المسحراتى والفانوس ومدفع الإفطار وموائد الرحمن كلها مكونات ارتبطت فى أذهان المصريين بشهر رمضان، فالأكلات التى تحرص الأمهات على إعدادها والمشروبات التى لا تكتمل مائدة الإفطار إلا بها، والفوانيس فى أيادى الأطفال تضيء الشوارع، وموائد الرحمن وما تحمله من معانى التكافل والتراحم بينهم، والياميش الذى ينذر ظهوره أمام محال العطارة والبقالين بقرب قدوم هذا الضيف العزيز، وغيرها من الطقوس التى يحرص الشعب المصرى على التمسك بها والتى تضفى روحانيات على أيام هذا الشهر ولياليه، كلها لها ذكرى وقصة، لذا دعونا نتعرف على حكاية كل منها عبر صفحات هذا الباب على مدار شهر رمضان ..
يا ميش رمضان
في عام 1969 قدمت مجلة الإذاعة والتليفزيون تفاصيل مسابقة "يا ميش رمضان" لقرائها وكانت تصدر في أعدادها الأسبوعية في شهر رمضان الكريم على شكل صورة مقسمة إلى 5 أجزاء وكل جزء منها يحمل شكل فنان مختلف وعلى المتابعين تجميع الأجزاء الأربعة لكل فنان أو فنانة وترتيبها بالشكل الصحيح وإرسالها عبر البريد على عنوان الإذاعة والتليفزيون في نهاية الشهر.
برامج رمضانية
على الرغم من كم الإنتاج الدرامي الذي يشهده رمضان كل عام إلا أن الحنين يأخذنا دائمًا إلى ذكريات زمان التي حفرت في أذهاننا وكانت لها تأثير كبير على سلوكياتنا وسعت دائمًا لتقديم فن هادف يقوم سلوكياتنا ويغرس في نفوسنا القيم الأخلاقية والتسامح والكرم ويغذي أفكارنا بالعادات الطيبة والإيجابية.
فطوطة
شخصية كوميدية قدمها الممثل الكبير سمير غانم من خلال الفوازير التي حملت نفس الاسم وعرضت خلال شهر رمضان عام 1982، وقد ابتكر هذه الشخصية المخرج فهمي عبد الحميد، وقدمها سمير غانم إلى أن توفى فهمي عام 1990، وكان الفنان سمير غانم يؤدي دور "قزم" مرتديا بدلة خضراء وحذاء أصفر اللون كبيرا من تصميم وداد عطية، وقد ظهر لأول مرة في الفوازير التي حملت اسم "فطوطة"، وعاد للظهور مرة أخرى بعد 3 سنوات في فوازير مختلفة بعنوان "فطوطة حول العالم"، ثم في مسلسل الرسوم المتحركة "فطوطة وتيتا مظبوطة" والذي عرض في رمضان عام 2010.
نيللي وشريهان
حينما تذكر كلمة "فوازير" يتبادر إلى أذهاننا مباشرة نيللي وشريهان ، على اعتبار أنهما أبرز من قدمتا فوازير رمضان بخفة ظلهما وموهبتهما غير المسبوقة، لترتبط النجمتين بمصطلح الفوازير حتى الآن، ورغم مرور أكثر من 40 عامًا على فوازير نيللي التي عرضت عام 1975 على شاشة التليفزيون المصري إلا أن الجمهور مازال شديد الارتباط بها.
وكانت بداية فوازير رمضان بالإذاعة المصرية على يد الإعلاميتين : آمال فهمي وسامية صادق، وكانت عبارة عن أسئلة يقوم المشاركون بإرسال إجاباتها عبر البريد، ثم انتقلت الفكرة إلى التليفزيون بعد عام واحد من انطلاقه عام 1961 حيث ظهرت فوازير الأمثال "على رأي المثل" وكانت عبارة عن فقرة درامية يذكر فيها أحد الأمثال ويقوم المشاركون بإرسال الإجابة الصحيحة.
