اتخذت الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة عدة خطوات بهدف النهوض بالمنظومة التعليمية ككل، كان منها ما تم إعلانه مؤخرا من الإستعداد لتعريب مناهج المدارس التجريبية، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات من قبل أولياء الأمور والطلاب عن مدى أهميته وكيفية تطبيقه.

«حواء » نقلت هذه التساؤلات إلى مسئولى وزارة التربية والتعليم وخبراء التربية للوقوف على إجابات تطمئن الطلاب وأولياء الأمور.

فى البداية يقول أحمد خالد، ولي أمر لطالبين بإحدى المدارس التجريبية: تتميز المدارس التجريبية فى مرحلة التعليم الأساسي بتعليم اللغة للأبناء بطريقة صحيحة إلى جانب قلة كثافة الفصول، وفى حالة التعريب لمناهج بعض المواد كالعلوم والرياضيات مثلا ستختفى تلك الميزة وستتساوى مع غيرها من المدارس الحكومية ليتخرج الطالب منها بمستوى يصعب معه استكمال الدراسة فيما بعد فى الكليات العملية كالطب والعلوم.

أما زينب أحمد، أم لثلاثة أولاد فى مراحل التعليم المختلفة فترى أن هذا القرار يقلل من كثافة المناهج على الطلاب ويحد الدروس الخاصة ما يخفف العبء عن كاهل أولياء الأمور،لافتة إلى أن تعلم الأولاد للغة الإنجليزية دون دراسة كافة المواد بها فى تلك المرحلة يجعلهم سيتقبلونها ببساطة.

ويؤيد على محمود،تعريب التعليم بالمدارس التجريبية معولا نجاحها على أسلوب تطبيقها، لافتا إلى أن مراقبة الجودة أهم من تدريس العلوم والرياضيات بالإنجليزية، قائلا: الاهتمام بتدريس اللغة الإنجليزية كلغة فى تلك المرحلة وجودتها تجعل الطالب قادرا على استيعاب العلوم والرياضة بالإنجليزية فى المرحلة الإعدادية، وأرجع اتخاذ وزارة التربية والتعليم هذا القرار إلى إهمال هذه المدارس اللغة العربية، مشيرا إلى أن أولياء الأمور لايهتمون بتعليم أبنائهم العربية ما يجعل بعضهم غير قادر على حفظ أحرف الهجاء أو الأرقام باللغة العربية الأمر الذى يؤثر على انتمائهم لوطنهم.

وتعتبر وفاء بكرى،إحدىأولياء الأمور،أن النظام الجديد للتعليمعودة قوية للتعليم المصرى، واصفة القرار بالرائع، داعية أولياء الأمور الرافضين له بالانتظار للتأكد من صحته أو خطئه، قائلة: النظام الجديد "فى خير كتير" باستثناء بعض النقاط التى تحتاج إلى الإيضاح، علما بأنه لن يطبق على طلاب المرحلة الابتدائية إلا فى عام 2019.

دوافع الوزارة

بعد الاستماع إلى آراء أولياء الأمور، ما الدوافع وراء اتخاذ وزير التربية والتعليم د. طارق شوقى هذا القرار؟ وهل سيكون له تأثير إيجابى فى النهوض بالمنظومة التعليمية، وكيف يراه خبراء التعليم؟

يقول أحمد خيرى، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم:لا يقتصر تطوير النظام التعليمى على تعريب المدارس التجريبية، فهذا القرار مجرد جزء من منظومة الإصلاح،فهناك شكاوى متعددة من قلة الجودة وعدم تمكن خريجى تلك المدارس من اللغة العربية ما دفع الوزارة إلى تبنى فكرة تعريب التعليم بها خلال الست سنوات الأولى من التعليم الأساسي، إلى جانب إلغاء دراسة العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية والاقتصارعلى تعلم الإنجليزية كلغة فقط فى تلك المرحلة، وتدريب الطلاب على بعض المصطلحات فى العلوم والرياضيات عن طريق النطق فقط، ويبدأ الطلاب من الصف الأول الإعدادى فى دراسة العلوم والرياضة باللغة الإنجليزية على أن تبدأ عملية التعريب فى التجريبي من عام 2019،ولايشمل التغيير الطلاب قبل عام 2019 مما يطبق عليهم اللغات على أن يتم الانتهاء من النظام القديم عام 2026.

كثافة الفصول

ترى صفاء المعداوى، الخبير التربوي،أن تعريب المناهج بالمدارس التجريبية قرار يمكن تأخيره إلى مرحلة مقبلة وأن الأولوية لعلاج مشكلة كثافة الفصول، وتقول: كان يجب على وزارة التربية والتعليم الاهتمام باستعداداتها لتطبيق النظام التعليمي الجديد ككل وليست المدارس التجريبية فحسب فهناك بعض المدارس تعد محدودة فى كثافة الطلاب كمنطقتىالزمالك ووسط البلد، وهناك كثافة عالية فى المعصرة وحلوان وغيرهما، لذا فتهيئة المناخ التعليمى أمر ضرورى قبل تعميم تجربة تعريب المدارس التجريبية.

وتابعت: هناك بعض المدارس بالفعل عربت مناهجها ولابد أن يحتذى بها وندرس تجربتها وهى المدارس النموذجية، حيث تدرس للطلاب لغة ومستوى رفيع لغات فى المرحلة الابتدائية ولاتعتمد تطبيق تدريس الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية، وهى تجربة قائمة منذ سنوات يجب الاستفادة منها فى عملية التعريب.

الحفاظ على الهوية

ويقول د. محمد عبدالعاطى، عميد كلية التربية بجامعة الأزهر الشريف السابق:لا شك أن حفاظ أى أمة على هويتها يبدأ من اللغة التى يتقنها أطفالها، فهناك شعوب عانت من طمس هويتها بسبب تخليها عن لغتها أو تدريس إحدى اللغات كلغة أولى خلال فترة احتلالها، من هنا يجب المحافظة على الهوية المصرية كبلد عظيم وقائد للأمة العربية من خلال تعليمها الرسمى،لافتا إلى أن تعريب المناهج فى المرحلة الأولى من التعليم لن يضعف فرص تعلم الطلاب اللغة الثانية ، مشيرا إلى أن العلماء المصريين درسوا فى مرحلة الستينيات ولم يكن هناك سوى التعليم الحكومى العربى وتعليم اللغة يأتى فى المرحلة الثانويةأو الإعدادية وكانوا يجيدون الإنجليزية والفرنسية كتابة ونطقا.

***

نظام التعليم الجديد

- يبلغ عدد الطلاب الخاضعين لنظام التعليم الجديد العام المقبل 2.5 مليون طالب.

- يقوم النظام الجديد على الموضوعات الشاملة لأكثر من تخصص ، حيث يجيب موضوع واحد لرياض الأطفال عن عدد من التساؤلات فى الرياضة واللغة العربية والجغرافيا بجانب دراسة الإنجليزى كلغة.

- يتم تطبيق قرار تعريب مناهج المدارس التجريبية ابتداء من العام الدراسى 2019.

- تبدأ دراسة اللغات للتعليم الرسمى من الصف الأول الإعدادى .