"الإعاقة ليست مانعا لتحقيق الذات والتفوق على الآخرين" حقيقة أثبتتها نماذج عدة من ذوى القدرات الخاصة على الرغم مما يعترى الأهل فى بداية الأمر من مشاعر صادمة أو محبطة، لكن مع مرور السنوات قد يثبت المعاق للمحيطين به بعد إلحاقه ودمجه بالمدارس العادية بتفوقه على أقرانه من الأصحاء، ما دفع العديد من الخبراء إلى المطالبة بتعميم تجربة الدمج على مختلف الإعاقات الجسدية.

لم تيأس سعاد محمد، ربة منزلمن نفور ابنها يوسف من المدرسة بسبب معاناته صعوبات في التعلم بل أصرت على علاجه ودعمه، وبعد عدة جلسات ومتابعات مع تخصصات مختلفة التحق بالمدرسة وأصبح كزملائه خاصة مع استيعاب مدرسيه وزملائه لحالته الصحية بل حقق تفوقا دراسيا على غيره من الأصحاء.

وتقول هيام وجيه، محاسبة بأحد البنوك: اكتشفت إصابة ابنى الأكبر بالتوحد وفرط الحركةعند بلوغه 3 سنوات، فبدأت فى علاجه وألحقته بمدرسة مع وجود شادو لمعاونته، وكان الجميع يتعجب من فكرة الشادو لأنها كانت جديدة لكننا أخذنا موافقة من وزارة التربية والتعليم عليها وهى ما ساعدته على التواجد وسط طلاب عاديين فالدمج ضرورى لمساعدة بعض أصحاب الإعاقات حتى يصبحوا طبيعيون.

التربية الخاصة

إذا كانت هذه بعض النماذج التى أثبتت نجاحا بعد دمجها بمدارس عادية فكيف يرى المتخصصون إمكانية دمج ذوى القدرات الخاصة؟ وهل يمكن تعميمه على مختلف الإعاقات؟ تقول د. زينب نبيل قطامش، مديرة أحد مراكز التربية الخاصة: يجب على ولى الأمر قبل التفكير فى إلحاق طفله من ذوى الاحتياجات الخاصة بالمدارس الخاصة أو الحكومية أن يدرك تماما الإعاقة التى يعانيها الطفل ودرجتها، فبالنسبة لمن يعانون من صعوبات فى النطق أو المكفوفن ومن تقل نسبة ذكائهم عن 70 % أو المصاب بإعاقة فى القدم أو اليد يمكن دمجهم وبسهولة جدا فى المدارس المصرية العادية دون أية مشاكل، لكن الصعوبة فى المصابين بالتوحد، وهنا أؤكد أنه قبل التفكير فى دمج طفل التوحد ينبغى أن يكون قد التحق بمركز أو مدرسة تربية خاصة يتم تأهيله خلالها اجتماعيا، لافتة إلى وضع الوزارة شروط لدمج ذوى الاحتياجات الخاصة وإجراء اختبارات لهم قبل دمجهم بالمدارس حتى الأن.

تأهيل مبكر

تؤكد سها سيد،مساعد مدير إحدى جمعيات الصم وضعاف السمع على أهمية التفرقة بين ضعيف السمع والأصم قبل التفكير فى دمجه، فالأول يمكن علاجه بزراعة قوقعة في الأذن أو استخدام سماعة وبذلك يستطيع صاحب هذه الإعاقة أن يندمج في المجتمع بسهولة، أما الأبكم والأصم فيجب إلحاقه بمدارس تعلم الإشارة  لأنه يصعب بل يستحيل دمجهم، لافتة إلى ضرورة التأهيل المبكر لضعاف السمع قبل إلحاقهم بالمدارس.

وعن إمكانية دمج الأكفاء بالمدارس خاصة بعد نجاح تلك التجربة بالمعاهد الأزهرية والجامعة فيقول فاضل متولي، رئيس إحدى جمعيات رعاية المكفوفين : يتم دمج الطلاب المكفوفين بمدارس الأزهر وجامعته منذ إنشائه، لافتا إلى أنه رغم إعاقته إلا أنه يعمل كمدرس حيث يشرح المواد للطلاب المكفوفين المدمجين بالمدارس العادية بطريقة "برايل"، مشيرا إلى تفوق الكثير من المكفوفين فى مجال الكتابة على الكمبيوتر.

تهيئة نفسية

يسلط د. أحمد علي مصطفى، أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس الضوء على أهمية تهيئة المدرسة قبل استقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلا: على القائمين على المدرسة أن يوفروا الجو المناسب لهؤلاء الطلاب لضمان نتائج إيجابية،فمن يعانى إعاقة جسدية في اليد أو القدم على المدرسة أن توجد له رياضة يمارسها كأقرانه الطبيعيين حتى لايصاب بالإحباط والاكتئاب عندما يراهم يمارسون هواياتهم وهو لايستطيع ذلك.

ويتفق معه فى الرأى د. عمرو نبيه، استشاري طب نفس الأطفال ويقول: قبل إدماج الأطفال المصابين بالتوحد يجب إجراء اختبار ذكاء لهم على أن يكون مستواه أعلى من المعدل المتوسط،كما يفضل تدريبه سلوكيا بمدارس التربية الخاصة أو أحد المراكز المتخصصة.

ويؤكد د. حاتم صبري، أخصائي الطب النفسي وعلاج الأعصاب على ضرورة أن يستطيع الطفل الكلام ولو بنسبة قليلة، وكذلك الحركة والتفاعل مع الآخرين، وألا تقل نسبة ذكاؤه عن 65%، موضحا أن الهدف الحقيقي من دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مساعدتهم على التعايش مع المجتمع أكثر من مجرد حصولهم على شهادة.

إجراءات استباقية

أما د. سناء رجب، أستاذة تطوير المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس فتقول: حرصت وزارة التربية والتعليم منذ إقرارها دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بمدارسهاعلى تدريب المعلمين وتأهيلهم للتعامل مع هؤلاء الطلاب، كما اتجهت العديد من المدارس الخاصة إلى إلحاق مدرسيها بدبلومات تمدهم بالأساليب التربوية التى تمكنهم من التعامل معهم بما لا يسبب لهم مشكلات نفسية.

 

وتقترح د. سناء بأن يتم تقسيم المدارس إلى ثلاثة فصول،الأول للمتفوقين وآخر للطلاب العاديين، بينما يخصص الثالث لذوي الاحتياجات الخاصة ، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون المدرسة مؤهلة لاستقبال مرافق مع الطفل كي يساعده في التحصيل الدراسي كل على حسب إعاقته،وأن تكون هناك حصص مشتركة للجميع وتوجيه للطلاب الأصحاء على كيفية التعامل مع أقرانهم من ذوى الاحتجاجات الخاصة حتى لا تحدث مشكلات نفسية بسبب الدمج.

المصدر: كتبت : سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1910 مشاهدة
نشرت فى 17 يناير 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,842,769

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز