مع قدوم شهر رمضان تحل البهجة على كل القلوب، لكن بالنسبة للمغتربات السوريات فى مصر قد يمثل الشهر الكريم ذكريات تحمل غُصة تذكرهم بالوطن والأيام الجميلة فى سوريا قبل أن تتدهور أوضاعهم وتتسبب فى غربتهم عن أرضهم.

«حواء » تشارك اللاجئات السوريات إحساسهن، وتستمع لآلامهن بعد الرحيل عن وطنهن؟ وتنقل رسالتهن إلى الشعب المصرى كى يحافظ على أم الدنيا ويجنبها مصير سوريا المؤلم..

فى البداية تقول ن. ق: جئت إلى مصر منذ عامن، وأعتقد أن طيبة شعبها قد خففت عنى وعائلتى الكثير، فلدى صديقات مصريات أتبادل معهن الطعام ونتسامر فى الليل ليعوضوننى عما فقدته فى بلادي، ورغم أن وطنى لم يغب عن ذهنى إلا أن الأجواء الاحتفالية فى مصر التى تسبق كل مناسبة تدخل البهجة فى

قلوبنا وأطفالنا، حيث تتشارك مصر مع سوريا فى نفس العادات الاحتفالية، ورغم إقامتى بأم الدنيا إلا أننى أحرص على طهى الأطعمة الشامية الشهيرة خاصة فى أول يوم من رمضان حيث أعد أطباقا متنوعة مثل «الكبة اللبنية » و «شيخ المحشي »، وأك ات اللبن التى لا تخلو منها مائدة الإفطار السورية، فنحن هنا فى مصر نشعر بالدفء وأننا فى بلدنا الثاني، وهذا ما تفتقد إليه الكثير من الصديقات اللائى أقمن فى بلاد أخرى أوروبية، لذا أقول للمصريين «حرام يصير فيكو اللى صار فينا، سوريا كانت جنة خربت بالثورة .»

عمل الشباب

«كل السوريين اللى بمصر حبوا العيشة فيها وأكثرهم قرروا أن بعد استقرار الأوضاع هناك رح يضلو عايشين بيها ،» بهذه الكلمات بدأت أم عصام حديثها قائلة: قدمت مصر للشباب السورى فرص عمل عديدة حيث استطاع الكثير إقامة المشاريع وممارسة عملية البيع والشراء حتى أن بعض المناطق أصبحت سورية بالكامل مثل منطقة الحصرى فى السادس من أكتوبر ومنطقة التجمع الخامس.

وتؤكد أم يوسف أن السوريين المقيمين فى مصر لم يشعروا بالغربة.. «ما حسينا بالغربة بمصر لأن الإخوة المصريين أحاطونا بالاهتمام والحب وخلونا نحس إننا بوطنا »، مُرجعة ذلك إلى الثقافة والتاريخ المشترك بين البلدين «مو بس تعاطف بسبب أوضاعنا، حب مشترك نشأ من أيام الوحدة والدفاع عن الأرض معا »، لافتة إلى وجود بعض الجمعيات الأهلية التى تساعد السوريين فى توفير شقق ووجبات يومية وتسهيل احتياجاتهم. أما السيدة ه . البقاق فتقول: نظم الشباب السورى فى نوفمبر الماضى مهرجان «شكرا أرض الكنانة » كرسالة شكر وامتنان لمصر شعبًا وقيادة فى إحدي الأندية بمدينة السادس من أكتوبر، وعبر فقرات تنوعت بين الشعر والفكاهة والغناء عبر السوريون عن حجم المأساة التى عاشوها على مدار 6 سنوات من الحرب والقتل والدمار وعن مدى تقديرهم وعرفانهم لكل ما قدمته مصر للشعب السوري، ونحن كسوريين مغتربين نشعر بويلات البعد عن الوطن وحرماننا من الأهل والذكريات لذا نقول للمصريين: حافظوا على وحدتكم، والتفوا حول قيادة موحدة وواجهوا الإرهاب بكل قوة، وحافظوا على كل شبر من أرض مصر ولا تسمحوا للفتن بتفتيت نسيج وطنكم.

تعلق د. إيمان عبدالله، خبيرة الصحة النفسية، على أحوال السوريين المغتربين فتقول: يعانى السوريون غربة حقيقية فمنهم من فقد عائلته وبيته وأمواله، كما يعانون فى البداية من عدم التكيف مع البلد الجديد وانعدام الهوية ما يجعل من نظرة الكثير منهم للمستقبل يائسة خاصة غير المتزوجات، وعلاج مثل هذه الحالات يكون عبر العلاج السردى وفيه يحكى الشخص عما شاهده ليخرج من حالة الصدمة ويستطيع التكيف من جديد، ويجب أن نحاول أن نخرجهم من التفكير السلبى والتساؤل عن المصير للنظر إلى الجانب الإيجابي.

وتابعت: لعل مصر بالنسبة للسوريين من الخيارات الرائعة حيث لا تشعرهم بأنهم لاجئين وتفتح لهم أبواب التعليم والعمل، فالمصريون يجيدون استيعاب الآخر فمصر بلد متعدد الثقافات.

ويرى الخبير الاستراتيجى اللواء جمالمظلوم، أن تماسك الجيش المتماسك ونسيج البلاد الخالى من الطائفية والتفاف الشعب حول الجيش جنب مصر مصير سوريا، كما كان لثورة 30 يونيو دور فى تماسك البلاد وتوحيد كلمة الشعب الذى أدرك أنه أمام قيادة واعية، لذا يجب الاستثمار فى هذا الاتجاه وزرع الانتماء فى نفوس الشباب فى الجامعات والمدارس، عبر الجهات المسئولة كوزارتى الشباب والرياضة والأوقاف، من خلال تجديد الخطاب الدينى الذى يحمى الشباب من التطرف، وكذلك الخطاب الثقافى لكى يستثمروا طاقتهم فى أشياء مفيدة ونافعة بدلا من الانضمام إلى الجماعات المتطرفة.

المصدر: كتبت : أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 963 مشاهدة
نشرت فى 16 مايو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,813,653

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز