إنه «المدهش » الملقب بالدكتور.. يحيى الفخرانى الذى يتحفنا كل عام برائعة جديدة، وهذا العام يقدم تحفته الجديدة «بالحجم العائلى » التى يعود فيها إلى الكوميديا البيضاء، عرفته فنانا فذا وإنسانا متواضعا قلما وجدت له مثيلا فى الوسط الفني، أذكر أننى طلبت منه حوارا وهو فى أوج نجوميته وشعبيته الطاغية أثناء تصوير الجزء الثانى من مسلسله الأشهر «ليالى الحلمية »، كنا فى شهر رمضان حيث كان يجرى تصوير حلقات المسلسل أولا بأول لتلحق بالعرض التليفزيونى بعد مونتاج غاية فى السرعة، وطلب منى الحضور إلى إستوديو الأهرام، وهناك كانت فى استقبالى أمل أسعد المخرج المساعد للمسلسل التى قادتنى إلى حجرته، إلا أننى طلبت التواجد خلف الكاميرا لأرى جانبا من المبارزة بالموهبة بين القط والفار، أو بينه «سليم البدري » وبين عمنا صلاح السعدنى «سليمان غانم »، فى مشاهد محفورة بداخلي، لم تكن هناك إعادة لأى مشهد كما هو معتاد فى فن التمثيل المسجل، رغم أن صلاح السعدنى لم يكن يلتزم بالنص بل يقول مضمونه على طريقته، واستغرقنا الوقت، حتى اقتربنا من موعد السحور ولم تكن المشاهد قد انتهت، فاستأذن الدكتور يحيى من عمنا إسماعيل عبد الحافظ المخرج، معتذرا لى بشدة، ولكنه أكد رغبته فى إتمام الحوار، ثم قادنى إلى سيارته معربا عن رغبته فى أن نجرى الحوار داخل السيارة التى انطلق بها، وطلب فى إصرار شديد أن يقوم بتوصيلى إلى منزلى لألحق بالسحور ونكمل الحوار وفى نفس الوقت يستريح ذهنيا من عبء التركيز فى العمل قبل أن يعود إليه بعد قليل، هذا هو الدكتور الفنان المتواضع، أما المثقف فقد صادفته فى آخر أيام الصيفية،هناك فى القرية السياحية المتواضعة التى جمعتنا الدفة بها، وخلال أيام قضيتها معه لم أنجح فى مفاتحته فى إجراء حوار كان سيكون نادرا بكل المقاييس، والسبب أننى كلما ذهبت إليه وجدته يقرأ إحدى الروايات العالمية، وكنت لا أحب أن أفسد عليه متعته، حيث كنت أكتفى بإلقاء تحية الصباح والمساء عليه وعلى زوجته المبجلة د. لميس جابر والسيدة حماته.
ساحة النقاش