<!--

<!-- <!-- [if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

 

 

 

 

عندما نتحدث عن أسباب التدهور الأخلاقي الذي أصاب المجتمع وجعل من الجريمة والإسفاف والابتذال والانحطاط مفردات الحياة المصرية تتجه أصابع الاتهام تجاه الدراما المصرية التي ساهمت بشكل كبير في حدوث هذا الابتلاء الذي نتحدث عنه، فعلي مدار العقود الماضية من عمر الدراما المصرية تحولت الأعمال الدرامية من مواد للمتعة البصرية والحسية والنفسية إلي أمراض اجتماعية فتاكة تعلم النشء من الأطفال والشباب سوء الأخلاق ونهج الفوضي والعنف بالمجتمع الذي يحيط بهم من خلال ما تقدمه من نماذج سيئة للبشر، وبدلا من أن تكون سببا للتعلم والتفكر والتفوق أصبحت آداة هدامة للفرد والمجتمع، كل هذا يحدث من جانب صناع الدراما بقصد أو بدون قصد الله أعلم بذلك، ولكن الشيء المؤكد الذي لا نختلف فيه هو أن الدراما هي المسئول الأول عن كل ما نعانيه من هذا الوباء الأخلاقي .

ولقد بحت أصواتنا وناشدنا الجميع مما يتحملون مسئولية الأعمال الدرامية من كتاب الدراما والفنانين أن يتقوا الله في مصر وأهلها وينأون بأنفسهم من هذا المستنقع الذي انزلقنا فيه، ولكن كنا كمن ينادي بمالطا لا أحد يسمع ولا أحد يجيب، وكان السؤال الذي يفرض نفسه علينا دائما أين دور الرقابة الفنية علي هذه الأعمال..؟ وكيف توافق علي مواضيع بكل هذا الفكر المنحرف وبها تلك المشاهد المزرية..؟ ولكن كانت تساؤلاتنا هذه تذهب أدراج الرياح ولا تجد إجابة لها!

ولكن لأن كل شئ تغير من حولنا، سياسات فاسدة مضت وسياسات مشرقة جاءت تحمل لنا الأمل والإصرار علي التغيير فكان لابد من أجهزة الدولة المعنية أن تقف بكل قوة أمام هذا الفساد الفني تحاربه من خلال موقعها وبما تملكه من سلطات ـ ليس من خلال قوانين جديدة نحن في حاجه إليها الآن، فالقوانين موجودة والحمد لله ولكن كانت الكارثة أنها لا تطبق ويتم التغاضي عنها بأساليب مختلفة ـ فكل ما نحتاجه في هذه المرحلة الحاسمة بحياتنا هي تفعيل القوانين وتطبيقها بكل حزم وقوة علي الجميع.

الغريب في الأمر أن صناع الدراما لا يرضيهم أن تطبق الدولة القانون ويحاولون لي ذراع الدولة في هذا الأمر، بالتهديد بعمل وقفات احتجاجية اعتراضا علي إصرار الرقابة الفنية علي تفعيل قوانين عملها بأن تشاهد حلقات العمل قبل عرضها حتي تعطي موافقة نهائية لها، في الماضي كان صناع الدراما يحصلون علي التصاريح اللازمة  ولا يعرضون الحلقات التي تم تصويرها علي الرقابة بعد ذلك، ويتم عرضها علي الشاشة مباشرة مما يخالف اللوائح والقوانين الرقابية و يساهم في خروج الأعمال الدرامية  بمشاهد خارجة وألفاظ سيئة وأحداث مسفة لا تتناسب مع المجتمع الذي نعيش فيه.

 موقف الرقابة الفنية ورئيسها د.عبد الشافي فتحي يستحق الإشادة والتقدير لأن هدفنا الأول الآن بناء دولة القانون، والتي لا مكان فيها لمن لا يحترم ويطبق القانون مهما كانت موقع  هذا الإنسان ومكانته، ومهما كان التهديد والوعيد من الفئات التي ضلت الطريق.. تحية تقدير لرئيس الرقابة الفنية ولكل مسئول يدرك حجم مسئوليته ويسلك الطريق القويم!                   

المصدر: نبيلة حافظ
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 680 مشاهدة
نشرت فى 23 ديسمبر 2014 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,832,826

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز