ها هو يأتى يوم جديد للفالنتين، وما زلت أعيش بلا حبيب، لكن هل أترك نفسى فريسة لهلاوس الوحدة والحزن؟! أو أستسلم للقيل والقال وما يجلبه من إحباط؟!،.. حاش وكلا.. فمن حقى أن أفرح على طريقتى الخاصة، لذا ذهبت مع صديقتى للسينما وتناولنا الغذاء كنوع من الاحتفال بسنوات صداقتنا وعمق علاقتنا، ولما لا فالحب غير قاصر على المرتبطين عاطفيا، فنحن بحاجة للاستمتاع بكل أنواعه سواء مع أصدقاء.. أهل.. جيران أو حتى زملاء .. وأنتِ .. هل تربطين سعادتك بطرف آخر، وكيف تحتفلين بعيد الحب؟! .. فكرى واقرئى معنا الآتي..
تقول نيرمين على (25 سنة) فى عيد الحب أهدانى والدى علبة من الشيكولاتة المفضلة لدىّ وكانت مفاجأة بالنسبة لي فلم يكن في حياتي أي ارتباط عاطفي، وقتها شعرت بقيمة الحب والأسرة وقررت أن تكون تلك فرصة لزيادة التقارب بيننا.
مع نفسي!
أما أمل حلمى (30 سنة)فتحتفل بطريقة مختلفة تقول: لأنني غير مرتبطة عاطفياً، احتفلت بعيد الحب مع نفسي، فذهبت لتناول الغداءبمطعمي المفضل وبمجرد دخولي أهداني أحد العاملين وردة باعتباري من الزبائن المميزين لديهم، ولا أنكرسعادتي بتلك الهدية البسيطة التى قررت أن أهدي كل أصدقائيمثلها كنوع من التعبير عن حبي لهم.
طاقة احتواء
احتفل بعيد الحب بزيارة أهلى وقضاء اليوم معهم .. هكذا بدأت رندا محمود (40 سنة) حديثها وأضافت:أناأرملة وليس لدى أبناء وبالتالى يكون عيد الحب مع والداي وأخواتي وكم أشعر بالسعادة فيهذا اليوم لأنني مشغولة طوال الوقت بالعمل،فانتهز فرصة هذا الفالنتين لأكون بجانبهم واستمد منهم طاقة الحب والحنان التى احتاجها.
أوجه الحب
الحب لا يرتبط برجل، والسعادة ليست قاصرة على الارتباط العاطفي.. بهذه العبارة بدأت الكاتبة الصحفية هالة البدري حديثها واستكملتيمكن للجميع الاستمتاع بعيد الحب وإيجاد السعادة سواء كان مرتبطا أو سبق ومر بعلاقة غرام وانتهت.. فعلى هؤلاء البحث عن إسعاد أنفسهم دون النظر للماضيأو التحسر على وضعهم الحالي.. فكم من مرتبطين يعانون الوحدة والتعاسة، وكم من عزاب ينعمون بالفرحة وحب الحياة..فالسعادة قرار يصل إليه الشخص حين يدرك حقيقة دنياه فيشعر بقيمتها والنعم التي لديه.. فالحياة في حد ذاتها نعمة علينا الاستمتاع بها..وأدعو الجميع لانتهاز فرصة هذا العيد لتذكركل قيمة أو شخص له معزة في القلب.. فالسعادة لن تأتي إلينا إن لم نبحث نحن عنها.
وتشير الكاتبة شهيرة سلام إلى أوجه عدة للحب والاحتفال بعيده منها المشاركة في الأنشطة الخيرية وإسعاد الآخرينما ينعكس إيجاباً على حالتك النفسية، تربية حيوان أليف لتشعرين معه بالحب، الاستمتاع بقضاء وقت خاص مع نفسك بالتنزه والتسوق ، وجميعها أشياء تجلب الفرحة..فهناك أزواج وزوجات يعانون الوحدة رغم وجود طرف آخر في حياتهم، فلم يعرفوا يوماً ماهية الحب ولا كيفية الاحتفال به، وهؤلاء حقاً هم من يستحقون الشفقة!.
مفاهيم خاطئة
وإذا كان هناك عزاب يعيشون الفرحة، فإلى أي مدى يؤثر المجتمع في نظرتنا للحب وطريقة الاحتفال به، وكيف نسعد أنفسنا حال عدم إيجاد نصفنا الآخر؟!
تقول الدكتورة وفاء سمير خبير علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية:للأسف، بعض المعتقدات والمفاهيم المجتمعية البالية تربط الفرحة بالزواج فقط، ما ينعكس سلباً على غير المرتبطين عاطفياً.. وأضافت أن هناك نظرة ضيقة فيما يتعلق بالاحتفال بعيد الحب الذى هو رسالة للاحتواء والحنان والعطاء للآخرين ولا يقتصر على شعور معين بين رجل وامرأة بل هو مفهوم أشمل وأعمق.. فهناك حب الوطن، العمل، الأسرة.. كذلك حب الهوايات والمشاركة في العمل العام، فمن يمتلك كل أو بعض أشكال أي من الحب السابقة حتما ينعم بالسعادة سواء كان مرتبطا أو لا.
وتتفق سالى حسن مدربة تنمية بشرية وأخصائية إرشاد أسرى وتربوي مع الرأي السابق وتتساءل، لماذا يختصر البعض هذا العيد فى هدية أو أغنية معينة لحبيب أو حبيبة رغم أننا بحاجة لهذه الطاقة الإيجابية التى يمنحها إيانا الشعور بالحب، لنعطيها للآخرين ومعها نتعلم أن نحب أنفسنا ونتصالح معها وبالتالى نعرف الطريق لإسعادأنفسنا دونانتظار طرف آخر يتحكم في مشاعرنا.
وتابعت: علينا في هذه المناسبة السعيدة أن نشارك فرحتنا مع الأهلوالأصدقاء أو المدرسين القدامى بإرسال التهاني والورود ولا نلتفت لأي انتقادات يوجهها الآخرون لمن يحتفل بدون حبيبونتجاهل تلك الطاقة السلبية التي يصدرونها إلينا بتعليقاتهم المحبطة.. وأذكر أنواعا مختلفة من المحبين منهم محبيالجمال الذين يقدرون عشق الطبيعة والحيوانات الأليفة التى قد تشاركنا وتخفف عنا قسوة الحياة أحيانا، فكيف بعد كل هذا لا يكون هناك ألف طريقة وطريقة للاحتفال والابتهاج بعيد الحب وإن كان ليس لدينا عاشق، لذا أقول لكل قراء "حواء" املئوا قلوبكم بالحب وعبروا عن مشاعركم لمن حولكم دون تردد، فالكلمة الحلوة هي خير معين لتحمل صعوبات الحياة وهذا هو الاحتفال الحقيقى بعيد الحب.
***
لتجنب الصدمات العاطفية
هل يمكن أن ندخل الحب ونخرج منه بسلام دون أن نفقد الفرحة حال عدم اتمام ارتباطنا؟!،.. هذا ما تحدثنا عنه الدكتورة الزهراء رفعت خبيرة التنمية البشرية قائلة: رغم صعوبة خروجنامن تجربة عاطفية فاشلة بسلام إلاأننا نحتاج أن ندرب أنفسنا على تقبل احتمالية الفشل منذ بداية العلاقة أي نتحلى بالشجاعة لتقبل هذه النهاية دون الالتفات إليها مرة أخرى وتضيففي حالة انتهاء أى علاقة عاطفية لابد من استرجاع كل المشاعر الإيجابية التى اكتسبناها خلال مرحلة الحب وذلك حتى تكون دفعة ومعينة لنا لتخطى انتهاء هذه العلاقة ، ولا نسمح لأنفسنا بأن نكون فريسة سهلة للاكتئاب والانعزال بل نخرج من هذه العلاقة بأقل الخسائر النفسية والمعنوية وذلك عن طريق تعديل أسلوب حياتنا لخلق الجديد والبدء في نشاطات مختلفة تستوعب كل أوقاتنا فلا يكون لدينا أي وقت فراغ يتسلل منه ذكريات الماضيكما أن لقاء الأصدقاء القدامى أمرمهم جدا في التخفيف من أحزاننا فضلاً عن الدخول في علاقات اجتماعية جديدةحتى نغلق باب التفكير فيما انتهى أمره، وأخيراً، التوازن بين العقل والقلب مهم جدا أثناء العلاقة العاطفية لأننا فى وقت ما نحتاج لإعمال العقل أكثر من سيطرة العاطفة كي لا نتعرض لصدمة تفقدنا توازننا.
ساحة النقاش