إلى حواء، صفحة يحررها قراء حواء.. أرسلوا لنا تعليقاتكم، آراءكم، وإبداعاتكم المختصرة شعرا ونثرا.. ناقشوا ما قرأتموه عبر صفحاتنا أو قدموا اقتراحاتكم و شاركونا أفكاركم. و ذلك عبر الإيميل : [email protected]
قرأت مرة عن سيدة ثرية مسنة، اضطرتها الظروف لاستقلال سيارة أجرة في وقت متأخر من الليل, ولما نظرت حولها لم تجد إلا سيارة وحيدة سائقها يبدوا مهموما أو غاضبا، فخافت منه, وحين سألها لماذا تتردد في الركوب ادعت أنها مفلسة خوفا من أن يفكر في سرقتها, لكنه قال لها إنه سيوصلها وتستطيع أن ترسل إليه المال في أي وقت، وإذا لم تستطع فهو لا يريد منها شيئا.
السيدة ركبت معه وظلت خائفة منه حتى وصلت المكان الذي تريده، وحدثت نفسها "لقد أسدى لي معروفا وأنا أخاف منه، ليس معقولا", وقالت له: يا بني لقد تذكرت إن معي بعض النقود، فكم تريد أجرا؟ فأجابها: لا أريد منك مالا، لكن أجري أن تفعلي الخير عندما تستطيعين ذلك، وتركها ومضى في طريقه.
بعد عدة أيام شاهدت السيدة الثرية في أحد المطاعم نادلة شابة على وشك الولادة, سألتها لماذا لا ترتاح؟ فأجابت: زوجي فقير ونحتاج المال من أجل الطفل.
حين غادرت السيدة الثرية المطعم، وجدت النادلة رسالة تحتوي مبلغا كبيرا من المال ورسالة تخبرها بأنه هدية من أجل طفلها، وأن ذلك جزء من أجر سائق تاكسي أسدى إليها معروفا وطالبها بأن تفعل الخير متى استطاعت.
المفاجأة أن النادلة هي نفسها زوجة سائق التاكسي.. فهل هي مصادفة أم أنه عمل الخير الذي لا يضيع!
كوثر مصطفى - بنها
ساحة النقاش