لم تكن مجلة «حواء » بمنأى عن الأحداث السياسية التى مرت بها مصر بل حرصت على حشد النساء ليكن ضمن المشهد السياسى فى الثورات والانتخابات والاستفتاءات من خلال تبنيها وإطلاقها العديد من الحملات التى تهدف إلى توعيتهن بأهمية مشاركتهن فى رسم مستقبل الوطن واختيار قائده، واستكمالا لهذا الدور أطلقت المجلة حملتها «استعدى للانتخابات الرئاسية.. صوتك أمانة » لحث المرأة على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة لاستكمال مسيرة مصر نحو التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال الصالون الذى نظمته «حواء » برعاية الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال والكاتبة الصحفية سمر الدسوقى، رئيس تحرير المجلة، وبحضور نخبة من الشخصيات العامة والبرلمانيات والخبراء الاستراتيجيين، وعدد من الشخصيات البارزة والضيوف العرب، حيث بدأ الصالون بكلمة لرئيسة التحرير رحبت فيها بالحضور، مؤكدة أن المجتمع المصرى يعول على المرأة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة ويتطلع إلى مشاركتها الإيجابية كما سبقت وأذهلت العالم خلال الاستفتاء على دستور ٢٠١٤ ومن بعده الانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية.
كما أكد الكاتب الصحفى مجدي سبلة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال خلال كلمته على قوة العلاقة بين مصر ودولة الإمارات العربية ودور الشيخ زايد في دعم مؤسسة دار الهلال منذ أكثر من 20 عاما مؤكدا على أهمية دور المرأة في المرحلة المقبلة خاصة فى الانتخابات الرئاسية.
انتخابات فارقة
بعد ذلك انتقلت الكلمة إلى ضيوف الصالون، حيث ثمن اللواء د. محمود خلف، المستشار بأكاديمية ناصرالعسكرية دور المرأة المصرية خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة مرجعا أهميتها إلى عددة أسباب على رأسها الاستمرار فى محاربة الإرهاب الذى يهدف إلى استنزاف إرادة الشعب وثقته فى جيشه وشعبه، إلى جانب التصدى للضغوط السياسية والإعلامية التى يتعرض لها الوطن من مختلف الجبهات الداخلية والخارجية.
كما وجه رسالة طمئنة إلى جميع الحضور أكد فيها أن مصر تمتلك أقوى قوة مسلحة في الشرق الأوسط حيث تحتل الترتيب العاشر على مستوى العالم، قائلا: حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه مقاليد الحكم على إعادة بناء القوات المسلحة رغم انشغالها بمحاربة الإرهاب، ما أهل مصر لأن تكون لها الريادة فى المحيطين العربي والأفريقى، وهو ما يفسر شراسة العمليات الإرهابية التى تستهدفنا من وقت لآخر، لذلك فإن الانتخابات الرئاسية المقبلة ليست مجرد إجراء ديمقراطى لاختيار رئيس للبلاد لكنها انتخابات لدعم واستكمال المجهودات والمشروعات القومية التى ستحقق الرخاء لمصر، ما يستدعى تضافر كافة الجهود لحث المواطنين على المشاركة بها.
دعم الإنجازات
من جانبها أعلنت الشيخة د. هند القاسمي دعمها الكامل للدولة المصرية قيادة وشعبا خلال الكلمة التى ألقتها مؤكدة دعمها للرئيس عبد الفتاح السيسى على ما حققه من إنجازات منذ توليه الحكم، قائلة: نحن كنساء عربيات ندعم حملة استعدى للانتخابات الرئاسية والشعب العربى بأكمله يدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وعن كيفية التعامل مع سلبيات وسائل التواصل الاجتماعى وإمكانية استخدام المرأة لها فى توجيه الرأى العام من خلالها للمشاركة فى الانتخابات المقبلة، أشار اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية السابق إلى استغلال الجماعات المتطرفة والإرهابية وبعض الدول المعادية لتلك الوسائل للنيل من إرادة المصريين وعزيمتهم، من خلال تروج للشائعات، قائلا: لا شك أن المجتمع الافتراضى الذى أوجدته وسائل التواصل أفقدنا وجود المشاعر التى كانت تجمع بين أفراد الأسرة الواحدة، وإفقادها دورها فى ترسيخ العادات والتقاليد التى يتمتع بها المجتمع المصرى على مدار سنوات طويلة، داعيا الآباء إلى ممارسة الدور المنوط بهم فى تربية الأبناء وتنشئتهم على القيم والمبادئ التى اشتهر بها المصريون، مؤكدا أن الأسرة هى حائط الصد الأول أمام محاولات اختراق المجتمع وبث الأفكار المتطرفة فى عقول الشباب وتجنيدهم لصالح الجماعات الإرهابية، مثمنا دور المرأة فى بناء المجتمع، لافتا إلى أن مشاركة المرأة فى الانتخابات المقبلة تعد مؤشرا على مساندتها لمصر، مضيفا: أن المرأة المصرية تستطيع توظيف مواقع التواصل الاجتماعي فى المرحلة المقبلة فى حشد القوى الشعبية للمشاركة فى الانتخابات من خلال توحيد الإشارات واللجوهات التى تضمنها صفحات التواصل الاجتماعى بحيث تدعو جميعها للمشاركة.
حملة طرق الأبواب
جهود عديدة تبذلها جهات حكومية فى إطار تنفيذ استراتيجية تمكين المرأة التى أطلقها المجلس القومى للمرأة، وعن استعداداته للانتخابات الرئاسية المقبلة أكدت د. رانيا يحيى، عضو المجلس القومى للمرأة أن العمل على إطلاق العديد من الحملات لتوعية المرأة وحشدها فى الاستحقاقات السياسية دور من الأدوار الرئاسية المنوط به، لافتة إلى أن المجلس نجح فى تحقيق العديد من الإنجازات على أرض الواقع، مشيرة إلي إطلاق المجلس لحملة «صوتك لبكرة » والتى تتضمن مجموعة من الرسائل التى تهدف إلى حث المواطنين على المشاركة بفاعلية فى الانتخابات الرئاسية القادمة، ومن هذه الرسائل « انزلى وشاركى ، سمعى صوتك متقوليش صوتى مش فارق دا صوتك مش لازم يفارق، كونى إيجابية صوتك هيفرق فى حياتك وحياة أولادك اللى جايه، شاركى ارسمى طريق لأحلامك ما هو صوتك هو مستقبل أيامك، مستقبل مصر فى إيديكي، صوتك مستقبل أولادك، كملى المشوار، كونى القدوة لاولادك، صوتك انهاردا ليكى و بكره ليهم، المعركة مانتهتش مصر محتاجلك ، حكاية مصر أنت اللى بتكتبيها، صوتك كارت أحمر للارهاب
وقالت: أثبتت المرأة المصرية على مر التاريخ أنها سباقة وحصن أمان لبلدها، وحامي حقيقي للوطن منذ 2011 وحتى الآن، حيث مثلت حائط صد الأول أمام الهجمات التى تستهدف الوطن من خلال تضحيتها بالابن والأب والأخ والزوج للزود عن الوطن، ولم تكتف بالمشاركة فى الأحداث السياسية بل حرصت على حشد أفراد أسرتها حبا فى وطنها مصر، مشيدة بدور القوات المسلحة وجنودها البواسل الذين يضحون بأنفسهم فى حربهم ضد الإرهاب، داعية جموع الشعب إلى توحيد جهوده لدعم المشروعات التنموية التي دشنت خلال الأربع سنوات الماضية.
صعوبات
سجلت المرأة المصرية النسب الأكبر فى تاريخها النيابى فى برلمان 2015 حيث وصل عدد النائبات إلى 98 نائبة، فماذا قدمت هؤلاء النائبات للمرأة، وما الدور الذى يمكن لهن القيام به فى الانتخابات الرئاسية؟ قالت النائبة منى منير عضو مجلس النواب: تبذل البرلمانيات جهدا كبيرا لتقديم كافة الخدمات للمرأة المصرية، من قوافل طبية وخدمات تعليمية وحملات توعوية، فمن خلال تجربتى بالعمل النيابى قابلت العديد من الصعوبات فى مقدمتها قلة الوعي، حيث يعتقد البعض أن التوكيل يغنى عن التصويت في الانتخابات، بالإضافة إلى اعتقاد البعض أن عدم وجود مرشح منافس للرئيس يقلل من أهمية الانتخابات.
وأشارت إلى قيام عدد من النائبات بإطلاق حملات تجوب محافظات مصر لشرح أهمية المشاريع القومية التى أطلقها الرئيس، وعرض الإنجازات التى تحققت خلال السنوات الأربع لحكمه، فى مقدمتها إنشاء محطات كهربائية جديدة ببنى سويف والتي ساهمت فى القضاء على مشكلة انقطاع الكهرباء، إلى جانب توفير فرص عمل للشباب فى المصانع التى وجه الرئيس بإعادة تشغيلها، وحل مشكلة أسطوانات الغاز، وتوفير رغيف العيش، موضحة أن هذه الحملات لم تقتصر على المرأة المصرية فقط بل استهدفت فئة الشباب .
المرأة في الصعيد
"يحظى الرئيس بشعبية كبيرة خاصة فى صعيد مصر" هذا ما أكدت عليه النائبة منال سالم، عضو مجلس النواب عن محافظة سوهاج خلال كلمتها، وقالت: لمست المرأة الصعيدة خاصة والمصرية بصفة عامة الأمان عقب ثورة 30 يونيو وتولى الرئيس الحكم، فقد حقق الرئيس خلال الأربع سنوات الماضية أكثر مما كانت تتوقعه فى عدد كبير من المجالات، فالعالم أجمع يعرف جيدا مدى ما وصلت إليه مصر الآن من حرية والدليل على ذلك أنه أثناء زيارتى للبرلمان الأوروبى طلب منى نائب رئيس البرلمان أن أحمل رسالة شكرا للرئيس السيسي على المساحة الواسعة من الحريات وحقوق الإنسان التى تتمتع بها مصر رغم ما تواجه من إرهاب، ما يدل على أنهم يدركون حجم المخاطر التى تتصدى لها قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة.
وتابعت: إن استخدام الرئيس مصطلح عظيمات مصر فى جميع خطاباته الموجهة للمرأة يدل على مدى اهتمام الدولة بها، وإيمانها بأنها قوة محركة تعبر بالفعل عن نصف المجتمع، ما يدفعنا كنساء إلى دعم الرئيس فى الانتخابات المقبلة، خاصة بعد ما حققناه من مكتسبات فى ظل حكمه تمثلت فى صدور قانونى المواريث وتغليظ عقوبة الختان، إلى جانب توليها 6 حقائب وزارية، ومنصب محافظ.
أكبر كتلة انتخابية
ترى داليا زيادة، مديرة المركز المصرى للدراسات الديمقراطية أن المرأة المصرية هى أكبر كتلة انتخابية لم تتعرض لأى انقسمات منذ ثورة يناير وحتى الآن، مستشهدة بما سجلته المرأة خلال الانتخابات الرئاسية السابقة وفقا لما صرحت به الهيئة الوطنية للانتخابات حيث وصلت نسبة مشاركتها إلى ٥٤ %، كما عبرت بشكل حقيقى عن قوة تلك الكتلة خلال مشاركتها
فى الانتخابات البرلمانية بنسبة بلغت ٥٥ %.
وعن دور الإعلام خلال المرحلة الحالية تحدثت د. حنان يوسف، رئيسة لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة قائلة: على الخطاب الإعلامى أن يتعامل مع المرأة المصرية على أنها تصنع المجتمع، كما يفعل الرئيس فى خطاباته الموجهة للمرأة ما يجعلها تتفاعل مع كافة المواقف التى يدعوها الرئيس لدعمها لاستشعارها بمدى الاهتمام الذى حظيت به فى عهده، لافتة إلى أن صورة مصر بالخارج مرتبطة بحجم الحريات والتعامل مع المرأة فى الداخل، وأن الأنظار موجهة حاليا إلى ملف المرأة، وأنها تتوقع مشاركة كبيرة من قبل المرأة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة مواكبة لدعم وتقدير القيادة السياسية لها فى العديد من المحافل والمجالات وعلى الإعلام أن يبرز هذا بل ويدعم المرأة ويقدم صورتها بنفس الطريقة.
من جانبها طالبت الإعلامية فاطمة فؤاد وسائل الإعلام بتغيير الخطاب الإعلامى خلال الفترة المقبلة ليكون محفزا للمرأة والرجل للإدلاء بأصواتهم، والعمل على إعداد خطاب جيد يتفهمه جميع فئات المجتمع يهدف إلى كشف الحقائق واستكمال المسيرة خلال فترة الأربع سنوات القادمة، مشيرة إلى أن لجنة تقيم الأداء بالتليفزيون المصرى تقيم البرامج والتوجهات أثناء العملية الانتخابية بشكل محايد تماما.
ظهير استراتيجى
من جانبه أكد اللواء أسامة راغب، مساعد رئيس أكاديمية ناصر العسكرية أن المرأة المصرية تعد الظهير الاستراتيجى للدولة بجانبيه السياسى والشعبى، موضحا أن الحشد للانتخابات الرئاسية لابد أن يمر من خلال المرأة باعتبارها العامل الأول والمحفز على المشاركة لأفراد المجتمع، انطلاقا من أن الأم صاحبة الرسالة فى المنزل ومحيطها الاجتماعى، مؤكدا أن الرئيس السيسى انتهى خلال الأربع سنوات الماضية من تثبيت أركان الدولة المصرية والفترة القادمة تدخل الدولة المصرية مع قائدها مرحلة الانطلاق، وهو ما يتطلب من المرأة الاستمرار فى الدعم للدولة والمشاركة فى كافة المحافل السياسية.
توصيات
- تعظيم دور الأسرة خاصة المرأة فى مواجهة الشائعات التى تبث عن طريق شبكة الإنترنت.
- نشر الإنجازات والإيجابيات التى تقوم بها الدولة عبر وسائل التواصل الاجتماعى.
- طرح سيناريوهات جديدة فى الخطابات الإعلامية الموجهة للمرأة.
- محاورة الشباب والاستماع لآرائهم من قبل كافة الجهات المعنية لدعم مشاركتهم بصورة كبيرة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
- التركيز على مشاركة المرأة الصعيدية فى الانتخابات وسرعة استخراج بطاقات الرقم القومى لها.
- تدشين عدد من الحملات الأهلية لتوعية المرأة بأهمية الصوت الانتخابى والمشاركة فى انتخابات الرئاسة.
ساحة النقاش