وقد بدأت فكرة الفوازير التي كانت خليطا بين الدراما والاستعراض 1967على يد المخرج أحمد سالم وفرقة ثلاثي أضواء المسرح المكونة من سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد، ثم قدمتها الممثلة نيللي عام 1975 وحتى 1981، ثم قام بإخراجها فهمي عبد الحميد بشكل مستمر، وفي العام التالي قدمت الفنانة شيريهان فوازير "ألف ليلة وليلة" التي عرضت حتى 1988، بعدها قدمت الفنانة صابرين فوازير ثم هالة فؤاد ويحيي الفخراني.
بوجي وطمطم
ارتبط هذا المسلسل بعقل الأطفال لسنوات طويلة وظل أحد رموز رمضان، حيث نجح هذا العمل في تقويم العديد الأطفال وبث أخلاقيات وسلوكيات حميدة، والتي كان من شأنها توجيه الأطفال للتعامل بإيجابية نحو أقرانهم ومجتمعهم.
عمو فؤاد
كان التليفزيون المصري يعرض فوازير عمو فؤاد قبل الإفطار مباشرة، وكل عام كانت الفوازير تتناول موضوعا مختلفا مثل عمو فؤاد "بيلف بلاد - رايح يصطاد - رايح الستاد.."، وقد جسد الفنان الراحل فؤاد المهندس دور "الجد" الذي كان يجمع الأطفال حوله ويسرد لهم قصة ليطرح عليهم في النهاية "فزورة" بهدف دفعهم للتفكير بجانب تسليتهم، وقد شارك الفنان الراحل في التمثيل الفنانة ليلى طاهر وفاروق فلوكس وعلا رامي وعلاء زينهم وهشام عبد الله وعزة لبيب ومجدي فكري وأحمد سامي عبد الله، وكان مخرج الفوازير محمد رجائي، وتأليف فداء وشامخ الشندويلي.
الكاميرا الخفية
«اللقطات اللى واخدينها كلها طبيعية والأبطال أنا وأنت وهى أنا وأنت وهي»، لن يغفل جيل الثمانينيات والتسعينيات عن تتر برنامج الكاميرا الخفية الذي كان يقدمه إبراهيم نصر، وكان يعرض بعد الإفطار مباشرة، وتجتمع العائلة لمشاهدة برنامج المقالب الأول من نوعه، لم يكن البرنامج بحجم الإمكانيات التي تقدم بها البرامج الآن إلا أنه كان يبهر الجمهور ويقدم لهم كوميديا يضحكون عليها إذا شاهدوها مرة أخرى.
بكار
من أهم البرامج التي اعتدنا عليها وارتبطت كثيرًا بشهر رمضان خاصة وقت الإفطار مهما تقدمنا في العمر مسلسل الكرتون "بكار" أبو كف رقيق وصغير وبرفقته "رشيدة" معزته الصغيرة وصديقه حسونة، ويُعد بكار أول شخصية كرتونية مصرية حقيقية تجذب أنظار المشاهدين كبارا وصغارا، فعلى الرغم من مرور الكثير من السنوات على إخراج هذا المسلسل إلا أنه ما زال يشاهده الأطفال والكبار أثناء جلوسهم على مائدة الإفطار حتى الآن.
شادية تقدم الفوازير
في عام 1975 قررت الفنانة شادية تقديم فوازير، وكانت الفكرة قائمة على استضافة 30 لاعبا من نجوم الكرة المصرية خلال شهر رمضان لإجراء حوار مع كل لاعب يوميا وعلى المستمع اكتشاف صوت الضيف للفوز بالجوائز التي كانت عبارة عن 5 آلاف جنيها، أو رحلة إلى الأراضي السعودية المقدسة، بالإضافة إلى رحلات أخرى إلى بيروت، والأقصر، وأسوان، ومدن القناة.
والجديد في هذه المسابقة أنها لم تقتصر على المستمع المصري فقط، لكن قدمت جائزتها ذات مرة إلى أحد الفائزين من إحدى الدول العربية الشقيقة وهي عبارة عن أسبوع يقضيه متجولا بين المعالم السياحية والأثرية في محافظات مصر، والطريف أن الراحلة شادية أثناء تسجيلها مع لاعب كرة القدم عبد الكريم صقر تحولت الحلقة إلى ثنائي غنائي، كما تحولت حلقة صالح سليم إلى تجربة جديدة من الأفلام المشتركة بين نجوم السينما والكرة.
ساحة النقاش