دون مقابل أو صفقات ساندت المرأة المصرية وطنها لتثبت بين الحين والآخر وفائها لهذا البلد وعشقها لترابه، فمع الصيحة الأولى لأي نداء لبت الدعوة مؤكدة استعدادها للتضحية بكل غال وثمين من أجل الدفاع عنه، ولتضرب أروع الأمثلة فى الانتماء والمواطنة، وقد بدى ذلك جليا بمسارعتها للتبرع لصندوق تحيا مصر لتنمية سيناء استجابة لدعوة الرئيس التى أطلقها فى مبادرة "سيناء غالية علينا"، المرأة المصرية وسيناء الحبيبة مسيرة من العطاء والتضحية.
على الرغم من أن زيارة بيت الله الحرام وقبر نبيه - عليه الصلاة والسلام - غاية كل مسلم خاصة بعد تقدمه فى السن وقرب أجله، إلا أن تلبية نداء الوطن عند الاستشعار بحاجته إلى كل مواطن لم تقل أهمية عن العمرة لدى الحاجة سيدات إسماعيل التى ضربت أروع الأمثلة فى دعم بلدها ومساندته بكل ما تملك، وهي تكلفة عمرتها لخير بقاع الأرض مكة التى ظلت لسنوات تحلم بزيارتها والتمتع بالنظر إلى مرقد الرسول.
لم تبخل "سيدات" بالأربعين ألف جنيه التى كانت تدخرها لأداء فريضة العمرة، بل أجلت عمرتها وسارعت لتلبية نداء وطنها عندما أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى مبادرة تنمية سيناء لتستحق وبجدارة لقب "عظيمات مصر" والذى أطلقه الرئيس على مثيلاتها ممن قدمن القدوة والمثل لسيدات هذا الوطن.
"احنا مش أقل من اللى بيضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن"، بهذه الكلمات أعربت الحاجة سيدات عن امتنانها بما تقدمه القوات المسلحة من تضحيات فى سبيل تطهير سيناء من رجس الإرهاب قائلة: "ولادنا بيقدموا أرواحهم للدفاع عن سيناء، فتبرعنا بكل ما نملك لا يساوى شيئا أمام هذه التضحيات"، ليستقبلها الرئيس استقبال الرؤساء بقصر الاتحادية مقبلا يدها ورأسها امتنانا فى إشارة إلى عظمة المرأة المصرية لتغادر القصر تاركة له مقولتها الشهيرة: إنت سيف الله المسلول، وربنا مش هيغمد سيفك إلا بالنصر، إنت منصور، ربنا يحميك وينصرك على من يعاديك".
ذهب السيدة فتحية
لأن المصرية دائما منبع العطاء وساحة لا تخلو من تقديم التضحيات، فزعت السيدة فتحية إسماعيل يوم أن سمعت صوت قائدها يناشد المصريين لتقديم الدعم لإعمار سيناء حاملة كل ما تملك من حطام الدنيا "ذهبها ومبلغ عشرة آلاف جنيه" دون أن تفكر فيما يخبئه الزمن من ظروف وأقدار، مؤثرة تلبية نداء وطنها عن تأمين مستقبلها.
"دم الشهيد أغلى من ذهبي" كلمات للسيدة فتحية عبرت خلالها عن عظمة المرأة المصرية وعدم تخاذلها عن دعم الوطن وقت الحاجة لتثبت أن سيدات هذا الوطن هن عموده الفقري وحائط الصد الأول لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الشعب خاصة المرأة.
لم تفكر السيدة فتحية في احتمالية أن يمنعها ابناها من التبرع بذهبها الذى يبلغ قيمته 260 ألف جنيه ومبلغ نقدي عشرة آلاف جنيه لصندوق تحيا مصر من أجل إعمار أرض الفيروز التى ارتوت بدماء المصريين المخلصين، فقد ربتهما على حب الوطن "ولداي مش أقل وطنية مني، فالأول كان ضابطا بالجيش والثانى أدى خدمته العسكرية بعد تخرجه فى الجامعة"، مؤكدة أن تراب هذا الوطن أغلى من أي ذهب "لو البلد راح مش هتنفعني مشغولاتي.. وتراب بلدنا أغلى من أي دهب" ليكون تقديم الرئيس عبد الفتاح السيسى التحية لها خلال استقبالها بقصر الاتحادية بمثابة تقدير لتضحيتها ومشاركتها فى تنمية سيناء الحبيبة.
يوسف .. طفل بـ 100 راجل
لم يقتصر حب مصر على سيداتها ورجال أعمالها بل وجد طريقه إلى قلب طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره، أعجب بالرئيس عبد الفتاح السيسى بعد رؤيته على شاشات التليفزيون ما أشعل شرارة الوطنية والانتماء بداخله، تمنى حضور افتتاح قناة السويس الجديدة والوقوف بجوار الرئيس لكن القدر لم يحقق أمنيته فظل يجمع العملات المعدنية التى تحمل شعار القناة ويدخرها فى "حصالته" الخاصة ما جعل والده يعتقد أنه يدخرها لشراء لعبة أو ملابس جديدة.
يوسف أحمد إسماعيل، طفل بـ 100 رجل، حبه للرئيس السيسى كان سببا فى وعيه بظروف الدولة ودافعا لتبرعه بكل مدخراته - ثلاثة آلاف جنيه بالإضافة إلى 345 عملة تحمل شعار القناة - لصندوق تحيا مصر لتنمية سيناء، ورغم إغراء والده له بشراء لعبة أو ملابس جديدة بهذا المبلغ إلا أنه أصر على التوجه بنفسه إلى الصندوق ليشارك فى تنمية سيناء وإعمارها، فما كان من والده القاطن بمركز زفتى بمحافظة الغربية إلا أن حقق أمنيته واصطحبه إلى مقر الصندوق رغم بعد المسافة، وتقديرا لحب يوسف لمصر اشترى له والده شهادة استثمار بقيمة 200 جنيه لصالح الصندوق قائلا: "الشهادة دي هتفضل ذكرى له وأولاده فى المستقبل".
قرط زينب .. وتحويشة حياة
لم يكن موقف السيدتين فتحية وسيدات بجديد على سيدات مصر اللائي يبادرن أوقات الشدة ويضربن أروع الأمثلة في الوفاء لبلدهن الحبيب، فهناك الكثيرات ممن تبرعن لصندوق تحيا مصر والمشروعات التنموية كان منهن السيدة زينب التي استشعرت حاجة وطنها إليها فسارعت بتقديم كل ما تملك - قرطها الذهبى- دون التفكير فيما يحمله لها الغد، كما تبرعت الطفلة حياة بـ 500 جنيه لصالح الصندوق ليكون ذلك سببا فى تحقيق الرئيس عبد الفتاح السيسى لأمنيتها ولقائها بقصر الاتحادية فى لفتة إنسانية ودعوة لبث روح الوطنية بنفوس النشء، حيث أعطى لها صورة شخصية حاملة توقيعه بناء على رغبتها وفى المقابل أهدت الطفلة لسيادته مصحفا.

المصدر: محمد الشريف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 582 مشاهدة
نشرت فى 18 إبريل 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,816,029

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز