تحية حب وتقدير وعرفان وإعزاز بأبطالنا الذين ضحوا بحياتهم من أجل أرضنا الحبيبة ومن أجل حمايتنا جميعا.. فرساننا حماة الوطن وزينة شبابنا الذين حملوا أرواحهم على أكفهم دون خوف وتركوا وراءهم كل من يحبون لحماية سيناء بوابة مصر الشرقية وقلبها النابض التى حاول الأعداء زرع الإرهاب الأسود بها.. ولكن سنظل نزود عنها وعن كل تراب مصر كما كنا دائما فى وجه كل من يحاول أن يمسها.. معا لنقهر الإرهاب كما قهرنا عدونا وحررنا هذا الجزء الغالى من وطننا بدماء أبنائنا هؤلاء الأبطال الذين قال عنهم رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: "إنهم خير أجناد الأرض".. "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله".. ووعدهم رب العزة ووعده الحق بالفوز بالجنة: "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم".. وهذا هو عزاؤنا لأنفسنا ولكل أهلنا من أسرهم.. وواجبنا ودورنا أن نقف جميعا قوة واحدة فى وجه من يريدون إرهابنا للحفاظ على بلادنا حتى لا نكون فريسة يفعلون بنا مثل ما نراه من تمزيق وتشريد وخراب لبلداننا العربية الشقيقة من حولنا للأسف كما فى سوريا والعراق وليبيا واليمن.
وفى عيدها.. سيناء ملحمة الحب والفداء.. الأرض المقدسة الغالية.. أرض السلام.. أرض الفيروز والقمر والجمال.. سيناء التى استعدناها واستعدنا الكرامة المصرية عبر حروب عديدة ضحينا فيها بكل غال ونفيس من أرواح شهدائنا من أجل أن يتحقق السلام على أرض السلام ومهبط الأديان ومعبر الأنبياء.. تحقق لنا ذلك بقوة انتصارات حرب أكتوبر 1973 العاشر من رمضان التى تلاحم فيها الشعب مع الجيش لبطل الحرب والسلام الزعيم الراحل أنور السادات.
سيناء الأرض المقدسة التى ناجى فيها موسى ربه وجاءت كلمات الله تعالى: "إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادِ المقدس طوى".. الأرض الطاهرة التى خطت بقدميها فوق أرضها السيدة مريم العذراء لتدخل مصر وتنجو بوليدها نبى الله عيسى عليهما السلام.. لتحميه من بطش ملك اليهود فى رحلتها المقدسة لمصر.. لتصبح سيناء مهد الحضارة القبطية أيضا ومعبرا للدعوة الإسلامية من الجزيرة العربية إلى مصر وشمال أفريقيا وتمتد إلى الأندلس.. وينتشر الإسلام دين المحبة والسلام والسماحة لكل البشر.. وهى أرضنا الغالية قلب مصر النابض التى حباها الله بالكنوز من الثروات الكامنة فى باطن أرضها من المعادن والغاز الطبيعى وما تملكه من طاقات متجددة نظيفة للرياح والشمس وهى طاقات لا تنضب.. وتضم رمالها أفضل رمال العالم لصناعة أجود وأفخر أنواع الزجاج والبلور والصناعات الإلكترونية, وصحراؤها الممتدة الشاسعة وما تحويه من عيون كبريتية وسياحة علاجية ونباتات طبيعية للصناعات الدوائية إلى جانب محمياتها الطبيعية.
سيناء مشروعنا القومى من أجل خير كل أهلها وكل أبنائنا فى مصر, ولن يكون ذلك إلا بتعميرها واستغلالها وتوفير فرص العمل وبناء المصانع الإنتاجية القريبة من خاماتها الطبيعية وثرواتها الحيوانية والغذائية.
فلنتحد جميعا من أجل سيناء واستعادة أمنها بوعينا ويقظتنا فى وجه كل من يهدد بلادنا ويمس قدسية أرضنا.. ومعا نقدم كل الرعاية للمرأة السيناوية بتوفير الخدمات التعليمية لها وأبنائها.. فالتعليم هو أهم استثمار لتطوير فكر الإنسان ونشر صحيح الدين ووسطيته بعيدا عن التطرف.. أيضا تقديم الخدمات الصحية والارتقاء بمستوى معيشتهم وخاصة من يعيشون فى الصحراء من البدو.. والاهتمام بالتراث والصناعات السيناوية التى تشتهر بها عالميا وبذلك تصبح سيناء جاذبة للشباب من كل مصر بما يوفر من فرص عمل لإعمارها بالزراعة والصناعة والتنمية.
فتحية إلى سيناء فى عيدها والمرأة السيناوية التى حققت بطموحاتها كل مجالات العلم والعمل مع قوتها وصمودها فى مواجهة ما يحدث حولها من ترويع الآمنين بالإرهاب.
ولنتكاتف جميعا كمصريين قوة واحدة لحماية سيناء.. ولتعميرها وإعمارها.

المصدر: إيمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 687 مشاهدة
نشرت فى 18 إبريل 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,098,012

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز