لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي أقرر فيها التنازل عن شراء إحدى السلع نتيجة لارتفاع ثمنها، فعندما قررت التوجه لشراء مستلزمات شهر رمضان الماضي كأي امرأة مصرية وأخبرني البائع بارتفاع أسعار بعضها قررت أن أبحث عن بديل مصري يمكنني إعداده بالمنزل دون أن أرهق ميزانيتي.

هكذا أنا كأي امرأة مصرية تفكر بطريقة اقتصادية متوازنة حتى تعبر بأسرتها بر الأمان، نعم فالمرأة المصرية هي بالفعل وزيرة اقتصاد منزلها, فصحيح أننا نعاني من جشع بعض التجار أحيانا ومن ارتفاع أسعار بعض السلع أحيانا أخرى، ولكننا لا نعلن أبدا عن إفلاسنا في إيجاد الحلول، فالأمر لا يستلزم منا أكثر من ورقة وقلم في بداية كل شهر نحدد فيها نفقاتنا الأساسية من فواتير الكهرباء والمياه والإيجار ووسائل المواصلات ومصروفات الأبناء، ثم بند آخر نخصصه للطوارئ وربما الإدخار إن أمكن وإن كان البعض قد يرى هذا صعبا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، ولكنه ليس بصعب خاصة إذا أشركنا أبناءنا وعلمناهم أننا لا نحتاج إلى تقليد الآخرين وشراء ما يشترونه فلكل منا إمكانيات وأننا بإمكانياتنا مهما كانت بسيطة يمكننا أن نرضى ونشتري ما يناسبنا، كما أن اللهث وراء هجمة الإعلانات علينا بالسلع الضرورية وغير الضرورية، لن ينتج عنه أكثر من إهدار مواردنا فيما لايفيد في حين أنها يمكن أن تكفينا وتزيد، هذا بجانب أن تدريبنا لهم أيضا على التوفير سيعني مع الوقت أنهم سيتعلمون وببساطة وبعيدا عن أي دورات تدريبية كيف ينظمون حياتهم في المستقبل وكيف تكفيهم مواردهم مهما تعددت سبل الإنفاق وازدادت احتياجاتهم، وهو ما سيشكل حماية لهم من العديد من الأزمات المالية التي قد يتعرضون لها فيما بعد وحين تزداد مسئوليتهم.

الأمرأيضا يستدعي منا أن ندير أكثر بنود ميزانيتنا إرهاقا ألا وهو بند السلع الغذائية بطريقة مختلفة ألا وهي طريقة "البدائل الأكثر توفيرا"، فصحيح أني لست من دارسي علم الاقتصاد ولكن الأمر بسيط وسهل ولا يستدعي أكثر من شراء بدائل السلع الغذائية الأكثر توفيرا كالبقوليات أحيانا بدلا عن اللحوم، والمشروبات المصرية الطبيعية بدلا عن المياه الغذائية، مع العمل على تدريب أسرنا على تناول طعام المنزل الصحي والغني بالعناصر الغذائية بدلا من تناول الأطعمة الجاهزة والسريعة خارج المنزل بما يرهق ميزانيتنا دون أي فائدة أو قيمة غذائية حقيقة يستفيد منها أولادنا، وهناك أيضا أسلوب اقتصادي آخر يتبعه البعض منا ولا شك أنه أكثر توفيرا ألا وهو المشاركة في شراء مصادر السلع الغذائية "كالخراف" مثلا كمصدر للحومبالشراكة بين الأصدقاء والجيران أو الأهل فبهذا يكون سعرها بعد توزيعه بيننا أقل وطأة من شراء اللحوم بشكل مباشر، ولا ننسى هنا أننا يمكننا أيضا الاعتماد في شراء السلع الغذائية ككل على منافذ البيع التابعة للجهات الحكومية المختلفة كوزارة الزراعة والداخلية والقوات المسلحة وغيرها التي تساعدنا في الحصول عليها بأسعار مخفضة.

وبجانب هذا واستكمالا للأساليب الاقتصادية التي يمكننا انتهاجها في تسيير شئون حياتنا هناك أيضا أسلوب أمهاتنا التقليدي"الجمعية" والتي يمكننا تنظيمها مع الأهل والأصدقاء بشكل يساعدنا على مواجهة الكثير من المستلزمات المالية التي تستدعي نفقات مضاعفة لابد من إعدادها في موعد محدد ما يتطلب المزيد من التنظيم المبكر كمصروفات المدارس والمصايف، وهذا الأسلوب لاشك أنه من أكثر الأساليب التي تبرع فيها المرأة المصرية وراثة من الأمهات والجدات.

كل هذا وغيره من الطرق والأساليب الاقتصادية التي تتبعها المرأة المصرية بل وتطور فيها يوما بعد اليوم، يعني ببساطة أننا قادرات على مواجهة أي مشكلة أو أزمة اقتصادية وبطرق بسيطة وسهلة، فكل منا وزيرة اقتصاد لمنزلها وتملك من الأدوات ما يمكنها من التغلب على ارتفاع أسعار السلع ومواجهة أي طارئ اقتصادي بل والتخطيط للمستقبل، فقط لايتطلب الأمر أكثر من أن نضع نصب أعيننا أن الهدف هو أن نعبر بأسرنا إلى بر الأمان وأننا نستطيع ذلك وبطرق بسيطة وسهلة. 

المصدر: بقلم : سمر الدسوقى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 413 مشاهدة
نشرت فى 27 يونيو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,722,609

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز