كشفت أحداث 25 يناير 2011 عن وجه جديد للمرأة المصرية لم يعتده مجتمعنا من قبل منذ أحداث ثورة 1919 ، وكان مفاجأة بكل المقاييس للعالم الغربى الذى سيطر عليه اعتقاد بأن المرأة المصرية هى مجرد ظل للرجل، هذا الوجه للمرأة المصرية أعاد للأذهان مرة أخرى صورة دور المرأة المصرية عبر التاريخ من مشاركتها فى جميع الحروب والغزوات الإسلامية، وكانت تقف جنباً إلى جنب مع الرجل، وحطمت بذلك مقولة «وراء كل رجل عظيم امرأة » لأنها أصبحت بجانبه وفى أحياناً أخرى تكون أمامه، ولنا أن نفخر اليوم بحواء مصر التى تم اكتشافها مرة أخرى أثناء أحداث 25 يناير وما بعدها وحتى اليوم، ولولا الدور الذى قامت به هذه الحواء منذ اندلاع أحداث يناير وما أعقبها من فوضى عارمة اجتاحت البلاد، وعقب اختفاء الشرطة وانتشار البلطجية واختلاطهم بعناصر أجنبية لم يكن أحد يعلم من هم وما دورهم فى الأحداث آنذاك، ظهرت المرأة المصرية فى الصورة واستحوذت على جزء كبير منها، فكانت فى الميدان، وكانت فى الشارع أو الحارة التى يقع فيها منزلها تحميه وتدافع عنه ضد البلطجية والمسجلين خطر هى وأبناؤها وجيرانها، وكانت هى العنصر الحاسم والأقوى خاصة بعد إدراكها بعد أيام قليلة من الأحداث بالمؤامرة التى دُبرت ببراعة ضد مصر فى ذلك الوقت وما زالت مستمرة حتى الآن، ولا ننسى أن النساء كن وما زلن فى صدارة المشهد الانتخابى وشاركن بكثافة فى جميع الاستحقاقات السياسية لما تتمتع به من وعى كبير بطبيعةالمراحل الدقيقة التى مرت بها مصر منذ يناير 2011 وحتى الآن، ومن رغبتها أيضاً فى تحقيق الأمن والأمان والاستقرار لأسرتها ووطنها، وهو ما تحقق بشكل كبير منذ تولى الرئيس السيسى المسئولية، والذى أطلق على المرأة المصرية بأنها «أيقونة » العمل السياسى فى مصر، حيث إنها كانت فى مقدمة المشاركين فى الاستفتاء على الدستور المصرى الجديد، كما أنها شاركت فى الصفوف الأولى بثورة 30 يونيو، وكانت المحرك الرئيسى فى الانتخابات الرئاسية الماضية، خاصة وأنها تمثل 49 % ممن لهم حق الانتخاب فى مصر أى نصف المقيدين بقاعدة البيانات تقريباً، ولم يتوقف دورها عند التصويت فقط بل أيضاً دخلت إلى معترك الحياة السياسية والبرلمانية حتى استطاعت أن تحصل على مكاسب فى دستور 2014 ، والذى تضمن موادا داعمة للمرأة فى مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والذى يؤسس لعدالة اجتماعية حقيقية، لذلك نجد أن المرأة المصرية قد تصدرت للمشهد الانتخابى فى المرحلتين الأولى والثانية للانتخابات البرلمانية عام 2015 ، حيث بلغت أربعة أضعاف مشاركة الرجال حسب بيان اللجنة العليا للانتخابات، كما أنها كانت نقطة انطلاق فى مجال الحقوق والحريات، وقدمت أكبر مثال فى التضحية من أجل مصر فى مواجهتها الإرهاب، فقدمت الأب والزوج والابن والأخ فداءً للوطن، وهى على استعداد كامل دائماً لتقديم المزيد من التضحيات من أجل أن تحيا الأجيال القادمة حياة كريمة، تحية للمرأة المصرية فى جميع مراحل النضال التى خاضتها على مر العصور.. وتحيا مصر.
ساحة النقاش