لا أتصور أن يجرؤ أى مواطن مصرى شريف على تحريض المصريين على مقاطعة الانتخابات الرئاسية التى ستُجرى فى مارس المقبل، ولا أتصور أن تصدر هذه الدعوة المغرضة من داخل الوطن من أشخاص ليس لهم أى ظهير شعبى فى الشارع المصرى، بل إنهم أُناس تعيش فى أبراج عالية غير عابئين بمعاناة الشعب المصرى طوال السبع سنوات الماضية، من جراء محاربة الإرهاب من جهة، ومن الآثار التى خلفتها القرارات الاقتصادية الصعبة الأخيرة من جهة أخرى، وكأنهم يستكثرون على الشعب أن يتنفس الصعداء، وأن يفرح بالحراك الأمنى والاقتصادى والتنموى الذى صار جلياً للجميع، ناهيك عن أن هذه الدعوات بالمقاطعة مخالفة للقانون والدستور، وتُعرض أصحابها للمساءلة القانونية طبقاً لقانون مباشرة الحقوق السياسية الذى حدد عقوبات للامتناع عن مباشرة الانتخابات تتراوح بين الحبس من سنتين إلى خمس سنوات،ولأننا فى دولة القانون منذ 30 يونيه 2014،وجب التحقيق مع هؤلاء المحرضين، مع الوضع فى الاعتبار أن مثل هذه الدعوات تُسيء إلى مصر وصورتها وقيادتها السياسية المخلصة فى الخارج، والمستفيد الوحيد من هذه الدعوات التحريضية هؤلاء الذين يقفون خلف الإرهاب بالتمويل والتخطيط للنيل من مصر، لذلك يجب أن يعلم الجميع أنه ليس هناك ما يسمى بأن الانتخابات الرئاسية محسومة لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسى، لأن مثل هذه الدعوات الخبيثة تحمل فى طياتها دعوة لحث المواطنين المصريين على عدم النزول للتصويت فى الانتخابات لتظهر النتيجة - أياً كانت - بنسبة حضور ضعيفة جداوهو ما يعنى أن المصريين رافضين لها، بينما فى المقابل هناك دعوات أخرى عادلة وقوية جدا للشعب المصرى تنادى بضرورة المشاركة والنزول لمنح أصواتهم لمن يرونه الأصلح، وتحث على ممارسة حقوقه السياسية التى كفلها له الدستور، وهذه الدعوات العادلة سواء التى يقودها المجلس القومى للمرأة أو نواب البرلمان أو وسائل الإعلام الوطنية المختلفة، أو التى تفرضها طبيعة المرحلة الحاسمة التى يمر بها الوطن الآن، كل ذلك هو الذى سيتولى مواجهة هؤلاء الفشلة من دعاة مقاطعة الانتخابات،لأن مجرد ارتفاع نسب المشاركة كفيل بالرد الحاسم على كل هذه الدعوات الباطلة، باختصار أصحاب الدعوة الخبيثة هم بلا وزن سياسى، وليس لهم أى تأثير، وليس لديهم مشروع سياسى متكامل يستطيعون به إقناع الناس على الأرض بقدرتهم على إدارة البلاد، فهم بلا أى تأثير فى أوقات الأزمات التى مرت بها مصر منذ يناير 2011 وحتى الآن، أما الأغلبية الكاسحة من المصريين الشرفاء التى قبلت بشرط البطل الذى حمل روحه على كفه وأطاح بجماعة الإخوان الإرهابية، وتحملوا معه إجراءات الإصلاح الاقتصادى الصعبة، هى الأغلبية التى فشلت الأقلية المشوهة سياسياً واجتماعياً أن تقنعها بدعوات مقاطعة الانتخابات أو نشر الإحباط أو تشويه الإنجازات التى تم تحقيقها فى السنوات الأربع الأخيرة، مرة أخرى، لن يهزم هؤلاء الفشلة الأغلبية المخلصة الوطنية الواعية وستتم الانتخابات الرئاسية المصرية على أكمل وجه بإذن الله.. وتحيا مصر.
ساحة النقاش