"ولو خيرت في وطن.. لقلت هواك أوطاني.. ولو أنساك يا عمري.. حنايا القلب تنساني ..إذا ما ضعت في درب ففي عينيك عنواني"، جميل أن تتخيل الحب وهو أسمى غريزة بجانب حب الوطن، ورائع أن يكون حب الوطن عنواناً للحب، ومن الإبداع أن يتخيل المحب محبه كالوطن فيقول هواك وطنى أو أوطاني، وكأن الوطن هو قاسم مشترك، وهو أسمي حب، وأغلى اختيار، وجمال الوصف يضعنا بين حقيقة راسخة تؤكد أن حب الوطن مهما تخيره المحبون هو أسمى وأرقى، وأعمق، فالقلب في لغة العشق هو الوطن، والعين هى السكن والعنوان، ويبقي الوطن متربعا فوق كل هؤلاء، فهو الحضن، وهو الملاذ لكل من اغترب ولو قليلاً، ليبقى في النهاية هو العنوان!!؟ اطمئنوا لن يبقى الوطن عنواناً، إلا لمن يعشق تراب هذا الوطن، ولن يفرط محب في حبة رمل كانت بالنسبة له عنواناً، فمن يحب لا يعرف الخيانة، ومن عشق تراب الوطن يقتل كل من أراده بسوء، وما يحدث في سيناء هو حالة عشق في حب هذا الوطن، هم رجال ارتدوا أكفانهم، ولا سبيل لديهم سوى الجهاد في سبيل الله، والحفاظ على أرضهم، و الثأر ممن قتلوا إخوانهم من خير أجناد الأرض، وهم يؤدون حق الوطن في الدفاع عن أرضه، وعرضه، وكرامته، ليقولوا للعالم كله، نحن خير أجناد الأرض الذين نرفع راية الحرب ضد الإرهاب، وأعوانهم، لتطهير أرضنا دون مساندة من أحد، أو جلب جيوش دول أخرى أو ميلشيات مأجورة للحرب معنا، لأننا تعلمنا من أجدادنا أن حب الوطن فرض، وأن تراب الوطن غال، ونشيد علمنا يقول" بلادي بلادي بلادي، لك حبي وفؤادي"، قد تكون صدفة أن تأتي العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨ هذا العام بالتزامن مع عيد الحب، ولكن من المؤكد أن هذه العملية الشاملة كانت رسالة حب من أبناء هذا الوطن لأمهات الشهداء الذين اعتصرت قلوبهم حزناً على فلذات أكبادهم، رسالة حب أطلقها جنود الحق في كافة حدود الدولة والاتجاهات الاستراتيجية ضد أعداء الوطن، في الداخل والخارج ليقولوا هذا موعد القصاص للشهداء، وتطهير أرض هذا الوطن ممن استباحوا دماء المصلين يوم جمعتهم، وممن قنصوا واغتالوا بعبواتهم الناسفة الجنود البواسل من أبناء الوطن سواء في الجيش أو الشرطة، واهمين أن مخططاتهم على إقامة إمارة لهم في سيناء ستحقق تنفيذاً لأجندات من زرعوهم في سيناء الطيبة لإسقاط مصر وتقسيمها، مثلما فعلوا في دول أخرى، شردوا أهلها في كل بقاع الأرض، واغتالوا أطفالهم ونسائهم.
إن العملية الشاملة في سيناء والتى بدأت ولن تنتهى سوى بتنمية سيناء واستقرارها، سوف يتم تدريسها في كل دول العالم، كيف ضحى الأبطال من أبناء مصر في فترة عصيبة من أجل أن يبقى هذا الوطن، كيف صنع أبطال مصر مجداً جديداً مثل مجد أكتوبر على أرض سيناء الحبيبة؟ كيف فعل المصريون في قوى إرهاب أسود ما فشلت فيه دول عديدة، برجالها الذين تعلموا أن حب الوطن والشهادة في سبيل الله والحفاظ على تراب الوطن، وسلامة أراضيه هو أسمى أمانيهم، وأن إسرائيل وأمريكا مهما فعلوا، أو صدروا لنا أي مواجهات عن طريق دواعشهم أو مأجوريهم لن ينالوا شبراً من تراب مصر، فلن ينسى الأبطال الشهيد المنسي وأخيهم الشهيد أبانوب، ولا إخوانهم الذين ضحوا بدمائهم في حب هذا البلد الذي ذكره الله عز وجل في كتابه الكريم، إنها بلد الأمن والأمان .
اطمئنوا ..فمصر ستبقى آمنة بحفظ الله، وحب رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، واسأل كل من تحدثوا وتلامزوا عن تسليح الجيش المصري خلال الأربع سنوات الماضية، وكانوا لا يروا أهمية فى هذا الوقت لإعادة تسليح هذا الجيش، هل عرفتم الآن لماذا تم تسليح الجيش المصري بأحدث الأسلحة؟ وهل شاهدتم المعجزة التى صنعها الرئيس في جعل مصر قوة كبرى، جوا، وبرا، وبحرا في هذه الفترة العصيبة التى كنا نحارب فيها الإرهاب بالتوازي مع التنمية والمشروعات القومية، وهل كانت مصر ستنجوا من مخططات الغرب وهى دولة ضعيفة لا قوة لها، وهل كانت ستمتلك قرارها، وتلجأ إليها دول العالم للتدريب مع جيشها، وضخ الاستثمارات ما لم تكن دولة قوية ذات سيادة، إنها مصر، وستبقى مصر، درة الشرق، وعلى باب مصر ستتحطم كل الأيدلوجيات التى تنتهج نهب الأوطان، وتقسيمها؟، وأخيراً، فلن يبقى الوطن، إلا لمن أحب هذا الوطن، وسيبقي خير أجناد الأرض هم من يطبقون أسمى آيات حب الوطن، بالذود عن تراب وطنهم الغالي، مضحين بدمائهم، وبكل نفيس وغال من أجل أن يبقى الوطن في أحضانهم، وعندما قصدت أن أبدأ حديثى إليكم بقصيدة العشق هذه، لأنى وجدت أن العشاق في حبهم لم ينسوا أن يدرجوا الوطن كقيمة غالية كعنوان مشترك للحب، ولأن حب الوطن غال، شبهوا حبهم العظيم بالوطن الذي هو السكن والعنوان، ليبقى الحب دائما هو الأسمى، وحب الوطن هو السكن، وهو العنوان .
ساحة النقاش