حكايتي عن بهية المصرية التي يلقبها المجتمع بألقاب مختلفة.. منسوبة لهذا الرجل الذي اقترب منها ليمنحها الحياة ويهبها اللقب أو يسلبها إياه.

فكل لقب يعطيه المجتمع للمرأة منسوب لذلك الرجل بشكل أو بآخر.. وفي النهاية فإن هذا المجتمع لا يحترم سوى لقب امرأة متزوجة.. في الغالب بدون تقييم لشخصيتها وأخلاقها وقيمها ومبادئها وتصرفاتها.

فمجرد وجودها خلف رجل تتزوجه يحميها من الكثير من الأقاويل ولا يضعها في مواقع الشبهات.

فهذه الفتاة- عانس لم تتزوج - حتى لو كانت طبيبة أو مهندسة أو سفيرة فهذا لايعفيها من مواجهة المجتمع بهذا اللقب.

وهذه الأخرى فاسخة.. فسخت خطبتها لعدم توافقها مع خطيبها أو لأي سبب آخر يضعها في مواجهة مع المجتمع عن أسباب فسخ هذه الخطبة.

أما هذه المرأة فهي مطلقة توضع تصرفاتها وأفعالها تحت المنظار.. ليس هذا فقط ولكن البعض يرى أنها امرأة سهلة المنال من الممكن عمل علاقة معها بسهولة, فهي بلا رجل حتى لو كانت مطلقة وتعول, فإن هذا لا يعفيها من مواجهة المشاكل..

حقيقة ارتفعت نسبة المطلقات المعيلات داخل المجتمع ولكن هذا لم يجعل المجتمع يتعامل معها بشكل مختلف أكثر إيجابية مما سبق.

وأي عريس داخل مجتمعنا يتقدم لأي امرأة في الغالب يحمل فكرا مشوها لتقاليد وعاداتمترسخةبداخلهفيسأل هل هذه الفتاة سبق لها الخطبة أي هي فاسخة؟

 أم سبق لها الزواج؟وهل كان لها أي علاقات سابقة؟ولو سنها تعدىالعشرينات يسأل لماذا لم تتزوج؟ كل هذه الأسئلةوقد يكون هو مطلقا أو أرمل أولديه علاقات متعددة أو حتى متزوج بأخرى أو أكبر منها بسنوات. 

وما أريد أن أتحدث عنه أليست الحياة بحريةحق.. أليس الحب والزواج والانفصال أبسط حقوق الإنسان سواء كان رجلا أم امرأة طالما أنه لم يفعل مايشينه أويقلل من شأنه. 

لماذا يضع المجتمع المرأة دائما في وضع منقوص لايكتمل إلا بوجود رجل يساندها.

أليس من حق المرأة أن تقيم من خلال ماتفعله في حياتها حقيقة وليس من خلال لقب يوصفها وصفا معينا ويجعلها ترفع لسابع سماء أو تخفض لسابع أرض. 

ألم يحن الأوان حتى الآن أن نتخلص من هذه الأفكار البالية المشوهة تجاه النساء والفتيات ونرفع أيدينا عنهن ولا ننصب أنفسنا قضاة نحاكمهن على أقدار قد لايكن سببا فيها بشكل أو بآخر.

المصدر: بقلم : إيمان الدربي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 771 مشاهدة
نشرت فى 14 فبراير 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,840,458

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز