يا بنت بلدى جاءت أم حنان بلدياتى من المنوفية لك تطلب منى أن أتدخل لكي أعيد حق ابنتها الوحيدة الذى أهدر على يد زوجها حسن الذى كانت أمها تشيد بأخلاقه العالية وتدينه ومهارته فى عمله، وكان يعمل ميكانيكيا يصلح أصعب وأعتى ماكينة أو سيارة أو جرار زراعى بسرعة وإتقان، ثم كان أن اختلف مع صاحب الورشة التى يعمل بها وهو رجل فى سن والده ويقال إنه تطاول عليه على مسمع من كل أصحاب الورش المجاورة وعمالها وتغاضى الرجل مرة واثنين وثلاث ثم لم يجد بدا من طرده من العمل، ورفض أصحاب الورش توظيفه مجاملة للحاج لطفى صاحب الورشة التى عمل بها سنوات عديدة، وكان أشهر وأحسن من عمل بها، وأصبح حسن بلا عمل ولم يكن مسئولا عن بيته وزوجته حنان الابنة الوحيدة للأم التى زارتنى بل كان مسئولا مسئولية معنوية فقط وليست مادية عن والده ووالدته الطاعنين فى السن، فقد كان يعودهما مرتين فى اليوم مرة فى الصباح وأخرى فى المساء، واقترح عليه زملاؤه أن يعمل فى ورشة فى مدينة أخرى، فرفض من أجل الاطمئنان على والده ووالدته، وبالطبع لجأت حنان للاقتراض من والدتها وبدأ حسن يدخل فى صفقات خاسرة، وبدأت ظلال الحزن تكسو البيت السعيد الذى كانت قد زادت سعادته بعد وصول أول ابن لحنان وحسن لكن أم حنان فؤجئت ذات مساء بابنتها وعلى كتفها ابنها الصغير يلجآن إليها حوالى الساعة التاسعة مساء وكانت حنان تبكى والطفل الصغير يبكى لبكاء أمه التى كانت فى شبه انهيار!

***

واستطردت أم حنان.. صعقت فلم تتعود حنان الخروج مساء، كانت تخاف من الظلام حتى وهى طفلة صغيرة، وشربت كوب ماء ثم وجدتها تقول: لابد أن تأخذي لى حقى من حسن، لا أريده، أريد أن أطلب الطلاق فورا، سألتها عن السبب فقالت:

- ضربنى على وجهى حتى أحسست بأن أسنانى على وشك أن تقع! لا يمكن أن أستمر فى الحياة معه خلاص النصيب انتهى لحد كده! هكذا روت أم حنان .

***

طلبت حنان تليفونيا وأكدت لها أن المكالمة على حسابى الخاص وطلبت منها أن تقسم على المصحف الشريف أن تقول الحق ولو على نفسها فأقسمت على المصحف وأقسمت بابنها وأمها وقبلها أقسمت بالله العظيم تعالى..

قالت حنان: تلك الليلة السوداء دخل حسن فى حالة سيئة قرأتها على وجهه فقد نصب عليه أحد معارفه وأخذ منه سلفا لكي «يشغله » فى تجارة الموبايلات، واختفى الرجل بعد أن نصب عليه وأخذ الفلوس التى كانت آخر مدخرات زوجى حسن، هكذا قرأت على وجهه فلم يقل لي أى شىء بل قال إنه ذهب يبحث عن النصاب ولما عاد عرفت أنه فشل فى العثور عليه من قسمات وجهه!

قال لى: قومى يا حنان حضرى لى العشا أنا طول النهار لم آكل لقمة؟

قلت له: العشا فى الثلاجة.. أنا تعبانة والولد تعبان كمان !

قال بعصبية: قلت لك قومى سخنى لى أى أكل، قلت له: أنا مش خدامة أبوك ولاعبدة عند والدتك وتسطرد حنان.. ولم أشعر إلا وهو يصعفنى على وجهى بالقلم فقلت له:

- انت بتضربنى ليه؟

انت مش راجل، أمى هى اللى بتصرف علي؟ خليك فى حضن أمك وأبوك وأنا سايبة لك البيت أنا وابنى، وأكمل صفعاته على وجهى، وأحضرت كيس نايلون وضعت فيه بعض ملابسي وملابس ابنى وذهبت إلى بيت أمى وقررت أن أطلب الطلاق منه فورا، ولازم يا أستاذة سكينة تاخدى لى حقى منه وتحبسيه علشان اللى عمله معايا!

***

غضبت منى أم حنان غضبا شديدا وأنا أقول لها إن المبدأ العام هو عدم الضرب نهائيا، لكن تطاول ابنتها عليه وهو فى تلك ظروفه النفسية الصعبة هو السبب لاسيما وأنه لم يسبق له أن ضرب ابنتها أو أهانها ومعايرتها له بأنه ابن أمه بينما لا خير فى أى زوج أو ابن لا يرعى والده ووالدته أخيرا.. طلبت حسن تليفونيا فقال لى إنها أهانته وعايرته بفشله فى استرجاع ماله من النصاب الذى أوهمه بأنه سوف يوظف مدخراته لقاء مبلغ شهرى محترم، قلت له: هل أنت نادم يا حسن على ضرب حنان ولن تكرر ذلك أبدا؟ قال طبعا البيت خرابة من غير حنان وابنها, قلت له أم حنان عندى هل تحدثها؟ قال دى زى أمى بالضبط وخيرها علي وعمرها ما غلطت معايا.. وأخيرا طلبت منه أن يذهب فورا إلى بيت حماته أم حنان ويعود بزوجته وابنه إلى بيته، وقلت لأم حنان أننا دائما نحاسب رد الفعل ولا نسأل عن الفعل نفسه؟ كيف أدت المناقشة إلى الاستفزاز وعنده إما أن يتحكم الإنسان فى أعصابه وإما أن يفقدها.. أرجوكم ابحثوا عن الفعل أولا ثم رد الفعل بعد ذلك!

المصدر: بقلم : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 633 مشاهدة
نشرت فى 16 مايو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,810,330

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز