأمر وقررت أن أضع حدا لشكوكى فذهبت إلى المكان الذى يحبه عمر على النيل فوجدتهما يجلسان فى حالة حب وغرام لا يشعران بالدنيا من حولهما حتى أنهما لم يلاحظانى إلا عندما جذبت أحد المقاعد وجلست معهما !

****************************

واستطردت أربد وجهاهما وقال عمر .. يا شهد أنا فين وأنتِ فين؟ أبويا صاحب محل بقالة وأمى ربة بيت لا تعرف القراءة والكتابة أما أنتِ فكل عائلتك فى العلالى أطباء وكبار مشهورين.. أما أمل فقد أطرقت برأسها وقالت: لا أنسى أفضالك علىّ لكنه الحب ! أحببته من أول نظرة.. آسفة !

واستطردت شهد .. أريد أن أقتلهما فقد خانانى هى وهو كان يمكن أن يقول لى ما قاله عندما ضبطهما معا لكنه كان يبادلنى المشاعر أو هكذا تهيأ لى ولا أعرف كيف استطيع الآن أن أعيش بدون حبيبى وصديقتى اللذين كان يملآن علىّ الدنيا؟

************************

 

يا دكتور شهد لا هى صديقتك ولا هو حبيبك! أنت التى بنيت لهما تلك الصورة الجميلة! وصدق الذى قال » اتق شر من أحسنت إليه« أعطيتها كل شىء حتى ملابسك وعواطفك، وأعطيته أحلامك وتغاضيت عن الفارق الطبقى بينك وبينه لكنه لم يحفظ لك ذلك .. انسيهما تماماً والله يرزقك من هو أحسن منه ألف مرة وهى لا تستهال حبك وعطائك انسيها تماماً!.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 587 مشاهدة
نشرت فى 15 ديسمبر 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,367,862

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز