رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير, وعيد سعيد علينا جميعا بإذن الله, وأسأل الله الكريم أن يديم علينا الستر والاستقرار وأن تعود الأيام ونحن فى أحسن حال وأهنأ بال إنه سميع مجيب الدعوات.

**********************************************

حكيت لك الأسبوع الماضى الحكاية التى روتها لى قارئتى السيدة إسعاد 52 سنة حول ابنها المهندس تامر الذى وصفته بأنه طيب جداً حتى أنه يصدق كل ما يقال له ولا يعرف الخبث ولا اللف والدوران وصريح ومباشر, وقالت إنه تعلق بحب زميلة له بالجامعة اسمها رشا, وعندما سألته عنها والدته عرفت أن الفتاة عصبية جداً ومعقدة وأنها تربت فى بيئة مختلفة عن بيتهم وهم الأسرة السعيدة المستقرة بإحدى مدن البحيرة وهم من الموسرين وبيتهم مفتوح للأهل والأقارب, وعرفت أم تامر أيضا أن والد الفتاة متوفى وأن أمها تزوجت بعد وفاة أبيها عدة مرات, وعلمت كذلك أن أم رشا تستقبل ابنها تامر فى بيتها بعد أن طلقت أخيراً من آخر أزواجها وللأسف كان تامر يحب رشا حبا شديدا ولم يكن له أية تجارب عاطفية قبلها, وقالت السيدة إسعاد إنها استطاعت أن تقنع ابنها بأن رشا لا تصلح كزوجة له فهي ليست ربة بيت صالحة كما أنها عصبية جدا ومتسرعة ووافق تامر على أن تخطب له أمه فتاة جميلة وجامعية من قريباتها, وبدأ فى تأثيث شقة الزوجية التى كانت أمه قد اشترتها له ثم كانت المفاجأة عندما جلس تامر إلى جوارها فى فراشها وأخبرها أنه لن يستطيع أن يتم زواجه من قريبتها وأنه سوف يتزوج من حبيبته رشا.. وأسقط فى يد الأم ولطمت وجهها!

*******************************************

واستطردت السيدة إسعاد.. لطمت على وجهى لكن ابنى قال لى فى أدب جم:
- الجواز قسمة ونصيب يا ماما وأنا لا أحب قريبتك إسراء, أنا أحب رشا وسوف أتزوجها, وسوف أعقد قرانى عليها يوم الخميس القادم فى بيت والدتها, وآسف يا أمى لأنها أول مرة أخالفك لكننى خلاص ارتبطت وهذا نصيبى وقسمتى.

***************************************

واستطردت.. ولم أستطع أن أؤثر عليه هذه المرة, وطبعا فكرت أن أقاطع زواجه لكن حكمت العقل فهو ابنى الوحيد وليس لى سواه هو وأخته المتزوجة بعد وفاة أبيه, وذهبت مضطرة إلى حفل عقد قران ابنى ومعى ابنتى وأخى وأختى وكانت والدتها فى استقبالنا بحفاوة شديدة, وكانت رشا بالطبع باهرة الجمال, وصبرت وسكت إذ أصبحت أمام الأمر الواقع, وأكمل تامر تأثيث شقته فى أسابيع معدودة وعاش هو وزوجته فى شقته, وطبعا لم أكن أعرف أية تفاصيل عن حياتهما معا, فقد كانت والدتها تحيطها بسياج حديدي, وأخيرا علمت أن رشا حامل ولم تمر سبعة أشهر حتى علمت أيضا أنها أنجبت ولدا وقالوا إنه ابن سبعة شهور! وإن الشك يقتلنى.. هل حقيقة أن الطفل ابن سبعة شهور أم أن ابنى اضطر للزواج من رشا بعد تورطه معها؟ وهل هو حفيدى حقا؟ أستغفر الله العظيم إننى لا أريد أن أظلم أحدا ونحن فى أيام مفترجة لكن الشك يكاد يقتلنى هل كان حملها هو السبب المباشر فى اضطرار ابنى الطيب لكى يسارع بالزواج منها؟ وهل حقيقة الولد ابن سبعة, أكاد أجن ولا أعرف كيف أتصرف فالطبيب الذى أشرف على ولادتها هو طيب عائلة والدتها ولا أعرف كيف أتحقق من هذه الشكوك.. ماذا أفعل يا سيدتى إننى أم تحترق!

***********************************

أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.. مالك يا أم تامر بهذا الموضوع ؟ ولماذا لا تثقين فى ابنك وهو ليس قاصراً غافلاً عن أى شىء ولو كان قد شك واحد فى المائة فى رشا لما كان قد تزوجها ؟ لماذا تنبشين وراء سعادة ابنك ؟ وتفسدين فرحته بابنه بحزنك ودموعك؟ دعى ابنك سعيدا بزوجته وابنه وحياته وتمنى لهما السعادة وثقى إن بعض الظن إثم, وسواء كان الطفل ابن سبعة هو ابن ابنك وخلاص!

المصدر: سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 768 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,818,090

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز