قضاء أمسية رمضانية رائعة هى مبتغى الآلاف من الأسر بعد صيام النهار وتناول الإفطار وأداء العبادات، تبحث هذه الأسر عن نسمة هواء منعشة فى ليالى الصيف التى لحق بها شهر رمضان المبارك هذا العام، ومن فضائل الخالق عز وجل أنه جعل فى كل بقعة من أرض مصر وفى كل محافظة من محافظاتها الممتدة العديد من الأماكن السياحية والثقافية الرائعة التى تحمل تنوعا وزخما فلكلوريا وجغرافيا، يشق نهر النيل الأرض المصرية ويمر بين عدد غير قليل منها، لذا اهتمت الدولة المصرية بتطوير كورنيشه ليكون متنفسا لمواطنيها من دون تكلفة نهائيا، وهو يصلح تماما لأن يكون متنزها للأسر الواقعة فى نطاقه من الإسكندرية وبورسعيد ومطروح شمالا إلى محافظات قبلى من بنى سويف والمنيا وأسيوط وقنا، وصولا إلى الأقصر وأسوان جنوبا، كورنيش رائع وهواء نقى ومنعش، ثم هناك شرقا وغربا الفضاء المتسع والطبيعة الخلابة وقصور الثقافة التى تغطى كافة الإقليم المصرى بفرقها الفلكلورية للموسيقى والفنون الشعبية، فى حين تفضل الكثير من الأسر من محافظات مصر المختلفة قضاء يوم فى العاصمة، ولاسيما القاهرة التاريخية، وفى مقدمتها حى الحسين حيث يتبركون بمقام مولانا الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة، وتناول وجبتى الإفطار والسحور فى رحابه، وفى ذلك الحى الأثرى الذى يعد ملاذًا للمصريين، فلا يمكن أن يحل شهر رمضان دون أن يتلمس أهل القاهرة وزوارها أجواءه الروحانية الفريدة التى أصبحت طقسا من طقوس غالبية الأسر المصرية والعربية بمسلميها وأقباطها.
ومع بداية الشهر الكريم تكتسى مساجد وبيوت وأزقة الحى العتيق بالأنوار والفوانيس وشرائط الزينة الملونة عبر واجهات البازارات والمقاهى العتيقة احتفاء بقدوم الشهر الفضيل وبزوار المقام وحى خان الخليلى الذى خلده أديب مصر العالمى نجيب محفوظ، تتعلق العيون بالسماوات المفتوحة، وتطرب الآذان لسماع الأناشيد الصوفية ، وتتعطر القلوب بالدعاء، وتهدأ النفس على روائح العطور والبخور التى تعبق المكان من حولها، وعلى بُعد خطوات فى منطقة الدراسة وفى الغورى تجوب فرق التنورة حارات الحى فتجد البهجة والفرحة يعمان المكان فى أجواء احتفالية كرنفالية لن تجدها إلا هنا، ولن تعرف طعم النوم قبل أن تصلى فى مسجد الإمام الحسين.
«حواء » تأخذك فى جولة هذا العدد للتعرف على مقترحات لقضاء سهرات رمضانية سعيدة مع العديد من الموضوعات الأخرى المفيدة..
ساحة النقاش