ارتبطت جلسات النساء فى أذهان الكثير بالغيبة والنميمة وتتبع خصوصيات الآخريات، إلا أن هذه الجلسات لها طابع خاص فى شهر رمضان حيث تحرص النساء على تجنب كل ما يتعارض مع طبيعة الشهر الكريم من صيام وصلاة وقراءة للقرآن ليصبح شعار جلساتهن «لا للنميمة »، فما أبرز الموضوعات التى تثيرها النساء خلال جلساتهن الرمضانية، وهل يمكن أن تمنحهن تلك الحوارات طاقة إيجابية وعادات جيدة يمكن الاستفادة منها على مدار العام؟

فى البداية تقول هدى محمد، ربة منزل، نظرا لضيق الوقت بعد الإفطار لا أتمكن من لقاء الأصدقاء أو الأهل إلا مرات قليلة وعادة نشغل وقتنا بالحديث عما أعدته كل منا من أطعمة والجديد في طرق الطهي وما قرأناه من أجزاء من القرآن، والأعمال الدرامية التى نتابعها، لكن غالبا ما تكون برامج الطهى في مختلف القنوات محور القعدة أو أحاديثنا التليفونية.

وتتفق معها شيرين خالد، بكالوريوس إعلام وتقول: إعداد الطعام أهم محاور الجلسات النسائية خاصة في شهر رمضان، فإذا وجدت وقتا للقاء صديقاتى بعد صلاة التراويح سواء في المنزل أو النادي نتبادل وصفات الأطعمة وطرق إعداد أشهى الأصناف والتجارب الفاشلة في المطبخ والإعداد المسبق للعزائم بجانب تبادل الخبرات، وأحيانا نتحدث عن المسلسلات وما تضمنته منديكورات وملابس للفنانات.

نميمة عائلية

أما الكاتبة سامية بكرى فتحرص على تنظيم جلسة نسائية أسبوعية فى منزلها أو إحدى أخواتها لاسترجاع ذكريات الشباب فتقول: خلال اجتماعى مع إخوتى نتذكر ما كنا نفعله في رمضان في طفولتنا ونظل نضحك مع كل حكاية وكأننا نسمعها للمرة الأولى مع أننا سمعناها كثيرا لكنه الحنين للماضي, وطبعا لا يخلو الأمر من انتقاد ملابس الممثلات والحديث عن أعمارهن وكيف تبدو كل واحدة أصغر سنا، وإلى جانب جلسةالنميمة العائلية تكون هناك قعدات ثقافية مع صديقاتي من الشاعرات والأديبات حيث نحضر ندوة أو أمسية شعرية لتبادل الحديث عما تتناوله الدراما من قضايا حقيقية وكيف يمكن استخدامها فى تغيير ثقافة المجتمع، وكيف ترسخ معظم الأعمال الدرامية لصورة المرأة السلبية رغم دورها الواضح فى المجتمع.

لكل قعدة حكايتها

"العزومات وتجارب الاستعداد لها وأشهر مقالبها أكثر الموضوعات التي تشغلنا إذا جلسنا كمجموعة أصدقاء" هكذا بدأت إيمان حمدي، مدير إدارة بإحدى الهيئات الرقابية حديثها وقالت: ألتقى بصديقاتى بعد العشاء لتبادل الأحاديث والاستفادة من تجاربنا فى إعداد العزومات وسرد تجارب العزائم الناجحة والمواقف التي مرت بها كل واحدة في عزومة ما، وعادة ما نتجنب الغيبة أو النميمة ونكتفي بنقد المسلسلات, وخلال حديثنا تتحيز كل واحدة لنجمتها أو نجمها المفضل والعمل الذى تتابعه، هذا بخلاف الجلسات التى تجمعنى مع سيدات العائلة والتى يغلب عليها الحنين إلى الذكريات والترحم على من ماتوا.

نميمة بشروط

تقول إسراء حسن ، مبرمجة كمبيوتر: اعتدت مقابلة عدد من صديقاتي بعد صلاة التراويح للذهاب إلى النادي المجاور لمنزلىمع الاتفاق مسبقا على عدم الخوض فى سير الصديقات أو المعارف حتى لا نخسر ثواب صيامنا وصلاتنا، بل نتحدث عما أعدته كل واحدة من أطعمة وما تنوى طهيه فى اليوم التالى، ثم نتحدث عن روحانيات شهر رمضان وضرورة الحفاظ عليها، إلى جانب تبادل تجاربنا في العزائم والمسلسلات المعروضة خلال الموسم الرمضانى ، لكن بمجرد أن تبدأ واحدة في سرد قصة إحدى الصديقات الغائبات نطالبها بالصمت لأننا في رمضان والأفضل نتحدث بشكل عام.

أثر نفسي واجتماعي

بعد التعرف على محاور أحاديث جلسات النساء فى رمضان سألنا د. مديحة الصفتى، أستاذة علم الاجتماع عن أثر هذه الجلسات على النساء فقالت: لعالم المرأة خصوصية نفسية واجتماعية، ومن هنا كانت طبيعة حواراتهنأقرب للفضفضة، وتحدث هذه الجلسات أثرا إيجابيا إذا كانت بين مجموعات متناغمة ذهنيا حيث تكون الموضوعات المشتركة بينهن كثيرة، ووفقا لطبيعة الشهر المختلفة عن باقي الشهور تكون الجلسات والحوارات لها طبيعة مختلفة أيضا فهي لا تأخذ شكل الفضفضة والحديث في المشكلات الحياتية أو أعباء العمل لكنها تأخذ الطابع الأسرى ويكثر الحديث فيها عن اهتمامات ذات طابع نسائي أكثر مثل العزومات أو برامج الطهي أو الدراما بمعنى آخر تكون قعدات خفيفة يتحدثن ويضحكن دون شكاوى من زملاء أو رؤساء في العمل أو أزواج، كما تكون عادة للتسلية والحديث عن ذكريات الطفولة فى رمضان.

وتابعت: من الضروري استغلال هذه القاعدة العريضة من المشاهدين في تقديم موضوعات إيجابية تحدث تغييرا إيجابيا في المجتمع من خلال الأعمال الدرامية المقدمة خلال الشهر بدلا من أن تسهم في ترسيخ صورة سلبية عن المرأة.

عادات إيجابية

عن كيفية الاستفادة من جلسات النساء فى رمضان تقول د.ناهد نصر الدين، أستاذة علم الجمال وخبيرة التنمية البشرية: يمكن الاستفادة من أيام رمضان في اكتساب عادات دينية جديدة، وقد تكون اللقاءات النسائية أو الأحاديث فرصة لاكتساب هذه العادات كأن يتم الاتفاق على حفظ عدد محدد من الآيات أو تبادل الأفكار في تغيير ديكورات الشقة قبل العيد، أو كيفية الاستفادة من الملابس القديمة، وكلما كان الحديث في أفكار إيجابيةاكتسبت المشاركات طاقة إيجابية بعكس الخوض فى خصوصيات الغير الذى عادة ما يتسبب فى اكتساب طاقة سلبية، فالحوارات التي تقدم لنا أفكارا وتجارب تجعلنا سعداء وأكثر حماسا لتكرارها كل يوم، وكلما أحسنا اختيار المجموعة كانت الجلسات والأحاديث بيننا مصدر سعادة,ومع نهاية الشهر سنكتسب عادات إيجابية من أصدقائنا يمكننا المداومة عليها طوال العام.

 

المصدر: كتبت: نجلاء أبوزيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1358 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,460,387

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز