بعد أن أصدرت دكتورة إيناس عبد الدايم أجرأ قراراتها باختيار السيناريست محمد حفظي رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدءا من دورته الأربعين التي تقام خلال شهر نوفمبر القادم، فإننا أصبحنا أكثر تفاؤلا بفكر هذه السيدة التي اختارت أن تدير أهم وزارة معنية بالفكر وتشكيل اتجاهات الرأي العام بطريقة تكسر الجمود الذي نعيشه في قطاعات كبيرة في الدولة لم تنجح في استلهام الجرأة والتفكير خارج الصندوق الذي ينتهجه رئيس الدولة في حل كل المشكلات العالقة التي تعشش في التربة المصرية ـ العطشى ـ منذ عشرات السنين، وكانت تنتظر فقط من يقلبها ويلقي إليها بالبذور الصالحة.
جاء قرار الفنانة ـ قبل أن تكون الوزيرة ـ إيناس عبد الدايم بتعيين حفظي (43 عاما) والذي يجلس على مقعد كمال الملاخ، سعد الدين وهبه، كمال الشيخ، حسين فهمي، عزت أبو عوف، سمير فريد وآخرين، بمثابة حجر ألقته في البحور الراكدة، وزاد من أهمية القرار أن الاختيار صادف أهله؛ فهو السيناريست والمنتج المبدع الذي أنتج عبر شركته عددا من الأفلام التي حصدت جوائز وألقاب، مثل فيلم "اشتباك" للمخرج محمد دياب، والذي تم تصويره داخل عربة شرطة، وتدور أحداثه وقت الاحتجاجات التي اندلعت في مصر عام 2013 وأطاحت بجماعة "الإخوان المسلمين"، وهو ما يكشف عن جرأة ووطنية هذا الشاب الذي أصبح رئيسا لأهم وأقدم مهرجان للسينما في المنطقة بأسرها، وإن كنا نطلب من "حفظي" أن يعمل بالتعاون مع الناقد المخضرم يوسف شريف رزق الله على استعادة المكانة الدولية المرموقة للمهرجان عن طريق إتاحة عدد من الأفلام المصرية والعالمية "عرض أول"، وأن يبحث من الآن عن رعاة جادين يستطيعون دعوة عدد من نجوم العالم اللامعين.. أكرر "اللامعين"، إضافة إلى تطوير سوق مهرجان القاهرة السينمائي وتحقيق منافسة لا هوادة فيها مع المهرجانات الوليدة التي استقطبت النجوم بسخائها الذي يقترب من حدود البذخ.
واثقون أن الرئيس الجديد لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي على قدر المسئولية.
ساحة النقاش