محمد عبدالعال
لم يقتصر دور المرأة السيناوية على دعم القوات المسلحة فى حربها ضد أعداء الوطن فى الداخل والخارج وتقديم يد العون لهم، بل استكملت المعاصرات مسيرة الجدات فى تعمير سيناء ودفع عجلة الإنتاج لتحقيق ما ينشده أبناء أرض الفيروز من تقدم وازدهار من خلال مشروعات دعمن من خلالها الاقتصاد الوطنى ولفت الأنظار للتراث السيناوى.
"حواء" التقت عددا من رائدات الأعمال والخبراء الاقتصاديين للتعرف على أنشطة المرأة السيناوية ودورها في دعم الاقتصاد الوطني.
البداية مع يسرية محروس، أحد أعضاء الأسر المنتجة بجنوب سيناء والتى أكدت أن اهتمامها الأول كان تجميع المصنعين من مختلف الأماكن بالجنوب لتقديم أعمالهم اليدوية ومنتجات مشروعاتهم الصغيرة ومتناهية الصغر.
وتذكر أن بدايتها كانت من تصنيع ورق البردي الذى عملت فيه منذ نعومة أظافرها، ثم مجال الخزف، والذى انطلقت منه إلى تعلم الحرف اليدوية لتشترك بعدها في المعارض التى تنظمها الدولة.
وتقول إن تواصلها مع الأسر المنتجة بوزارة التضامن أتاح لها المشاركة بمعارضهم كمعرض ديارنا وتراثنا ما ساهم في زيادة الفرصة للبيع والشراء، موضحة أن جهاز المشروعات أتاح لها الفرصة للعرض بأوروبا والدول العربية.
أما عن طرق التسويق فتذكر صابحة إبراهيم، رئيس مجلس إدارة أحد الجمعيات الأهلية وإحدى المشاركات بمعرض تراثنا والتى تعمل صابحة على تشغيل وتدريب عدد كبير في الأعمال الخاصة بالزي السيناوي كالتطريز أنه يتم بدعم من الدولة والتواصل مع وزارة التضامن من خلال صندوق المشروعات متناهية الصغر عن طريق الجمعية الخاصة.
مصدر دخل
ورش التدريب والتأهيل ليست قاصرة على الفتيات، فبحسب تصريح منال أحمد زايد، رائدة أعمال وتمتلك ورشة تطريز بشمال سيناء فهي تمثل مصدر دخل للكثيرات من المعيلات اللائى ليس لديهن دخل ثابت أو عائل يتحمل نفقاتهن وأسرهن.
وعن الجهات التى تقدم لها الدعم وقريناتها فتقول: يقدم المجلس القومي للمرأة الدعم بشكل مستمر لى ولغيرى من أصحاب ورش التطريز أو كافة الأعمال اليدوية الخاصة بالمرأة من خلال الأعداد لتقديم المنتجات في مختلف المعارض وتسويقها.
مواجهة البطالة والتصدى للاحتكار
عن دور هذه المشروعات فى دعم الاقتصاد الوطنى يقول د. مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي: دور الحرف اليدوية والمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر مهم جدا في إعطاء قيمة مضافة للاقتصاد القومي، كما أن دور المرأة مهم للغاية في تلك البقعة الغالية من أرض الوطن، حيث يسهم فى تحصين بيئة الأعمال في المجتمع، فالمنتجات اليدوية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تقوم بها المرأة السيناوية بلا شك تحد من البطالة، فعلى سبيل المثال تربية أهل الريف للماشية والطيور وصناعة الألبان من قبل المرأة بالريف كان يحد من سيطرة التجار على السوق وكذلك ما تقوم به المرأة السيناوية من أعمال.
ويضيف: يقوم جهاز المشروعات الصغيرة وعدد من الجمعيات الخاصة بدور مهم في دعم أصحاب الحرف اليدوية ومن بينهم المرأة السيناوية من خلال المساهمة في إعداد المعارض والمساعدة في تقديم المشغولات الخاصة بهن والتسويق لها خارجيا وداخليا مثال معرض تراثنا وديارنا.
تمكين المرأة
يقول د. علي الإدريسي عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع: إن المكون الرئيسي للاقتصاد في دول كبرى مثل اليابان والصين قائم على المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والتي كان يتم بها تجميع الشرائح الإلكترونية يدويا بالمنازل وهو ما يعتبر نموذجا مقارنا لما تقوم به المرأة السيناوية من أعمال يدوية أو حرف تساهم في تعظيم الناتج القومي.
ويضيف: تتحرك الدولة بخطى سريعة نحو تمكين المرأة اقتصاديا ويأتي ذلك من خلال القوانين أو الدعائم التنفيذية وإتاحة التعاون مع الوزارات المختلفة كالتخطيط والتضامن بجانب مبادرة حياة كريمة ومنظمات عالمية كالبنك الدولي بغرض دعم المرأة السيناوية وغيرها في مختلف بقاع الوطن وإتاحة الفرص لمشروعاتهن للظهور، فلكل محافظة أو منطقة ما يميزها من حرف يدوية وصناعات تقوم بها المرأة، فعلى سبيل المثال في المناطق الساحلية بالمنزلة والمطرية كانت دائما ما تقوم المرأة بصناعة الشبك لصيد الأسماك، وفى دمياط تقوم المرأة بالمساعدة في أعمال كسوة الأثاث، وفي سيناء نموذج للعديد من الحرف اليدوية التي تقوم بها المرأة وتتميز بها كالمشغولات اليدوية والأعمال اليدوية وهو ما يظهر في معارض الأعمال اليدوية.
ودعا الإدريسي إلى تدشين أبلكيشن موبايل وموقع تدعمه الجهات الرسمية المشرفة على المعارض يكون متاحا طول العام، والتعاقد مع شركة شحن للترويج لأعمال المرأة السيناوية وقريناتها فى ربوع مصر طوال العام، على أن يكون الشراء عن طريق الأبلكيشن والموقع.
ساحة النقاش