ارتبط رمضان لدى المصريين ببعض الطقوس الدينية والمظاهر الاحتفالية كالزينة والفوانيس إلى جانب لمة العائلة والعزومات الرمضانية، وتزداد هذه الفرحة لدى الصغار مع إنارة الفوانيس التى يجوبون بها الشوارع، بينما تقل لدى الكبار، فلماذا لم نعد نشعر بفرحة رمضان، وهل اختفت تلك الفرحة بسبب كثرة المسئوليات والضغوط الحياتية، وكيف يمكن استعادتها وكافة المشاعر الإنسانية الطيبة من صلة للأرحام وتجمع لأفراد الأسرة على مدار الثلاثين يوما.

«حواء » تعرض بعض الأفكار والترتيبات لاسترجاع فرحة رمضان بين الكبار والصغار.

فى البداية تقول فاطمة على: فرحة رمضان لا تنتهى بل تتجدد كل عام، فما زلنا نستعد لقدومه ببهجة وفرح فى أجواء عائلية، وأتمنى أن يستغل الجميع هذا الشهر المبارك لتعليم أولاده القيم الأخلاقية، وكما نستعد بالولائم وقائمة العزومات يجب أن نكون على استعداد للاستفادة من رمضان فى الطاعة والعبادة.

وتقول شيرين مصطفى، ربة منزل: أحرص وزوجى على الاستعداد لشهر رمضان من خلال وضع برنامج لتبادل الزيارات وتجديد صلة الرحم مع الأقارب، ورغم صعوبة الزيارات فى وقتنا الحالى إلا أن شهر رمضان سيظل فرصة ذهبية لتجمع الأسرة والقيام بأعمال تطوعية لخدمة الأسر الأكثر احتياجا.

زينة رمضانية

تنوى هند الشيخ، 35 سنة استعادة فرحة رمضان من خلال تقسيم الوقت الأكبر للعبادة وقراءة القرآن وعدم الانشغال بالأعمال الدرامية الكثيرة حتى تستمتع بروحانيات شهر رمضان.

وتجد مى عبد السلام، أخصائية اجتماعية فرحة رمضان فى تزيين منزلها بالفوانيس المضية والأنوار التى تميز بها هذا الشهر، فتقول: هذه عادتى كل عام وقد تعلمتها من والدتى التى ما زالت تحرص على شراء زينة رمضان كل عام، فهو شهر مميز فى استعداداته النفسية والمبادرة بالتهنئة وتزيين المنزل وإهداء الفوانيس للأطفال وكلها مشاعر وطاقة إيجابية تجدد فرحتنا بهذا الشهر.

طغيان الماديات

يعلق د. عادل رضوان، رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بكلية التربية جامعة الأزهر على تأثر فرحة رمضان بصعوبة المعيشة فيقول: أهم ما يميز المجتمع المصرى هو اهتمامه بشهر رمضان وكل ما يتطلبه من ممارسات يومية وشعائر دينية وتكافل وصلة وهى أمور نلمسها منذ الصغر فى «لمة العيلة » والألفة التى نفتقدها كثيرا فى باقى الشهور، مثل الإحسان إلى المحتاجين والمساكين وتجديد صلة الرحم والإصاح بين المتخاصمين، بالإضافة إلى إقامة العزومات العائلية التى تزيل كل الضعائن والمشاحنات بين أفراد العائلة، إلا أنه لاحظ فى الفترة الأخيرة ضعف اهتمام البعض منا بالتقارب والتآلف والسؤال عن أرحامنا والتخلى عن بعض المظاهر الجميلة المرتبطة بتاريخ المصريين فى التعامل مع أيام رمضان المباركة ويرجع ذلك إلى طغيان الحياة المادية وتفكك العائلات الكبيرة إلى أسر صغيرة منفصلة عن بعضها اجتماعيا.

التهنئة المباشرة

ترجع د. الزهراء رفعت، استشارى أسرى وتربوى اختفاء فرحة رمضان إلى التكنولوجيا الحديثة وتعدد وسائل التواصل الاجتماعى التى أثرت وبشكل كبير على اقتصار الكثيرين على المعايدات والتهنئة على صفحات الفيس بوك أو الرسائل النصية وغيرها من الوسائل التى لا تتيح التفاعل الحى بين الأفراد لافتة إلى أن المعايدة المباشرة أحد مظاهر الفرحة بهذا الشهر العظيم.

وتقول: فى الماضى كان للمكالمة التليفونية أو الزيارات للتهنئة بقدوم شهر رمضان أثر طيب وإيجابى، لذا فنحن فى حاجة لإحياء وتجديد الترابط الأسرى والعائلى والحرص على تبادل الزيارات وعدم الانشغال بالعمل والروتين اليومى، وهذا ما يجب أن يتربى عليه أبناؤنا من صلة رحم والشعور بالمحتاجين وزيارة بعض دور الأيتام والحرص على الذهاب لصلاة التروايح فهذا من شأنه تجديد النشاط وزيادة التآلف والحب بين أفراد الأسرة.

الدين والاعلام

تقول د. هند فؤاد، أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى والإعلام والتركيز على التنشئة الاجتماعية لتجديد مشاعر الفرحة بقدوم شهر رمضان، فللأسف هناك من يعتبر تبادل الزيارات والعزومات فى شهر رمضان أمرا روتينيا، وقد يرجع ذلك إلى وفاة الأجداد والآباء الذين كانوا يحرصون على تجمع الكبير والصغير على مائدة واحدة فى رمضان أو بسبب تحول الروابط الإنسانية إلى علاقات افتراضية بسبب استخدام «السوشيال ميديا .»

وتدعو الإعلام والمؤسسات الدينية إلى الحث على التمسك بشعائر هذا الشهر العظيم واستغلاله فى التقرب إلى الله والمداومة على الطاعة ، مطالبة الأهل أن يكونوا قدوة لأبنائهم من خلال الإكثار من عمل الخير وصلة الرحم ليس فى رمضان فقط بل على مدار العام، إلى جانب مشاركتهم فى اختيار الأعمال الدرامية التى يرغبون فى متابعتها خلال شهر رمضان، لافتة إلى أن بعضها تبث بعض القيم الخاطئة التى تتنافى مع أخلاقيات وقدسية هذا الشهر.

المصدر: كتبت : أميرة إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 906 مشاهدة
نشرت فى 23 مايو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,833,910

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز