عائلة بالاسم فقط!
ما أصعب أن يكون لديكِ عائلة كبيرة ولكل فرد منها عالمه حتى في الأوقات العصيبة تجدين نفسك وحيدة وكأنك يتيمة!.. فأنا موظفة في منتصف العقد الثالث من العمر، منذ نعومة أظافري وأنا أعاني الوحدة، فوالداي لهما مشاغلهما طوال الوقت أما شقيقي الأكبر فلديه أصدقائه ودنياه، بينما أعيش بمفردي مع صديقاتي، حتى المصيف لم أذكر يوماً أنني سافرت كصديقاتي مع عائلتي بل اقتصرت رحلاتي على المدرسة، وعندما كبرت أصبحت أسافر مع أعز صديقاتي!.. على هذا المنوال مضت الأيام وتخرجت في الجامعة وعملت بإحدى الشركات العالمية، وخلف مكاتبها تعرفت عليه، زميل يكبرني بعشر سنوات، شخصية رائعة حقاً والأروع أنه يتمتع بعائلة تختلف عن أهلي تماماً، فهو من أسرة متماسكة، مترابطة، يحاول كل فرد منها إسعاد الآخر بل ويقف بجانبه في المر قبل الحلو.. انبهرت بظروفه وأسلوب معيشته وتمنيت لو لدي أسرة مماثلة.. اقتربت منه أكثر فازداد تعلقي به.. ارتبطنا فأصبح هو وفقط كل ما أريد.. ورغم حبنا المتبادل إلا أنني خجلت أن أصارحه بما أعانيه من وحدة لكنه لاحظ ذلك بنفسه عندما جاء ووالديه لخطبتي.. ولا يمكن أن أصف حجم الخذلان الذي أصابني من نظرات والدته وشقيقته عند إنهاء والدي للزيارة بسبب ارتباطه بعشاء عمل!.. تزوجنا لكن ظل شعوري بالخيبة أمام عائلته لا يفارقني حتى بعد إنجابي لطفلين لم يختلف إحساسي بالدونية والذي يزداد مع تلميحاتهم على إهمال أسرتي لأحفادهما.. الأمر الذي بات يؤرقني حتى أصبحت أكره هذا الترابط بين زوجي وأسرته ما أدى لنشوب المشاحنات بيننا، ولا أعرف سبيلا للتغلب على مشاعري تلك!
ر . أ "التجمع"
لا أحد يختار ظروفه أو عائلته لكن يمكنه التغلب عليهما واستبدال وضعه للأفضل، وهو ما نجحتِ فيه حين اخترتِ زوج من أسرة متماسكة، فلماذا تفسدين علاقتك به وبهم الآن؟!.. أليس الأولى أن تقتربي منهم وتعوضين ما افتقدتينه في طفولتك مع زوجك وأبنائك من خلال بناء أسرة مترابطة يكون زوجك قائدها وأنتِ من تعاونيه في التصدي لأي من العواصف والأعاصير المجابهة لكم أثناء الإبحار بسفينة الحياة؟!،.. انسي أو بمعنى أصح تناسي ماضي وحاضر ليس بإمكانك تغييره وركزي في غد أحلى لو وضعتِ يدكِ في يد شريك عمركِ لتنعمين معه بأجمل عائلة مترابطة.
أمي فقدت عقلها!
لم أكن أتخيل أن والدتي الأرملة العاقلة التي عاشت وحيدة بعد وفاة أبي لمدة 15 عاما أن تفقد عقلها فجأة بعد زواجي وإنجابي وتفكر في الزواج!.. فأنا سيدة في آخر العقد الثاني من العمر، فوجئت أن أمي التي تجاوزت العقد السادس من العمر على علاقة بمسن يكبرها بخمسة أعوام وتريد الزواج منه بحجة سئمها من الوحدة بعد خروجها على المعاش خاصة مع زواجي وسفر شقيقي الوحيد.. ماذا أفعل معها؟! وكيف يكون شكلي أمام زوجي حال إصرارها على الارتباط؟!
د . س "مدينة نصر"
تعجبت من أسلوب حديثك عن والدتك، والأعجب فيه تخوفك من شكلك أمام زوجك وكأن أمك أجرمت حين فكرت في شخص يشاركها المتبقي من عمرها بعد أن أنهت واجبها تجاهك وشقيقك، فإذا كان من تريد الارتباط به مناسباً لها اجتماعياً ومادياً فما المشكلة أن تتزوجه كنوع من الونس بدلاً من استجدائها السؤال منكِ.. فكرى في الوحدة التي تعيشها أمك وتخلي عن أنانيتك مع ضرورة التعرف على من تريد الزواج منه.. ربما ترتاحين إليه والمشكلة تنتهي.
طلاق ثاني!
أنا سيدة في أول العقد الثالث من العمر، تزوجت منذ 7 سنوات من رجل أذاقني كافة أشكال العذاب، وخرجت من هذه الزيجة بعد 4 سنوات بطفلة في السادسة من عمرها الآن.. وقد قابلت رجلا توهمت أنه السند والعوض، تزوجنا، وبعد أقل من شهر اكتشفت أنه نصاب وعليه أحكام قضائية وقد ارتبط بي طمعاً في ميراثي من والدي.. أخشى الطلاق لثاني مرة من كلام الناس، في الوقت نفسه قلقة من الاستمرار معه، كيف أتصرف؟!
س . أ "الهرم"
أيهما أجدر.. أن تخافي كلام الناس أم نفسك وابنتك مع رجل محترف للنصب؟!.. ولو سلمنا لخشيتك من الناس ألم تفكري في نظرتهم لكِ حال القبض عليه!.. أعتقد أن هذا الرجل لا يؤتمن عليكِ وصغيرتكِ ومن الأفضل أن تفرين بنفسكِ من هذا الارتباط وتجعلينه درساً تستفيدين منه فيما بعد.
ومضة حب
قليل من العقل
ماذا لو دخلنا الحب بمفكرة بيضاء وذاكرة خالية من طعنات الغدر وويلات الفراق؟!.. لو تعلمنا أن حكاية الأمس مجرد درس نستفيد منه وليست منهج حياة يجب تكراره في كل رواية وإن اختلف بطلها؟!.. فهذا الفؤاد لا يستحق الوجع، وتلك المشاعر خلقت لتعطي لمن يقدرها فقط.. فإياكِ أن تفتحي قلبكِ لأي طارق قبل التأكد من نواياه، أو تحملي من لا ذنب له أحزان خيبة عشقية سابقة.. فأنتِ بهذا تكسرين خاطركِ بمحض وكامل إرادتكِ.. كوني على استعداد لاحتمالية الغياب، فالهجر هو الوجه الآخر للحب الذي لا نستطيع إغفاله لكن بإمكاننا تقوية خاصية النسيان لتحمل تبعاته.. بمعنى أدق اذهبي للحب بقليل من العقل وكثير من الأحاسيس الحلوة وحتما ولابد تنعمين بأجمل غرام ذات يوم.
دموع الحب جميلة إذا وجدت من يمسحها.
جبران خليل جبران
ساحة النقاش