لقد كرم الله تعالى بنى آدم وفضلهم على كثير من خلقه "ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" الإسراء 70, وساوى بينهم جميعا "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء", ومنحهم الحرية المطلقة فى التفكير وفى الاختيار وفى التعبير عن آرائهم وأفكارهم, لذلك فكل إنسان حر فى أن يختار عقيدته.
المسئولية
والحرية مرهونة بالمسئولية, مسئولية الإنسان نحو نفسه وأهله ومجتمعه ووطنه.."كل نفس بما كسبت رهينة" المدثر 38، ولن يحاسب إلا على أفعاله، "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" النجم 53,"ولتُسألن عما كنتم تعملون" النحل 93, ومن يلغى عقله ويوكل أمره للآخرين يوجهونه أينما شاءوا (بالسمع والطاعة) فهو يخالف إرادة الخالق, إنه يتخلف عن الامتحان الذى لابد و أن يمر به كل إنسان كى ينجح فى الحياة ويوفق يوم الحساب "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" الشعراء 26.
والاختلاف رحمة
الاختلاف بين البشر ليس فقط طبيعى ولكنه ضرورى، فقد خلقهم الله ليختلفوا "ولو شاء ربك لجعل الناس أُمة واحدة ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم"هود118: 119.
الهداية
إذن لا حق لأحد أن يفرض تفكيره ورغباته على الآخرين بحجة أنه يهديهم:
"من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا" الإسراء 15, فالحكم فى النهاية لرب العالمين وحده، لا يشاركه فى ذلك أحد "الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم تختلفون"الحج 69.
لا إكراه فى الدين
والإسلام ينهى عن إكراه الناس على الدخول به"لا إكراه فى الدين قدتبين الرشدمن الغى"البقرة256,
وحين أخذت النبى - صلى الله عليه وسلم - نوبة حماس وبالغ فى الإلحاح على الناس كى يؤمنوا قال تعالى يذكره بمشيئة الرحمن: "ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" يونس99.
التفكير فريضة
المسلم مأمور بأمرقرآنى بأن يفكر "ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار" آل عمران 191, والمسلم الصحيح يجب أن يعمل ليلا ونهارا ليحقق هذا المطلب: التفكر؛ أى التفكير المستمر فى السموات والأرض وفيما أنعم الله علينا من طبيعة: الأشجار والنباتات والطيور والحيوانات والبحاروالأنهار والجبال والتعرف إلى أجناس البشر من قبائل وشعوب، وتأمل الموت والحياة واختلاف الليل والنهار..الخ,إن الإيمان بالله يعنى الإيمان بأنه سبحانه وتعالى لم يخلق كل تلك الأشياء باطلا، بل لهدف ولأجل محدد.
وإلى الأسبوع القادم بإذن الله.
ساحة النقاش